نقد وتحليل

من يملك الصوت؟ خرائط الإعلام بين السلطة والسوق والضحية

في زمن تتعدد فيه المنصات وتتشابك فيه الأصوات، أصبح السؤال الأخطر ليس "ما الذي يُقال؟"، بل "من يملك حق القول؟". في المشهد الإعلامي المعاصر، لا يكفي أن تكون الحقيقة دامغة لتُسمَع، بل لا بد أن تمرّ عبر خرائط النفوذ، وأنظمة التمويل، وغرف التحرير.وهكذا، بات الصوت الإعلامي أداة صراع، لا مجرد وسيلة نقل. وبات من الضروري أن نفكك هذه الخرائط، ونفهم الفوارق العميقة بين من يتحدث، ولمن، ولماذا.  فلنقف عند أربع قوى فاعلة في صناعة "الخطاب الإعلامي":  السلطة، السوق، الأفراد، والض…

حين يُعاد تشكيل الوعي: كيف يُستغل الجهل لهدم القيم وزعزعة الرواسخ؟

في زمن التكدّس المعلوماتي، لم يعد الجهل يعني غياب المعرفة فحسب، بل أصبح يعني العجز عن التمييز بين الزائف والصحيح، بين الحقيقة وتضخيمها أو طمسها. وحين يتزاوج الجهل مع تدفّق موجه من المعلومات المضللة، تتحول المجتمعات إلى مسارح لهدم الرواسخ وتفكيك القيم، حيث تُغرس المفاهيم المعكوسة في العقول، لا عبر المنع، بل عبر الإغراق. فما الذي يحدث حين تُستخدم الأدوات المعرفية نفسها – كالإعلام، والتعليم، والخطاب العام – في ترسيخ الزيف بدل كشفه؟ وكيف يُستغل الجهل الشعبي في تمرير الانحرافات الكبرى وكأنها تطوّر …

الصحيفة الورقية: زمن انتهى أم شكل جديد من البقاء؟.. كيف يُصنع الربح دون بيع

في عالمٍ تتسارع فيه الأخبار وتتغيّر المنصات كل يوم، تقف الصحيفة الورقية ككائنٍ من عصر آخر، تتنفس بصعوبة في بيئة لم تعد تُشبهها. فمن بقي اليوم يشتري جريدة ورقية؟ وهل ما زالت الصحافة المطبوعة تملك دورًا حقيقيًا في المشهد الإعلامي؟ ثم الأهم: كيف تتحقق الأرباح في ظل تراجع البيع وتحوّل الجمهور إلى المجاني الرقمي؟ أسئلة تختصر أزمة صناعة كاملة تحاول أن تعيد تعريف ذاتها وسط زحام التغيير، لا عبر الحنين، بل عبر البحث عن مصادر بقاء جديدة.

الهند : الفقر والطبقات.. بين الواقع المرير ودعاية النمو الاقتصادي

تمثل مثالًا صارخًا على ما يمكن تسميته بـ"النمو المنفصل عن العدالة". حين تطأ قدم الزائر أرض الهند لأول مرة، غالبًا ما يُفاجأ بصدمات متتالية: العشوائيات الهائلة، الأطفال الحفاة في الشوارع، الفوارق الطبقية الحادة، وفوضى لا يمكن تصنيفها بسهولة ضمن خانة "التنوع". هذا الانطباع الأولي ليس مجرّد مشهد عابر، بل هو مرآة تكشف التناقض العميق بين سردية " النمو الاقتصادي الكبير " وواقع الفقر البنيوي المتجذر في أعماق المجتمع الهندي.

ألب أرسلان: حين انتصر السيف العادل على هيبة الإمبراطورية

معركة ملاذ كرد لم يكن انتصار ألب أرسلان في معركة ملاذكرد مجرد مواجهة عسكرية بين جيشين، بل كان لحظة فارقة في مسار الصراع بين الشرق الإسلامي والغرب البيزنطي، لحظة حسمت ميزان القوى ورسّخت حضور الأتراك السلاجقة في قلب الأناضول، وأعادت رسم خريطة الوعي السياسي في القرون الوسطى. ومع ذلك، يبقى السؤال الأهم:  من كان ألب أرسلان؟ ولماذا خلد التاريخ اسمه بينما تلاشت أسماء مئات الملوك والقادة؟

خير الدين بربروسا: أمير البحار الذي أفزع أوروبا

في عالمٍ تتعمد فيه السرديات الغربية أن تحصر البطولة الإسلامية في صراعات محلية أو شخصيات متمردة، تظل سيرة خير الدين بربروسا واحدة من تلك الصفحات التي تم تغييبها أو تشويهها عمدًا. فهل كان بربروسا مجرد قرصان عثماني كما تُصوّره كتب الغرب، أم كان أحد أعمدة السيادة البحرية الإسلامية في زمن بدأ فيه البحر يُكتب بالحروف اللاتينية؟ هذه المقالة لا تحتفي بالرجل لمجرد بطولاته، بل تسعى لتفكيك رمزيته ودلالاته في صراع الهيمنة بين الشرق المسلم والغرب الصاعد، حيث تحوّلت المعارك من اليابسة إلى البحر، ومن الجيوش …

الجامعة العربية: هندسة التفكك بآليات الإجماع الشكلي

آلية الإجماع ... هندسةُ شللٍ متقن رغم أن اسمها يوحي بالوحدة، إلا أن الجامعة العربية ظلّت لعقودٍ أشبه بمنتدى رسمي لإدارة التباعد لا لتجاوزه . اجتماعات متكررة، بيانات منمقة، لكن الواقع العربي يزداد انقسامًا وتفككًا. فأين الخلل؟ هل في البنية؟ في الإرادة؟ أم في الغاية من وجودها أصلًا؟ هذا المقال لا يبحث في "إصلاح الجامعة"، بل يكشف كيف صُمِّمت لتبدو قائمة، بينما وظيفتها الحقيقية هي ضمان ألا تقوم بشيء . فهل كانت يومًا مشروع وحدة…  أم آلية مبرمجة لإدامة التفكك بواجهة رسمية؟

الحياد الإعلامي: أكذوبة مهنية أم تواطؤ مُقنّع؟

"نحن ننقل الخبر كما هو، دون رأي أو تحيّز"، شعار ترفعه كثير من المؤسسات الإعلامية لتكسب ثقة الجمهور. لكن، هل يمكن حقًا نقل أي حدث دون زاوية؟ هل الحياد المزعوم في الإعلام دليل نزاهة أم قناع لإخفاء الانحياز؟ في عالم يشتعل بالصراعات والسرديات، يصبح الحياد الإعلامي أداة تلاعب، لا ضمانة للصدق. وهذا المقال يفكك خطاب "الحياد" المزيّف، ويكشف كيف يُستخدم كستار ناعم لتطبيع الظلم، وتسويق روايات الأقوى.

حرب الاستعراض: حين تصبح المعركة إعلانًا عسكريًا

في عالم تدار فيه المصالح بالحديد والنار أكثر مما تُدار بالكلمات، لا يكون التفاوض لحظة مفاجئة، بل نتيجة مشهد طويل تُصاغ مقدماته على الأرض قبل أن تُكتب على الورق. فالقوى العظمى حين تفاوض، لا تتقدم بملف دبلوماسي فقط، بل تسبقه صور الأقمار الصناعية، وشظايا المعارك المحدودة، وتجارب السلاح الجديدة في الميدان. وحين تدخل رصاصة صغيرة لتسبق الكلمة، تكون المعركة قد بدأت، لا لتُنتصر، بل لتُجرَّب، ويُرسل من خلالها ما هو أفصح من البيان: رسالة تفوّق.

البنوك الإسلامية: نظام مالي بديل أم تغيير المسميات؟

تُروّج البنوك الإسلامية على أنها البديل الشرعي للنظام المالي الربوي، وأنها تجسيد لمبادئ الشريعة في عالم الاقتصاد الحديث. غير أن الواقع يكشف عن فجوة واضحة بين الشعار والممارسة، بين ما يُقال وما يُفعل. فهل نحن أمام نظام مالي إسلامي حقيقي؟ أم مجرد تغيير شكلي في المصطلحات لإضفاء الشرعية على نمط التمويل التقليدي؟  هذا السؤال الجوهري يفتح الباب لنقاش نقدي يتجاوز المظاهر نحو الجوهر.

العملات الرقمية: من وراءها؟

تبدو العملات الرقمية في ظاهرها كاختراع تحرري، يقلب الطاولة على النظام المالي العالمي، ويمنح الأفراد حرية التصرف في أموالهم دون رقابة البنوك أو تدخل الحكومات. لكنها حين تُفكك نقديًا، نكتشف أنها ليست مجرد أرقام على "بلوكتشين"، بل مشروع أعمق يحمل في طياته أسئلة وجودية عن السلطة، والمراقبة، ومستقبل المال نفسه. فمن يقف خلف العملات الرقمية؟ ومن صاغ قواعد هذه اللعبة العالمية الجديدة؟

الانتحار السياسي والرمز المحروق: تداعيات سياسية

في عالم لا يُراد فيه للصراع أن يظهر، تُصمَّم نهايات الرموز لا بالسيوف بل بالمرايا. يُدفع الرمز لأن يرى نفسه مجرمًا، خائنًا، ساقطًا في أعين الجماهير التي طالما أحبّته، فيبدأ بنفسه مهمة الانتحار. لا حاجة لطلقة في الرأس، ولا لحبل في زنزانة. فالحبال الحقيقية تُنسج في الخفاء، من سرديات، وضغوط، وشائعات، ومواقف محسوبة… تُظهر الرمز وكأنه يختار نهايته، بينما هو مُسيّر نحوها بخيوط غير مرئية.

الصومال : ما الذي كانت تفعله أمريكا .. بلاك هوك داون

الوجود الأمريكي في الصومال كان جزءًا من سياق أوسع من التدخلات العسكرية والسياسية في إفريقيا بعد الحرب الباردة، وقد مرّ بمراحل معقدة تتداخل فيها الأبعاد الإنسانية، الاستراتيجية، والاقتصادية، إلى جانب الخلفيات الجيوسياسية. لفهم أسباب الدخول والخروج الأمريكي من الصومال، لا بد من تفكيك المسألة في ثلاث مستويات:  ما الذي كانت تفعله أمريكا؟، ما أهدافها الحقيقية؟، ولماذا خرجت فجأة؟

أفغانستان : لماذا لم تنتصر أمريكا رغم تحالف الناتو والدعم الدولي؟

في أفغانستان لم تُهزم أمريكا عسكريًا فقط، بل هُزمت رمزيًا و استراتيجيًا أمام مشروع مقاومة محلية بدائية ظاهريًا، لكنها محصّنة بما لم تملكه الإمبراطوريات الحديثة:  العمق الجغرافي، الصلابة الثقافية، وزخم التاريخ.  غير أن الجانب الأكثر تجاهلًا هو أن الحرب لم تكن بين أمريكا وطالبان فقط…  بل كانت صراعًا عالميًا بالوكالة، شاركت فيه أطراف متعددة،  بعضها في العلن وبعضها في الخفاء.

العراق : لماذا فشلت أمريكا.. النصر العسكري والهزيمة الاستراتيجية

تُعدّ حرب العراق واحدة من أكثر المحطات كلفةً وتعقيدًا في التاريخ الإمبراطوري الأمريكي الحديث، ليس فقط لأنها أطاحت بنظام سياسي، بل لأنها كشفت عن حدود القوة العسكرية عندما تنفصل عن الفهم التاريخي والثقافي والاجتماعي للمجتمعات المستهدفة.  فبعد مرور أكثر من عشرين عامًا على الغزو، لا تزال الولايات المتحدة تدفع ثمن مغامرتها في بلاد الرافدين، سياسياً واقتصادياً ومعنوياً. لكن ما الذي أرادته أمريكا من العراق؟ ولماذا فشلت في تحقيقه رغم امتلاكها أعتى آلة عسكرية عرفها العالم؟ وماذا جلبت هذه الحرب للولايات…

فيتنام : حين خسرت أمريكا الحرب رغم تفوقها العسكري

في حرب فيتنام، دفعت الولايات المتحدة بكل ترسانتها الحربية إلى ساحة المواجهة: قاذفات B-52، أسلحة كيميائية محرمة، مئات آلاف الجنود، وأحدث التقنيات العسكرية في عصرها. ومع ذلك، خرجت منهزمة أمام خصم أقل عدّة وعددًا، لكنه أشد عزمًا وبصيرة. كيف سقطت القوة العظمى في مستنقع فيتنام؟  كيف هُزم السلاح أمام الإرادة؟ هذا المقال محاولة لفهم ما حدث بعيدًا عن السرديات الإعلامية المعتادة، عبر تحليل جوهر القوة ومعنى الهزيمة.

نظرية المؤامرة : بين الغفلة والتغفيل

تُعد "نظرية المؤامرة" من أكثر المصطلحات إثارة للجدل في السجالات الفكرية والسياسية المعاصرة، فهي تهمة جاهزة تُساق لتشويه أي تحليل يتجاوز السطح، وتوصيف يستخدمه الإعلام لتسخيف من يُشكّك في الرواية الرسمية. لكن السؤال الجوهري هو: هل المؤامرات مجرد خيال مهووس؟ أم أن هذا العالم تحكمه مصالح تُحاك فعلاً خلف الكواليس، ويُراد لنا ألّا نراها؟ لتفكيك هذا المفهوم، ليس عبر إثبات وجود المؤامرة أو نفيه، بل بتحليل بنيتها الخطابية، ودورها في تشكيل الوعي الجمعي، وكيف تحوّلت من أداة لكشف الحقيقة إلى فز…

من عبد الناصر إلى السيسي : كيف أُعيد تشكيل الدولة من التحرير إلى الترويض؟

في الظاهر، مرت مصر خلال سبعين عامًا بثلاث جمهوريات وثلاثة رؤساء قبل السيسي، لكن في العمق، كان هناك مسار واحد يتدرج من الحلم إلى الصدمة، ومن الاستقلال إلى التبعية، ومن المقاومة إلى الإذعان . هذا ليس سردًا تاريخيًا، بل محاولة لفهم: كيف تحوّلت مصر من دولة مشروع إلى دولة وظيفية؟  ومن قائد يحمل فكرة إلى جهاز يحمل قائدًا؟

حسني مبارك : الرئيس الصامت الذي حكم بآلة صاخبة

ثلاثون عامًا من الحكم، بدا خلالها حسني مبارك وكأنه لا يقول شيئًا، بينما تقول أجهزته كل شيء. كان الصمت تكتيكًا، والجمود سياسة، والبيروقراطية درعًا يُخفي وراءه دولة عسكرية أمنية،  أُعيد تشكيلها على مقاس أمريكي منذ لحظة اغتيال السادات. في الظاهر، كان الاستقرار هو السمة. لكن في العمق،  كانت الهوية تُستنزف، والقرار يُباع، والجيش يُخصخص سياسيًا .

أنور السادات : صانع السلام أم مهندس التفكك العربي؟

تُروَّج صورة السادات في الغرب على أنه "رجل السلام" الذي أنهى الحروب وأعاد سيناء، بينما يُنظر إليه في بعض الأوساط العربية باعتباره من فكّك الجبهة العربية وشرعن التبعية لواشنطن . لكن قراءة سيرته السياسية تتطلب تجاوز الروايات المعلّبة. فالسادات لم يكن مجرد رئيس بعد الحرب، بل كان مفصلاً تاريخيًا أعاد توجيه بوصلة مصر — من الاستقلال إلى الارتهان، ومن الصراع إلى التطبيع، ومن الدور العربي إلى العزلة الرسمية.

تحميل المزيد
لم يتم العثور على أي نتائج
🏠