
لم تكن الأمة الإسلامية يومًا أمة هامش، بل كانت - في أوجها - صانعة للخرائط، مرسلة للأساطيل، وقائدة للمعارك الكبرى التي غيّرت مجرى التاريخ. ومع ذلك، فإن كثيرًا من فصول هذا المجد، وأسماء أولئك الأبطال الذين نقشوا أثرهم في صخر الزمن، لم تجد طريقها إلى المناهج ولا إلى الذاكرة الجمعية. لماذا؟ ومن غيّبهم؟ وكيف ينجو الاستعمار العسكري والثقافي من الذكر، بينما يُطوى ذِكر من قاوموه بالسيف والفكر والبحر؟
هذه السلسلة ليست مجرد استرجاع لأمجاد مضت، بل هي محاولة نقدية واعية لإعادة قراءة التاريخ من زاوية مغيّبة عمدًا. نستلّ السيوف التي صدئت في كتبٍ لم تُقرأ، ونُنصت لصوت الموج الذي حمل بحّارة مجاهدين، لا قرصانًا كما زعمت الروايات الغربية. نبحث عن المجد الذي لم يُدوّن، عن الأبطال الذين لا تماثيل لهم، وعن المعارك التي خسرها العدو، لكن كُتبها المنتصر بقلمه.
في هذه السطور، لن نحتفل بالماضي لنستريح على أمجاده، بل لنسأل:
من نحن دون هذه الذاكرة؟
ومن أراد لنا أن نكون بلا ذاكرة؟
وهل يمكن لأمة أن تنهض، إذا قرأت تاريخها بعيون من هزموها؟
في "سطور مضيئة" نكتب ما لم يُكتب، ونُضيء ما أُطفئ عمدًا، لنردّ الاعتبار لا لأبطال غابوا فقط، بل لوعيٍ أُريد له أن يتيه بين سرديات المنتصرين.
في هذه السطور، لن نحتفل بالماضي لنستريح على أمجاده، بل لنسأل:
من نحن دون هذه الذاكرة؟
ومن أراد لنا أن نكون بلا ذاكرة؟
وهل يمكن لأمة أن تنهض، إذا قرأت تاريخها بعيون من هزموها؟
في "سطور مضيئة" نكتب ما لم يُكتب، ونُضيء ما أُطفئ عمدًا، لنردّ الاعتبار لا لأبطال غابوا فقط، بل لوعيٍ أُريد له أن يتيه بين سرديات المنتصرين.