المجموعة الخامسة: النظرة للشرق والمسلمين – الصورة النمطية والازدواجية
المقال (5): العالم الإسلامي المتوحش: الكذبة التي تُروى بالأفلام والأخبار
المقدمة
إذا كانت وسائل الإعلام هي الرواية المعاصرة التي تُشكّل وعي الشعوب، فإن الصورة التي رسمتها عن العالم الإسلامي لا تخرج عن كونه مساحة للفوضى، والسيوف، والنفط، والانفجارات. وحين يتكرر هذا المشهد في كل فيلم، وكل نشرة أخبار، فإن العقل الباطن لدى المتلقي لا يعود يميّز بين الصورة والحقيقة. لكن... من كتب هذه الرواية؟ ولماذا لم يروِ أحد قصة أخرى؟
المسلمة الكاذبة
"العالم الإسلامي هو مصدر التهديد العالمي، وهو بطبيعته عنيف وهمجي ومتخلّف."
الهدف من هذه المسلمة
- ترسيخ الخوف من الإسلام والمسلمين عالميًا لتبرير التدخل والوصاية.
- دفع المسلمين للشعور بالخجل من هويتهم والانفصال عن جذورهم.
- إقصاء أي مساهمة حضارية معاصرة منسوبة للمجتمعات الإسلامية.
- تسهيل سياسات القمع والتمييز في الداخل الغربي تجاه المسلمين.
الأساليب المستخدمة لترسيخها
- الأفلام الهوليوودية التي تختصر المسلمين في صورة الإرهابي أو البدوي القاسي.
- البرامج الإخبارية التي تبرز فقط الحروب والنزاعات في الدول الإسلامية.
- العناوين الصحفية التي تربط كلمة "مسلم" تلقائيًا بكلمات مثل: "تفجير"، "قتل"، "أصولية".
- الإخفاء المتعمّد لضحايا المسلمين في النزاعات، وتصويرهم كجناة لا كضحايا.
- استخدام لغة استشراقية تجرّد المسلم من الفردانية وتُصوّره كتكرار نمطي مهدد.
النتائج المتحققة فعليًا
- صعود موجات الإسلاموفوبيا وجرائم الكراهية في الغرب.
- دفع العديد من المسلمين لمحاولة "تبرئة أنفسهم" بالتماهي مع ثقافة الآخر.
- منع ظهور أي سردية بديلة عن الواقع الإسلامي المتعدد والمعقد.
- تقوية سرديات الهيمنة الغربية بوصفها "المُنقذ من الهمجية".
- زرع الشك والريبة في أي حراك إسلامي مهما كان سلميًا أو حقوقيًا.
الخاتمة
إن سردية "الإسلام المتوحش" ليست إلا أسطورة إعلامية وظيفتها تسويغ السيطرة. فالعالم الإسلامي، كباقي العالم، فيه حضارة وهمجية، نور وظلام، لكنه لم يُمنح حق الحكي عن نفسه. ولذا، يبقى المطلوب اليوم ليس فقط نقد الصورة، بل استعادة حقّ الرواية... لنروي نحن عن أنفسنا، لا أن تُروى قصتنا في دهاليز هوليوود وغرف الأخبار.
كلمات مفتاحية
تشويه المسلمين، الإعلام الغربي، الإسلاموفوبيا، الصورة النمطية، المسلم في السينما، الإرهاب، الإسلام والغرب، الأخبار الملفّقة، الرواية الإعلامية، الاستعمار الثقافي
وصف الصورة المقترحة
كاميرا سينمائية ضخمة موجهة نحو خيمة عربية، يظهر في عدستها مشهد دموي مُفبرك، بينما خلف الكاميرا خريطة للعالم مكتوب على الجزء الإسلامي منها: "خطر – منطقة عدوى فكرية"، في إشارة إلى التصنيع المتعمّد للصورة.
