
سلسلة: التضليل الإعلامي والمسلمات الكاذبة
المجموعة الخامسة: النظرة للشرق والمسلمين – الصورة النمطية والازدواجية
المقال (6): الإرهاب كما يراه الأبيض فقط: ازدواجية التعريف والتجريم
المجموعة الخامسة: النظرة للشرق والمسلمين – الصورة النمطية والازدواجية
المقال (6): الإرهاب كما يراه الأبيض فقط: ازدواجية التعريف والتجريم
المقدمة
في الإعلام العالمي، لا يُعرف الإرهاب إلا إذا ارتكبه مسلم. أما حين يُطلق النار أمريكي أبيض في كنيسة، أو يحتل مستوطن أرضًا بالقوة، أو يقصف جيش "غربي" قرية كاملة، فالتسمية تتبدّل: "اضطراب نفسي"، "رد فعل"، "دفاع عن النفس"، "حادثة أمنية". لمَ هذا الكيل بمكيالين؟ وكيف أصبح تعريف الإرهاب نفسه أداة في يد القوى النافذة؟
المسلمة الكاذبة
"الإرهاب صفة ملازمة للمسلمين وحدهم، وهو تهديد يأتي فقط من الشرق."
الهدف من هذه المسلمة
- احتكار مفهوم "العنف المشروع" لصالح القوى الغربية.
- إعادة تشكيل القانون الدولي واللغة الحقوقية لخدمة الهيمنة.
- تجريم المقاومات الشرعية في العالم الإسلامي ووصمها بالإرهاب.
- منح الغطاء الأخلاقي للتدخلات العسكرية والتمييز الداخلي في الغرب.
الأساليب المستخدمة لترسيخها
- انتقاء تغطية إعلامية تُظهر فقط العمليات المرتكبة من مسلمي الهوية.
- عدم استخدام كلمة "إرهاب" في الحوادث التي يرتكبها غير المسلمين، خصوصًا في الغرب.
- التضخيم المتعمد لأي حادث إرهابي حين يكون المنفذ مسلمًا، مع ربطه بالإسلام كعقيدة.
- تصوير الاحتلالات العسكرية الغربية على أنها "مهمات تحريرية".
- إغفال إرهاب الدولة (كالحروب، الحصار، التهجير القسري) من أي تصنيف عدواني.
النتائج المتحققة فعليًا
- فقدان مفهوم الإرهاب لأي حيادية قانونية أو تعريف موضوعي.
- تمكين أنظمة قمعية من قمع معارضيها بحجة مكافحة التطرف.
- إقصاء أي سردية تشرح الأسباب الحقيقية للعنف وردود الفعل.
- تعميم الاشتباه بالمجتمعات المسلمة، وشيطنتها في الإعلام والسياسات.
- شرعنة الإرهاب الحقيقي حين يرتكبه أصحاب الامتياز السياسي أو العرقي.
الخاتمة
لقد أصبح الإرهاب مصطلحًا أيديولوجيًا لا أمنيًا، يُستخدم حسب هوية الفاعل لا حسب الفعل. وحين يتحوّل الإرهاب إلى أداة تعريف انتقائي، تفقد العدالة معناها. وحدها الجرائم التي يرتكبها الآخر تُسمّى جرائم، أما جرائم "الأنا المتفوقة" فهي دومًا مبرّرة، أو صامت عنها. وهذا بالضبط... هو جوهر الإرهاب الحقيقي.