الدعاية والتضليل

صمت الصحافة وعجزها في حماية الإعلاميين في الشرق الأوسط: الاعتقالات بتهم ملفقة وسيناريوهات الصمت المدفوع

في منطقة الشرق الأوسط، حيث تختلط الأزمات السياسية والصراعات المسلحة والوصاية الخارجية، تتعرض حرية الصحافة لقمع ممنهج، يتجاوز مجرد التضييق ليصل إلى الاعتقالات التعسفية للصحفيين، غالبًا بتهم ملفقة هدفها إسكات الأصوات المستقلة. وما يفاقم الأزمة ليس فقط استبداد الأنظمة، بل سكوت الإعلام الرسمي وحتى المؤسسات الحقوقية التي غالبًا ما تلتزم الصمت أو تقف عاجزة أمام هذه الانتهاكات. 1. اعتقالات ملفقة كأداة قمع الأنظمة في الشرق الأوسط تعتمد على اتهامات فضف…

ضعف منظمات الصحافة وحماية الصحفيين: أزمة حرية إعلام أم انعكاس لواقع الجبر السياسي؟

شهدت حرية الصحافة عبر التاريخ محطات صعود وهبوط متعاقبة، إلا أن التحديات التي تواجهها اليوم تبدو أعقد من أي وقت مضى، لاسيما في مناطق الصراعات المسلحة والتوترات الجيوسياسية الحادة. ورغم وجود منظمات دولية وإقليمية معنية بحماية الصحفيين، إلا أن فشل هذه الهيئات في الوقوف بوجه الانتهاكات المستمرة، يثير تساؤلات جدية عن جدوى هذه المنظمات وقدرتها على الصمود أمام آلة القمع السياسي والعسكري. 1. جبر السياسة الدولية وضعف الإرادة السياسية تُشكل السياسة الدو…

أوروبا: لن نمد اسرائيل بالسلاح: حين تُعلن التوبة بعد البيع

أوروبا… التاريخ يعيد نفسه، لكن بوجه ناعم تقول أوروبا اليوم إنها “لن تمد إسرائيل بالسلاح” وكأنها اكتشفت فجأة أن القصف يقتل، والحصار يجوع، والمجازر لا تُجمَّل في نشرات الأخبار. لكن من يعرف سجل هذه القارة يدرك أن المواقف الأوروبية لا تولد من رحم المبادئ، بل من رحم الحسابات، وأن ساعة الضمير عندها لا تدق إلا عندما تتطابق مع ساعة المصلحة. من الاستعمار إلى غزة… نفس النص، ممثلون جدد في القرن الماضي، كانت أوروبا تبرر استعمارها للشعوب بعبارات التمدين و…

السعودية ومصر: تصعيد وظيفي أم خلاف حقيقي؟

قراءة نقدية في “مسرحية” التوترات السياسية الإقليمية في ظل التصعيد الأخير بين السعودية ومصر، يطرح السؤال نفسه: هل هذا التوتر حقيقي؟ أم هو مجرد مسرحية سياسية داخل لعبة نفوذ إقليمية أكبر؟ هذا المقال يحاول تفكيك هذه الظاهرة من خلال النظر في الأبعاد الحقيقية والمصطنعة لهذا الخلاف، وكشف آليات صناعة الصراعات الوظيفية ضمن منظومة السيطرة الإقليمية. 1. السياق الإقليمي: تحالفات وتحولات استراتيجة تعتبر السعودية ومصر من أهم الأعمدة في التحالف الإقليمي الذ…

المناورات العسكرية بين الدول والتضخيم الإعلامي: استعراض سياسي يتجاوز التدريب العسكري

تغدو المناورات العسكرية بين الدول، في الغالب، ساحة لاختبار القدرة القتالية والتنسيق التكتيكي، لكن الحقيقة الأعمق أن هذا الجانب التدريبي هو فقط الغطاء الظاهر، فيما تغوص المناورات في أبعاد سياسية تتجاوز العسكرية، لتصبح استعراضًا مُتقنًا للقوة ووسيلة ضغط إعلامي واستراتيجي في آن واحد. فالتضخيم الإعلامي المصاحب لهذه المناورات ليس مجرد تغطية لنشاط عسكري، بل أداة من أدوات السياسة الخارجية والحرب النفسية، تهدف إلى صياغة خطاب تهيمن عليه الرسائل السياسية …

الكذب الفاضح: حين تصبح الحقيقة آخر ما يهم.. وظيفة الهيمنة الإعلامية في عصر ما بعد الحقيقة

في السياسة، هناك كذبٌ يهدف إلى التغطية أو الإقناع، وهناك نوع آخر أكثر خطورة: الكذب الفاضح الذي يعرف الجميع أنه كذب. في هذا النوع، لا يسعى السياسي لإخفاء الحقيقة، بل يسعى لتجريدها من قيمتها، واستبدالها بسلطته في تعريف الواقع. الكذبة كاختبار ولاء عندما ينكر السياسي واقعة يراها الجميع، فهو لا يخاطب وعيهم، بل يختبر انصياعهم. قبولك الصامت للكذبة يعني أنك سلّمت له بحق صياغة الحقيقة، حتى لو كانت مخالفة لما تراه عيناك. هذه ليست عملية إقناع، بل عملية إ…

اسرائيل: التضخيم الإعلامي للخلاف بين نتنياهو والجيش

التضخيم الإعلامي للخلاف بين نتنياهو والجيش، رغم أنهم في الجوهر متفقون على الهدف، يخدم أغراض سياسية وإعلامية محددة: 1. صناعة وهم التوازن الداخلي الإعلام الغربي يحب أن يقدّم صورة أن داخل إسرائيل يوجد أصوات “عقلانية” تكبح المتطرفين. إظهار الجيش في موقف معارض لنتنياهو يوحي بأن هناك فرامل داخلية ، حتى لو كانت الخلافات على الأسلوب فقط، لا على المبدأ. 2. تخفيف الضغط الدولي حين تروّج إسرائيل أن هناك انقسامًا بين السياسيين والعسكر، فهي تعطي للمجتمع ا…

اسرائيل: التضخيم الإعلامي لخطّة "احتلال غزة" الآن: إعادة تغليف احتلال مستمر

التضخيم الإعلامي لخطّة "احتلال غزة" الآن، رغم أن الاحتلال قائم فعليًا منذ سنوات، يعود إلى عدة أسباب سياسية وإعلامية، أهمها: 1. تغيير الشكل من “حصار” إلى “إدارة مباشرة” منذ 2007، إسرائيل تفرض حصارًا خانقًا على غزة وتتحكم بالمعابر والبحر والأجواء، لكنها كانت تتجنب الإدارة المدنية المباشرة. التحوّل الحالي يعني إعلان نية السيطرة الميدانية الكاملة على المدن، وتغيير البنية الإدارية والأمنية، وهذا في العرف الدولي انتقال من "احتلال غي…

مصر والأردن: إسقاط المعونات على غزة: بين التمثيل الواعي وإدارة الغضب

المشهد واضح في رمزيته، وغامض في مقصده: طائرات مصرية وأردنية تُسقط المعونات على غزة وسط تغطية إعلامية مكثفة، بينما يعرف جمهور البلدين أن هذا لا يغيّر في جوهر الأزمة. هنا يبرز السؤال الحاد: لماذا تلجأ الأنظمة إلى فعل تعرف أنه سينكشف بسرعة؟ هل هو تمثيل ساذج، أم عمل سياسي محسوب يخدم أهدافًا أكبر من مجرد صورة؟ فعل مكشوف… لكنه محسوب الأنظمة ليست غافلة عن وعي جزء من شعوبها. هي تعرف أن شريحة واسعة ستسخر من هذه الخطوة، لكنها تراهن على أن هذه الشريحة لي…

المفارقة الآسيوية: اقتصاد يزدهر وشعوب تزداد فقرًا.. من يخطف التنمية في آسيا؟

في الوقت الذي تملأ فيه العناوين الصحفية تقارير عن "الصعود الآسيوي" و"القرن الآسيوي"، وتتنافس الحكومات على إظهار مؤشرات النمو الاقتصادي والتقدم التكنولوجي، يقبع ملايين من أبناء تلك الدول في فقرٍ مدقع، يعملون في ظروف قاسية، ويعيشون حياةً تخلو من أبسط مقومات الكرامة الإنسانية. فكيف يمكن لاقتصاداتٍ أن "تنتعش" بينما شعوبها تغرق في الفاقة؟ هل نحن أمام وهمٍ اقتصادي مخادع، أم أن ما يجري هو نجاح حقيقي لكنّه محصور في طبقات …

صُنّاع التفاهة: كيف صعدوا؟ ولماذا نمنحهم الضوء؟

في زمنٍ صار فيه الضجيج أعلى من الفكر، والتفاهة أسرع وصولًا من المعنى، ظهر ما يُسمّون بـ"المؤثرين" كظاهرة جماعية تُعيد تشكيل الذوق العام، وتعيد تعريف النجاح والتأثير بصورة مقلوبة. لكن الحقيقة التي تُغفل عمدًا أن كثيرًا من هؤلاء ليسوا سوى صُنّاع تفاهة ، وليسوا صُنّاع وعي ولا قدوة يُحتذى بها. فكيف صعدوا؟ ولماذا نمنحهم الضوء؟ ومن المسؤول عن هذه المسخرة الجماعية؟ خوارزميات تدير الذوق المنصات الرقمية لا تهتم بالمعنى، بل تُكافئ ما يجلب المش…

ثقافة التفاهة المُمَوّلة: من يروّج المحتوى السطحي ولماذا؟

في زمن يفترض فيه أن الاتصال الرقمي منح المجتمعات فرصةً غير مسبوقة للتعلم والتحرر، تَصْدمنا مفارقة مريرة: المحتوى الأكثر انتشارًا على منصات التواصل هو في الغالب تافه، سطحي، فارغ من أي قيمة معرفية أو إنسانية. من المقالب المصطنعة إلى التحديات العبثية، إلى ترندات لا تتجاوز زمن النكتة الرديئة. السؤال الجوهري هنا: لماذا يُدعَم هذا المحتوى ويُموَّل؟ ومن الجهة المستفيدة من إغراق الوعي الجمعي في هذه "الرداءة الممنهجة"؟ أولًا: خوارزميات تصنع ال…

مصطلحات مضللة: حرية التعبير: بين الإستغلال والتمادي في الإساءة

"حرية التعبير" هي أحد الحقوق الأساسية التي تضمن للإنسان التعبير عن آرائه وأفكاره دون خوف من العقاب أو القمع، ما دام ذلك لا ينطوي على دعوة للكراهية أو العنف أو المساس بحقوق الآخرين. وهي حجر أساس في النظم الديمقراطية الحقيقية التي تحترم كرامة الإنسان وحقه في المشاركة المجتمعية والسياسية، وتمثل جوهر التواصل المجتمعي الحرّ والمفتوح. الاستخدام السياسي المضلل في الخطاب الغربي، تُستخدم "حرية التعبير" بشكل انتقائي يخدم الأجندات الس…

مصطلحات مضللة: حق الدفاع عن النفس: حين يُمنح الجلاد شرعية القتل

في الخطاب السياسي والإعلامي الغربي، يُقدّم مصطلح "حق الدفاع عن النفس" باعتباره أحد المبادئ الراسخة في القانون الدولي، ويُستند إليه لتبرير استخدام القوة في حالات "الاعتداء". لكن هذا المبدأ، الذي يبدو محايدًا نظريًا، غالبًا ما يُستخدم كسلاح خطابي يمنح الطرف الأقوى شرعية الهجوم، بينما يُجرَّد الطرف الأضعف من حتى الحق في الحياة. السردية المنحازة: عندما تُطلق دولة كبرى عملية عسكرية ضد بلدٍ فقير، أو حين يُقتل مدنيون تحت القصف، …

مصطلحات مضللة: حق تقرير المصير: بين شعار التحرر وأداة التفتيت

حق تقرير المصير: تفكيك لا تحرر يُقدَّم مصطلح "حق تقرير المصير" في الخطاب الغربي باعتباره أسمى تجليات العدالة السياسية والكرامة الإنسانية، وكأنّه مبدأ ثابت يدعو إلى تحرير الشعوب من الاستعمار وفرض السيادة الوطنية. لكن نظرة أكثر تمعّنًا في السياقات التي يُستخدم فيها، تكشف أنّ هذا المصطلح تحوّل في العقود الأخيرة إلى أداة سياسية تُوظّف بشكل انتقائي لزرع الفتن، وتفكيك الدول، وإشعال النزاعات الداخلية حين تخدم المصالح الغربية، بينما يتم …

مصطلحات مضللة: حقوق المرأة: قضية إنسانية أم أداة ضغط سياسي؟

مصطلح "حقوق المرأة" يحمل في ظاهره قضايا عادلة لا جدال فيها، لكن في الخطاب السياسي الغربي يُستخدم أحيانًا كذريعة لترويج أجندات خارجية تخدم الهيمنة، وتفرض نماذج ثقافية لا تتناسب مع السياقات المجتمعية المحلية. حقوق المرأة بين التمكين والتسييس حقوق المرأة تعني في الأساس ضمان كرامتها، تعليمها، وحقها في المشاركة السياسية والاجتماعية. لكن حين تُوظف هذه الحقوق ضمن أجندات غربية، تتحول إلى أداة ضغط على أنظمة وسياسات معينة تحت ذريعة "التخ…

مصطلحات مضللة: نشعر بالقلق: متى يُصبح القلق تواطؤًا؟

من أكثر الجُمل تكرارًا في البيانات الرسمية للدول الغربية، خاصة حين يتعلّق الأمر بجرائم ترتكبها أنظمة حليفة أو الاحتلال الإسرائيلي، عبارة: "نعبّر عن قلقنا العميق" أو "نشعر بقلق بالغ إزاء ما يحدث"... لكن ما الذي يعنيه هذا "القلق" فعلًا؟ وهل هو موقف؟ أم مناورة لفظية؟ القلق كغطاء دبلوماسي في اللغة العادية، القلق يعني حالة شعورية تُفترض أن تؤدي إلى فعل. لكن في الخطاب السياسي، هو مجرد إشارة رمزية، تُستخدم لتفادي الإدانة ا…

مصطلحات مضللة: الاستقرار في المنطقة: عندما يُصبح الجمود هو الهدف

من أكثر المصطلحات رواجًا في الخطاب السياسي الغربي، وخصوصًا في التصريحات الرسمية الصادرة عن القوى الكبرى، عبارة: "نحن ندعم الاستقرار في المنطقة" . لكن ما المقصود فعلاً بهذا "الاستقرار"؟ وهل هو استقرار الشعوب؟ أم استقرار المصالح؟ الاستقرار بوصفه أداة لضبط التغيير عند تفكيك هذا المصطلح، نكتشف أن ما يُسمّى بـ"الاستقرار" لا يعني إنهاء الصراعات أو إرساء العدالة، بل يعني غالبًا: الحفاظ على الوضع القائم ، بما يخدم مصالح…

مصطلحات مضللة: المجتمع المدني: طريق ثالث نحو الاستعمار الثقافي

"المجتمع المدني" مصطلح يُقدَّم على أنه عنوان للنهضة، والتطور، والتشاركية بين الدولة والمواطن. لكن خلف هذا المفهوم الظاهري، تتخفّى في كثير من الأحيان أدوات تغلغل ناعم، تعمل على إعادة هندسة الوعي الجمعي خارج مؤسسات الدولة وبعيدًا عن الإرادة الشعبية. مجتمع بلا سيادة في السياق العربي، لم يُستخدم مصطلح "المجتمع المدني" فقط لوصف النقابات أو الجمعيات الخيرية، بل غدا غطاءً لمنظومة واسعة من المنظمات المموّلة خارجيًا، والتي تروّج لسر…

مصطلحات مضللة: قوات حفظ السلام: قناع ناعم لأحذية المحتل

"قوات حفظ السلام"؛ عبارة تبدو إنسانية ومُسالِمة، توحي بجنودٍ يرتدون الخوذ الزرقاء ليحموا الأبرياء ويُطفئوا نيران الحروب. لكن خلف هذه اللافتة الناعمة، كثيرًا ما تُخفى أنيابُ التدخلات السياسية، وأقدامُ الجيوش التي تخدم أجندات الهيمنة. من يحفظ سلام من؟ السؤال الجوهري: أي سلام تُحفظه هذه القوات؟ في كثير من الحالات، لا تأتي هذه القوات لفصل المتنازعين أو وقف الجرائم، بل لترسيخ وضع جائر يخدم الطرف الأقوى دوليًا. فإذا انتصرت ثورة شعبية على…

تحميل المزيد
لم يتم العثور على أي نتائج