السياسة العالمية

التسليح والحظر: كيف تحدد واشنطن من يحق له التسلح ومن لا يحق له؟

في عالم العلاقات الدولية، لا تُقاس القوة فقط بعدد الطائرات والدبابات، بل بمدى حرية الدول في اقتناء السلاح ، وبالقيود التي تُفرض على بعضها. من هنا، لا تبدو سياسات التسليح الأمريكية محكومة فقط بالأخلاق أو القوانين، بل تخضع لتوازنات معقدة تُعرّي في كثير من الأحيان ازدواجية المعايير في النظام الدولي. الخطاب الأمريكي: بين الشرعية والردع تتبنّى الولايات المتحدة خطابًا متماسكًا ظاهريًا يقوم على "منع انتشار الأسلحة" ، خاصة تلك التي قد تهدّد…

قائمة شاملة بالمنظمات والوكالات الدولية التابعة للأمم المتحدة

تضم منظومة الأمم المتحدة عشرات المنظمات والهيئات المتخصصة التي تغطي مجالات متعددة، من حقوق الإنسان إلى البيئة، ومن الصحة إلى الاقتصاد. وتُقدَّم هذه الهيئات للعالم كأذرع إنسانية محايدة تسعى لتحقيق السلام والتنمية المستدامة. لكن خلف هذا الغلاف المثالي، تتداخل الاعتبارات السياسية والنفوذ المالي للدول الكبرى، مما يؤثر على قرارات هذه المؤسسات وتوجهاتها. فبعضها يتحول أحيانًا من أداة دعم إلى أداة ضغط، ومن وسيط نزيه إلى أداة تبرير للواقع القائم. لذا، يص…

من الذي يجب تفكيكه: المقاومة أم الاحتلال؟

في عالمٍ مُختل المعايير، لا يُسأل المحتل عن جريمته، بل يُحاسَب الضحية على صراخها. هكذا يبدو المشهد السياسي الدولي اليوم، حيث يتعالى الصوت المطالب بـ"تفكيك حماس" كشرط للسلام، بينما يُغضّ الطرف تمامًا عن وجود كيان احتلالي عنصري توسّعي يُدعى إسرائيل، يُمارس الإبادة ويُعامل كأنه كيان شرعي يجب "حمايته". الخطاب السائد اليوم في المؤتمرات الدولية، كما في الإعلام الغربي والعربي الرسمي، ليس خطابًا يبحث جذور الصراع، بل يسعى لتصفية المق…

لماذا يرفض الغرب حل الدولتين في فلسطين رغم إعلانه؟

في زحام التصريحات الدولية ومبادرات "السلام" المتكررة، يلمع شعار "حل الدولتين" كأنه مفتاح الخلاص العادل للقضية الفلسطينية. تكرره العواصم الغربية في بياناتها، وتتمسك به بعض الأنظمة العربية كمسوّغ للتهدئة والتطبيع. لكن خلف هذا الطرح المزيّن تكمن حقيقة مُرّة: الغرب لا يريد حقًا قيام دولة فلسطينية، بل يريد فقط أن يظل هذا "الحل" مطروحًا، دون أن يكون قابلًا للتحقق. إنه وعد مشروط بشروط مستحيلة، أُعدّ لا ليُطبّق، بل ليُستخدم…

سباق الهيمنة: هل نحن على أعتاب نظام عالمي جديد خارج القبضة الغربية؟

منذ نهاية الحرب الباردة، والولايات المتحدة ترسّخ هيمنتها كقطب أوحد يقود العالم سياسياً، واقتصادياً، وعسكرياً، وفكرياً. لكن مشهد 2025 يشي بتحول جذري: تصدع في داخل الغرب، وصعود متسارع لقوى غير غربية تُعيد طرح سؤال جوهري على طاولة التاريخ: من يملك الحق في رسم شكل العالم؟ الصراع لم يعد مجرد تنافس على الأسواق أو النفوذ، بل هو سباق وجودي على من يصوغ القواعد، القيم، والهويات في عالم ما بعد الأحادية القطبية. النظام الأحادي يتشظى: النهاية البطيئة لزمن …

أوكرانيا: بين المطرقة الروسية والسندان الأمريكي

هل تخوض حربها أم تُساق إليها؟.. في قلب أوروبا الشرقية، تدور حرب دامية بين روسيا وأوكرانيا منذ سنوات، وتبدو كما لو أنها صراع بين دولتين مستقلتين. لكنّ القراءة السطحية تخفي واقعًا أعمق: فالحرب ليست فقط بين جيشين، بل بين مشروعين دوليين يتصارعان على أوكرانيا، بينما الشعب الأوكراني هو الوقود. ما الذي يدفع أمريكا إلى الإصرار على استمرار الحرب؟ ولماذا تصر روسيا على المضي فيها رغم الخسائر؟ ولماذا تقبل أوكرانيا أن تكون ساحة صراع بين قوتين عظيمتين؟ ثم، ا…

لا شيء مقابل لا شيء: القاعدة الذهبية لفهم العلاقات الدولية

من يقرأ العلاقات الدولية بعين المثالية، يرى شعارات كبرى: “التعاون”، “التحالف”، “حقوق الإنسان”، “المساعدات الإنسانية”، ويظن أن الدول تتعامل فيما بينها كأصدقاء أو شركاء في قيم نبيلة. لكن الواقع أعرق من الأوهام، وأشد فجاجة. القاعدة الأولى لفهم السياسة العالمية هي ببساطة: لا شيء يُقدّم بلا مقابل. العالم ليس حلبة أخلاق، بل ميدان مصالح. لا أحد يمنحك دعمًا لأنك على “الحق”، ولا أحد يتحالف معك لأنك مظلوم. كل شيء يُوزَن بكفة الربح والخسارة. وما لم تفهم هذ…

اليابان: لماذا تقرر خوض معركة بحجم بيرل هاربر؟

في السابع من ديسمبر عام 1941، استيقظت الولايات المتحدة على ضربة مباغتة شنّتها اليابان على ميناء بيرل هاربر، فأدخلت أمريكا الحرب العالمية الثانية وغيّرت ملامح الصراع العالمي. لكن ما بدا كصدمة عسكرية مفاجئة يخفي وراءه شبكة معقدة من المصالح، والتحضيرات، وربما التغاضي المقصود. فهل كانت أمريكا غافلة حقًا، أم أنها احتاجت للهجوم كي تصنع المبرر الأخلاقي للحرب؟ ولماذا قررت اليابان خوض هذه المغامرة الانتحارية؟ هذا المقال يحاول تفكيك تلك اللحظة المفصلية وق…

اليابان: لماذا استسلمت بعد القنبلة الذرية؟

يُقال إن القنبلة الذرية أنهت الحرب العالمية الثانية وأجبرت اليابان على الاستسلام. وتُقدَّم هذه الرواية كدليل على مدى الرعب الذي تسببه القوة المطلقة، حتى لأمة اشتهرت بانتحارييها الكاميكاز ورفضها التام للخضوع. لكن حين نغوص في تفاصيل اللحظة، نجد أن القنبلة لم تكن وحدها في ميدان الضغط. بل إن ما دفع القيادة اليابانية إلى قرار الاستسلام لم يكن الانفجار، بل من كان ينتظر خلف الستار. فهل كانت الذرّة مجرد ستار دخان لقرار سياسي أعمق؟

العولمة: تبادل تجاري حقيقي أم فرضٌ للتجارة على الدول النامية؟

العولمة تُقدَّم لنا – إعلاميًا – بوصفها حركة تبادل حرّ للسلع والخدمات، ووسيلة لتقليص الفجوة بين الشمال والجنوب، وتحقيق التنوّع والانفتاح الثقافي. غير أن الصورة الظاهرة لا تكشف دومًا عن المضمر في العمق. فهل العولمة فعلًا تبادل تجاري متكافئ، أم أنها آلية لفرض شروط التجارة على الدول الأضعف باسم "حرية السوق"؟  وهل انخراط الدول النامية في منظومة العولمة يخدم تنميتها فعلًا، أم أنه يُعيد إنتاج تبعيتها بشكل مموّه؟

حرب الاستعراض: حين تصبح المعركة إعلانًا عسكريًا

في عالم تدار فيه المصالح بالحديد والنار أكثر مما تُدار بالكلمات، لا يكون التفاوض لحظة مفاجئة، بل نتيجة مشهد طويل تُصاغ مقدماته على الأرض قبل أن تُكتب على الورق. فالقوى العظمى حين تفاوض، لا تتقدم بملف دبلوماسي فقط، بل تسبقه صور الأقمار الصناعية، وشظايا المعارك المحدودة، وتجارب السلاح الجديدة في الميدان. وحين تدخل رصاصة صغيرة لتسبق الكلمة، تكون المعركة قد بدأت، لا لتُنتصر، بل لتُجرَّب، ويُرسل من خلالها ما هو أفصح من البيان: رسالة تفوّق.

العملات الرقمية: من وراءها؟

تبدو العملات الرقمية في ظاهرها كاختراع تحرري، يقلب الطاولة على النظام المالي العالمي، ويمنح الأفراد حرية التصرف في أموالهم دون رقابة البنوك أو تدخل الحكومات. لكنها حين تُفكك نقديًا، نكتشف أنها ليست مجرد أرقام على "بلوكتشين"، بل مشروع أعمق يحمل في طياته أسئلة وجودية عن السلطة، والمراقبة، ومستقبل المال نفسه. فمن يقف خلف العملات الرقمية؟ ومن صاغ قواعد هذه اللعبة العالمية الجديدة؟

حين تجلس الصين على طاولة الآسيان... ويقف الخليج عند الباب

في مشهد جيوسياسي تتداخل فيه المصالح وتتشابك فيه التحالفات، يبرز سؤال جوهري: لماذا تحضر الصين، ومعها دول مجلس التعاون الخليجي، في قمة مخصصة أساسًا لتكتل إقليمي آسيوي مثل "الآسيان"؟ أليست "رابطة دول جنوب شرق آسيا" شأناً داخليًا لدول تلك المنطقة؟  فما سر هذا الحضور غير العضوي، ومن المستفيد من هذا التقاطع في المسارات؟  محاولة نقدية لفهم خلفيات هذا التمدد، وتفكيك دلالاته السياسية والاقتصادية في لحظة تشهد انزياحًا بطيئًا لمركز الثق…

البوسنة والهرسك : لماذا حسمت أمريكا الحرب بعد مماطلة طويلة؟

اندلعت حرب البوسنة والهرسك بعد تفكك يوغوسلافيا عام 1992، واستمرت حتى عام 1995، وشهدت واحدة من أفظع المجازر في أوروبا بعد الحرب العالمية الثانية، أبرزها مجزرة سربرنيتسا .  ورغم التغطية الإعلامية الواسعة، فإن التدخل الأمريكي الحاسم جاء متأخرًا جدًا ،  بعد ثلاث سنوات من الإبادة والتطهير العرقي الذي مارسته القوات الصربية، المدعومة ضمنًا من روسيا. فما سر هذا التباطؤ؟  ولماذا قررت أمريكا التدخل أخيرًا؟

الصومال : ما الذي كانت تفعله أمريكا .. بلاك هوك داون

الوجود الأمريكي في الصومال كان جزءًا من سياق أوسع من التدخلات العسكرية والسياسية في إفريقيا بعد الحرب الباردة، وقد مرّ بمراحل معقدة تتداخل فيها الأبعاد الإنسانية، الاستراتيجية، والاقتصادية، إلى جانب الخلفيات الجيوسياسية. لفهم أسباب الدخول والخروج الأمريكي من الصومال، لا بد من تفكيك المسألة في ثلاث مستويات:  ما الذي كانت تفعله أمريكا؟، ما أهدافها الحقيقية؟، ولماذا خرجت فجأة؟

أفغانستان : لماذا لم تنتصر أمريكا رغم تحالف الناتو والدعم الدولي؟

في أفغانستان لم تُهزم أمريكا عسكريًا فقط، بل هُزمت رمزيًا و استراتيجيًا أمام مشروع مقاومة محلية بدائية ظاهريًا، لكنها محصّنة بما لم تملكه الإمبراطوريات الحديثة:  العمق الجغرافي، الصلابة الثقافية، وزخم التاريخ.  غير أن الجانب الأكثر تجاهلًا هو أن الحرب لم تكن بين أمريكا وطالبان فقط…  بل كانت صراعًا عالميًا بالوكالة، شاركت فيه أطراف متعددة،  بعضها في العلن وبعضها في الخفاء.

فيتنام : حين خسرت أمريكا الحرب رغم تفوقها العسكري

في حرب فيتنام، دفعت الولايات المتحدة بكل ترسانتها الحربية إلى ساحة المواجهة: قاذفات B-52، أسلحة كيميائية محرمة، مئات آلاف الجنود، وأحدث التقنيات العسكرية في عصرها. ومع ذلك، خرجت منهزمة أمام خصم أقل عدّة وعددًا، لكنه أشد عزمًا وبصيرة. كيف سقطت القوة العظمى في مستنقع فيتنام؟  كيف هُزم السلاح أمام الإرادة؟ هذا المقال محاولة لفهم ما حدث بعيدًا عن السرديات الإعلامية المعتادة، عبر تحليل جوهر القوة ومعنى الهزيمة.

غاندي.. حقيقة ثورة البطون الخاوية

هل البطون الخاوية أقوى من الرصاص، أم أن الإمبراطورية قررت الانسحاب؟ حين يُستدعى اسم غاندي في الوعي الجمعي العالمي، يُستحضر تلقائيًا ذلك الرجل النحيل بعباءته القطنية، وعصاه الخشبية، ونظراته الوادعة التي لا تحمل في ظاهرها أي تهديد، بل تُجسد رمزًا "أخلاقيًا" للسلام والمقاومة السلمية. لكن خلف هذه الصورة المثالية، يختبئ سؤال محرَج: هل حقًا كانت ثورة الجوع التي قادها غاندي هي التي أرغمت بريطانيا العظمى على الخروج من الهند؟ أم أن خروج بريطان…

أمن المناخ: حماية للكوكب أم أداة لإعادة تشكيل النظام العالمي؟

في العقود الأخيرة، تحوّل المناخ من ملف بيئي علمي إلى قضية أمن قومي، ثم إلى ركيزة في النظام الدولي الجديد. تُعقد المؤتمرات، وتُطلق الشعارات، وتُضخم الأزمات، كل ذلك باسم "إنقاذ الأرض". غير أن المتأمل في بنية هذا الخطاب ومآلاته وتطبيقاته يدرك أن المسألة لم تعد تتعلق فقط بدرجات الحرارة أو نسب ثاني أكسيد الكربون، بل باتت أداة تُستخدم لإعادة صياغة التوازنات الاقتصادية والتحكمات السياسية عالميًا. والسؤال المركزي الذي ينبغي طرحه: هل هدف اتفاقي…

حين تصنع الجغرافيا ثروة صامتة: حكاية بروناي

في الزاوية الهادئة من جزيرة بورنيو، تتوارى سلطنة صغيرة تكاد لا تُرى على الخريطة، لكنها تحتفظ بحضور يفوق مساحتها بكثير. بروناي، الدولة التي قلّما تتصدر نشرات الأخبار، تبدو وكأنها تفضّل العيش في الظل، بعيدًا عن صخب النزاعات الإقليمية، وصراعات النفوذ الكبرى.لكن خلف هذا الصمت، تُخفي الجغرافيا أسرارًا. موقع استراتيجي على أطراف بحر الصين الجنوبي، وثروة نفطية تفيض عن حاجتها السكانية المحدودة، ونظام حكم شديد المركزية يراهن على الاستقرار قبل الانفتاح. فه…

تحميل المزيد
لم يتم العثور على أي نتائج
🏠