أحداث على الساحة

بين ترامب وماسك: لماذا تُفتعل الصراعات السياسية؟

بين المسرح الإعلامي وآليات تفريغ الغضب  في زمنٍ يُباع فيه الرأي كما تُباع السلع، لم تعد الصراعات السياسية تُدار كما كانت، بل صارت تُفتعل، تُصاغ، وتُروَّج كجزء من مسرح ضخم، هدفه ليس الحقيقة بل التحكم في الانتباه.  تبدو الصراعات بين شخصيات مثل دونالد ترامب وإيلون ماسك وكأنها خلافات حقيقية بين رجال ذوي مبادئ متضاربة. لكن، حين نغوص أعمق، ندرك أن هذه “الخلافات” ليست سوى فصول مدروسة في سيناريو إعلامي، يُكتب بعناية داخل مطابخ السلطة.  فما الغرض من كل هذا؟ ولماذا تُفتعل مثل هذه الصراعات الآن؟ ومن المس…

صهاينة العرب: حين يكون العدو من جلدتنا

في قاموس النكبات العربية، لم يكن "الصهيوني" فقط ذاك الجندي القادم من وراء البحر، بل اتّضح لاحقًا أن الصهيونية ليست حكرًا على اليهود، بل أيديولوجيا سياسية توسعية يمكن أن يعتنقها أي شخص، مهما كانت ديانته أو قوميته، ما دام مؤمنًا بشرعية الاحتلال وداعمًا لمشروعه. وهكذا وُجد بيننا من هم صهاينة عرب ، ليسوا مجازًا بل حقيقة ، اعتنقوا الخطاب الصهيوني، وتماهوا مع أهدافه، وشاركوا في تصفية القضايا العادلة من الداخل، من مواقع إعلامية وسياسية وثقافية.

بين النازية والديمقراطية: ألمانيا من الإبادة إلى دعم الإبادة

لطالما شكّلت ألمانيا نموذجًا للتجدد والخروج من رماد التاريخ، لكن هذا الخروج لم يكن دومًا نزيهًا أو مكتملًا. ففي حين بُني خطابها الحديث على التبرؤ من الماضي النازي، والانخراط في قيم حقوق الإنسان، نراها اليوم تقف في صفّ سياسات إبادة جماعية، تدعمها سياسيًا وعسكريًا، خصوصًا في السياق الفلسطيني. فهل تخلّت ألمانيا حقًا عن النازية؟ أم أنها فقط غيّرت أدواتها؟ وهل يمكن لدولة أن تتبنى خطابًا مضادًا للإبادة، بينما تسلّح وتموّل من يرتكبها؟ هذا المقال محاولة لتفكيك التناقض الأخلاقي العميق في الموقف الألمان…

حين يبني العرب تمثالًا لنتن ياهو

في زمنٍ اختلطت فيه المعايير، وذابت فيه المبادئ كما يذوب الملح في ماء المال، لم يعد مستغربًا أن نرى بعض الأنظمة العربية وبعض النخب كذلك  يُبدون من الودّ لنتنياهو ما لم يُبدوه لمسجدٍ مُدمَّر، أو لطفلٍ محروقٍ في غزة . لم يعد خبر التطبيع صدمة، بل أصبح روتينًا مملًا.  ما يُثير الدهشة اليوم ليس أن يقف مسؤول عربي يمدّ يده لقاتل، بل أن يُبرر فعله بلغة الوطنية، والسلام، والتقدم، حتى لتكاد تظن أن العدالة تُولد في تل أبيب، وأن أبواب الجنة قد فُتحت عبر توقيع اتفاق تجاري مشترك.

أنفاق غزة .. وأنفاق تحت بيت الأقصى

بين مقاومة تُحفر في الظلام، وخيانة تُحفر تحت الأرض  في الجغرافيا، الأنفاق مجرد ممرات تحت الأرض. لكن في السياسة والرمز، الأنفاق هي مرآة ما تحت الوعي، ما يُخفى عن العيون ويُراد له أن يبقى مدفونًا: إمّا أملًا يُخبّأ ليخرج في وقته، أو خنجرًا يُشحذ بعيدًا عن الأنظار.  في غزة، الأنفاق حُفرت بملاعق الأسرى وبأظافر الجوعى، لم تكن ترفًا هندسيًا ولا مشروعًا اقتصاديًا، بل كانت صرخة من تحت الركام تقول: لسنا عاجزين.

أكذوبة هيكل سليمان: حين تُمنح الأيديولوجيا الدينية حق احتلال الأرض

في قلب مدينة القدس، فوق هضبة التاريخ وأشلاء الحروب، يقف المسجد الأقصى حارسًا لذاكرة الأمة، بينما تتسلل أيدٍ تعبث برمزيته باسم "الحق الإلهي".  بين سردية الهيكل المزعوم وتاريخ الأرض، تشكلت أكذوبة ضخمة، غلّفها الإعلام بالقداسة، وزينتها السياسة بالأدلة المصطنعة، حتى صارت "هيكل سليمان" ذريعة مقدسة لاغتصاب الواقع، وتبرير الاستيطان، وتزييف الجغرافيا.

ما هي قصة "البقرة الحمراء"؟

موضوع البقرات الحمراء أو ما يُعرف بـ"البقرة الحمراء" (The Red Heifer) هو من أكثر الطقوس إثارة للجدل في العقيدة اليهودية المتطرفة، خصوصًا حين يرتبط بمسألة التهيئة لعودة المسيح المنتظر وبناء الهيكل الثالث .  في هذا السياق، تُصبح البقرة الحمراء ليست مجرد حيوان مقدس، بل رمزًا لتحقيق النبوءات وتهيئة الأرض لظهور "المشيح" (المسيّا) في التصور اليهودي التوراتي.  إليك تحليلًا مختصرًا يوضح أبعاد هذه القضية:

موسم الحصاد: ترامب في الخليج: حين تنضج الثمار بلا مقاومة

في منتصف مايو 2025، حطّ الرئيس الأميركي دونالد ترامب رحاله مجددًا في الخليج، في جولة رسمية شملت السعودية وقطر والإمارات. لم تكن زيارته مفاجئة، لكن ما حملته من إشارات كان أكثر وضوحًا من أي وقت مضى. ترامب لم يأتِ لاكتشاف جديد، بل ليجني محاصيل زُرعت من قبل، ونضجت في مناخ إقليمي بات أكثر تقبّلًا، بل وترحيبًا، بالهيمنة الأميركية التي لم تعد تتوارى خلف شعارات الشراكة.

اليد التي تأخذ واليد التي تقتل: ازدواجية واشنطن بين الخليج وغزة

في مشهد يتكرر عبر العقود، تقف الولايات المتحدة أمام العالم وهي تمارس أقصى درجات الازدواجية السياسية. فمن جهة، تعزز شراكاتها العسكرية والاقتصادية مع دول الخليج، موقعة صفقات بمليارات الدولارات تحت لافتات "الأمن الإقليمي" و"التهديدات المشتركة".  ومن جهة أخرى، توفر الغطاء الكامل لإسرائيل في حربها المتواصلة على غزة، حيث تتساقط القنابل على المدنيين، وتتحول المدن إلى رماد.

كيف فشلت إسرائيل في رواية "الضحية الدائمة"؟

نهاية سردية عمرها 80 عامًا في عصر التوثيق الفوري الضحية المطلقة  دولة نشأت من رماد المحرقة، في قلب عالم عربي "رافض لوجودها"، تقاتل من أجل البقاء، وتقدّم نفسها كملجأ لليهود المظلومين في الأرض. لكن هذه الرواية، التي صمدت طويلاً في الإعلام الغربي والسياسات الدولية، تتهاوى اليوم أمام أعين العالم. ليس لأن التاريخ تغير، بل لأن الأدلة خرجت من نطاق السيطرة. في عصر الهاتف المحمول، ووسائل التواصل الاجتماعي، والتوثيق المباشر، أصبحت الضحية الحقيقية تتحدث بصورتها، لا بمن يتحدث باسمها.

لماذا تصرّ إسرائيل على ضرب المستشفيات؟

عندما يُستهدف الملجأ الأخير… ماذا يعني ذلك في قاموس السياسة؟ في الحروب، تُعتبر المستشفيات خطوطًا حمراء. هي الملاذ الأخير للمدنيين، والرمز الأوضح للحياد الإنساني. لكن في غزة، يبدو أن إسرائيل قررت محو هذا الخط الأحمر تمامًا. فبينما يسأل كثيرون: "لماذا تضرب إسرائيل المستشفيات، وهي تعلم أن ذلك يضرها سياسيًا ولا يحقق مكاسب عسكرية مباشرة؟" ، يظهر أن الإجابة ليست بسيطة، بل تكشف عن استراتيجية مركّبة تتجاوز المعركة العسكرية إلى ما هو أعمق وأخطر.

الصين في الحديقة الخلفية لأمريكا: كيف تغيّر بكين قواعد النفوذ العالمي؟

في عالم يتغير بسرعة، لم يعد النفوذ يُقاس فقط بالقواعد العسكرية أو التحالفات التقليدية، بل بالقدرة على التمدد عبر الاقتصاد والتمويل. وبينما كانت أمريكا اللاتينية تُعد تقليديًا " الحديقة الخلفية " للولايات المتحدة، تُحدث الصين اليوم اختراقًا غير مسبوق في هذه المنطقة، عبر قروض واستثمارات ضخمة، دون إطلاق رصاصة واحدة. ما تفعله الصين في تلك القارة ليس مجرد توسع اقتصادي، بل هو تحول استراتيجي صامت، يُعيد رسم ملامح النفوذ العالمي، ويضع واشنطن أمام تحدٍّ جيوسياسي في عقر دارها.

التحالف الشرقي: تصدُّع الهيمنة الغربية وصعود التوازن العالمي الجديد

منذ نهاية الحرب الباردة، انفردت الولايات المتحدة وحلفاؤها الغربيون بقيادة النظام الدولي، مؤسسين لهيمنة سياسية واقتصادية وعسكرية واسعة. لكن في العقدين الأخيرين، بدأت ملامح تحالف شرقي تتشكل، يضم قوى كبرى مثل الصين وروسيا، مدعومًا بامتدادات آسيوية وشرق أوسطية ولاتينية، في محاولة لإعادة التوازن إلى النظام الدولي.. فهل نحن أمام صعود نظام متعدد الأقطاب يقوّض احتكار الغرب للقرار العالمي؟ أم أنها مجرد تحركات ظرفية لن تصمد أمام سطوة المؤسسات الغربية؟

من طهران إلى بيروت ودمشق: خريطة الانهيار الاستراتيجي لمحور إيران بعد حرب غزة

مقابلة تحليلية حول اغتيال الرئيس الإيراني، استهداف حزب الله، رئاسة لبنان، وانقلاب المعادلة في سوريا.  في قلب معركة غزة المشتعلة، تتوالى أحداث غير مسبوقة من طهران إلى بيروت ودمشق، تشير إلى زلزال استراتيجي يضرب محور المقاومة في عمقه. اغتيال الرئيس الإيراني، واستهداف قيادات الصف الأول في حزب الله، وتحريك ملف رئاسة لبنان بعد جمود طويل، وتسريبات عن تنسيق روسي لإخراج الأسد وطرد النفوذ الإيراني من سوريا، ليست مجرد وقائع متناثرة، بل تبدو كقطع متكاملة في مشهد يعاد ترتيبه بعناية. فهل دخلنا فعلاً في مرحل…

التحالفات العربية الجديدة: هل نحن أمام شرق أوسط متعدد الأقطاب؟

في السنوات الأخيرة، تعيش المنطقة العربية تحولًا غير مسبوق في تموضعاتها السياسية وتحالفاتها الإقليمية. لم تعد المعادلة تقتصر على محوري "الاعتدال" و"المقاومة"، بل بدأت تتشكّل شبكة من العلاقات المتقاطعة والمتغيرة، تعكس تباين مصالح الأنظمة، وتوجّه كل دولة نحو مسار مستقل أكثر براغماتية من أي وقت مضى. فهل نحن بالفعل أمام شرق أوسط متعدد الأقطاب؟ أم أن هذا التعدد مجرد ظاهرة مؤقتة سرعان ما ستذوب تحت ضغوط الأزمات التقليدية والصراعات المتجددة؟

الهند وباكستان في اختبار الردع: حرب قصيرة بنتائج استراتيجية بعيدة المدى

لم تكن المواجهة الأخيرة بين الهند وباكستان مجرد اشتباك حدودي جديد ضمن سلسلة المناوشات المتكررة، بل جاءت لتكسر أحد أعتى الثوابت في معادلة الردع الإقليمي.  لقد دخل الطرفان حربًا قصيرة، لم تدم أيامًا، لكنها حملت في طياتها تحولات استراتيجية كبرى، وطرحت تساؤلات جوهرية عن موازين القوى، وأدوار الحلفاء، وخيارات المستقبل في جنوب آسيا.

الممرات الاقتصادية الجديدة: هل تتجاوز المنطقة قناة السويس؟

في عالم يتغير بوتيرة متسارعة، لم تعد الممرات الاقتصادية تقاس فقط بموقعها الجغرافي، بل بمدى توافقها مع تحولات الجغرافيا السياسية وتطور البنى التحتية العابرة للدول.  ومن هنا، بدأ يلوح في الأفق مشروع طموح يحمل اسم "الممر الهندي-الخليجي-الأوروبي"، وهو مشروع قد لا يُهدد فقط ريادة قناة السويس كممر عالمي،  بل يعيد صياغة توازنات التجارة والسياسة في الشرق الأوسط.

تراجع الدور الأميركي في الشرق الأوسط: فراغ استراتيجي أم إعادة تموضع؟

منذ عقود، كانت الولايات المتحدة هي الفاعل الدولي الأبرز في الشرق الأوسط؛ تفرض توازن القوى، وتعيد رسم خرائط النفوذ، وتحدد إلى حد بعيد مصير الصراعات. لكن خلال السنوات الأخيرة، ومع احتدام الحرب في غزة، وتزايد النفوذ الروسي والصيني، وتبدل أولويات واشنطن العالمية،  بدأ هذا الدور يتراجع بشكل ملحوظ. فهل نحن أمام انسحاب تدريجي يترك فراغًا استراتيجيًا خطيرًا؟ أم أن ما يحدث هو إعادة تموضع محسوب يعيد ترتيب أولويات النفوذ الأميركي عالميًا؟

تيران وصنافير: تنازل مصري لحماية الملاحة الإسرائيلية... تحت غطاء السيادة السعودية

تيران وصنافير: لماذا تنازلت مصر لحماية الملاحة الإسرائيلية؟ القصة الكاملة خلف نقل السيادة إلى السعودية في منطق الدول، لا تُفرّط الحكومات في شبرٍ من أراضيها، لا سرًا ولا علنًا، إلا إذا واجهت ضغوطًا استراتيجية أو رغبت في تحقيق مكاسب كبرى على مستويات أعمق من السيادة الظاهرة. هكذا كان حال القرار المصري بنقل السيادة على جزيرتي تيران وصنافير إلى المملكة العربية السعودية، وهو القرار الذي أثار موجة من الجدل والغضب الشعبي، لأنه خالف عقودًا من الخطاب الرسمي الذي اعتبر الأرض خطًا أحمر.. لكن السؤ…

جنود بلا قضية ومرتزقة لقمع العزّل: أزمة إسرائيل بين الرفض والغياب

بين جنود يرفضون القتال ومرتزقة يتوارون عن المعركة، تعيش إسرائيل أزمة مركبة في عمق مؤسستها العسكرية. فالحرب على غزة كشفت ليس فقط عن ضعف القدرة على الحسم، بل عن تآكل الدافع النفسي والشرعية القتالية. المرتزقة الذين اعتادوا تنفيذ المهام القمعية ضد المدنيين، لا يظهرون في ساحة الاشتباك الحقيقي، حيث تختبر الإرادة والشجاعة. وفي الوقت نفسه، تتآكل قدرة الجيش على فتح جبهات جديدة، ما يهدد مشروع التوسع الإسرائيلي ويضعه أمام قيود لم تكن في الحسبان. هذا المقال يرصد مظاهر هذا الانكشاف، ويحلل جذوره وتبعاته الا…

تحميل المزيد
لم يتم العثور على أي نتائج
🏠