
في العالم القديم للإعلام، كانت الكاميرا الغربية تسبق الحقيقة، والسردية تُبنى في غرف الأخبار لا في ميادين الواقع. كان بإمكان الدول الغربية أن تُعرّف الخير والشر، وتعيد رسم حدود الإنسانية وفق مصالحها. لكن شيئًا تغيّر. لم تعد الصورة حكرًا على المحطات الكبرى، ولم يعد الصوت يُنقل عبر وسيط واحد. نحن نعيش اليوم زمن الصورة المباشرة، زمن العيون المفتوحة في كل زاوية، والعدسات التي لا تعرف المجاملة. ومع هذا التحوّل، بدأ الغرب يخسر سلاحه الأخطر: احتكار السردية الأخلاقية.