
سلسلة: التضليل الإعلامي والمسلمات الكاذبة
المجموعة الخامسة: النظرة للشرق والمسلمين – الصورة النمطية والازدواجية
المقال (4): الشرق المتخلّف: خرافة تفوق الرجل الأبيض
المجموعة الخامسة: النظرة للشرق والمسلمين – الصورة النمطية والازدواجية
المقال (4): الشرق المتخلّف: خرافة تفوق الرجل الأبيض
المقدمة
لأكثر من قرنين، استقرّ في العقل الغربي – بفضل إعلامه وأدبياته – تصور واضح: الشرق متخلف بطبعه، غارق في خرافاته، لا يُحسن حكم نفسه، ولا ينهض إلا تحت وصاية الغرب "المتحضر". هذا الخطاب لم يكن يومًا بريئًا، بل سلاحًا فكريًا سبق المدافع، لتبرير الاستعمار والهيمنة وإدامة التفاوت الحضاري بوصفه "قَدَريًا".
المسلمة الكاذبة
"الشرق لا ينتج حضارة، ولا ينجح إلا إذا تشبّه بالغرب وتخلى عن تقاليده."
الهدف من هذه المسلمة
- تكريس صورة دونية للشرق في الثقافة العالمية، تُضعف ثقته بنفسه.
- تبرير التفوق الغربي سياسيًا وثقافيًا وأخلاقيًا كأنه "طبيعي".
- إقصاء أي مشروع نهضوي أصيل لا يعتمد النموذج الغربي.
- تحويل تاريخ الشرق إلى سردية من الانحطاط المستمر، واستبعاده من الحاضر والمستقبل.
الأساليب المستخدمة لترسيخها
- تصوير المجتمعات الشرقية في السينما بوصفها فوضوية، متخلفة، أو غارقة في العنف.
- اختزال التاريخ الإسلامي والعربي في فترات الانحطاط، وتجاهل قرون الازدهار.
- احتكار مفاهيم الحداثة والعلمانية والتقدم في الخطاب الغربي، وتصويرها كقيم "أوروبية".
- السخرية من الموروثات الثقافية الشرقية وربطها بالرجعية والتخلف.
- تكرار نماذج "النجاح" فقط لمن تماهى مع الغرب وتخلى عن هويته الأصلية.
النتائج المتحققة فعليًا
- إضعاف ثقة النخب الشرقية بثقافتها الخاصة.
- نشر عقدة النقص لدى الشعوب المسلمة تجاه الغرب.
- تفكك المشاريع الحضارية المستقلة أو مقاومتها من داخلها.
- هيمنة النموذج الغربي حتى في تفسير مشكلات المجتمعات الشرقية نفسها.
- خلق تبعية فكرية تجعل التحرر يبدو خطرًا، والتبعية تبدو تقدّمًا.
الخاتمة
ليست المشكلة في أن الغرب تطور، بل في أنه أقنع الآخرين أن لا سبيل لهم للتطور إلا بأن يُمحى تاريخهم. التخلّف ليس قدرًا جغرافيًا، بل نتيجة صناعة فكرية مقصودة. وما دام الشرقي ينظر إلى نفسه بعين الغرب، فلن يرى إلا عيوبًا، حتى لو كان واقفًا على جبل حضارة دفنه الإعلام تحت ركام الأكاذيب.