
تصعيد متبادل وهجمات غير مسبوقة
في الساعات الماضية، شنّت إسرائيل موجة جديدة من الغارات المركّزة على منشآت عسكرية إيرانية، بعضها قرب العاصمة طهران، وأخرى في مدن حسّاسة كأصفهان وشيراز. فيما ردّت طهران بوابل من الصواريخ والطائرات المسيّرة، استهدفت منشآت حيوية داخل إسرائيل، بعضها قريب من تل أبيب، وأدّت إلى إصابة العشرات، وإجلاء آلاف السكان إلى الملاجئ.
اللافت في هذا التصعيد هو دخول نوعيات متطورة من الصواريخ الإيرانية إلى الميدان، بعضها مزدوج الرأس الحربي، وهو ما شكّل تحديًا لأنظمة الدفاع الإسرائيلية، لا سيما "القبة الحديدية" و"مقلاع داوود"، التي واجهت اختبارات قاسية في الساعات الأخيرة.
ملامح حرب طويلة... وقلق نووي يتصاعد
وزير الدفاع الإسرائيلي أعلن صراحة أن المعركة لن تكون قصيرة، مؤكدًا أن إسرائيل "ستواصل الضربات حتى كسر القدرة الإيرانية على تهديد الأمن القومي الإسرائيلي". في المقابل، أبدت طهران استعدادها للعودة إلى المسار الدبلوماسي، لكنها اشترطت وقفًا فوريًا للهجمات الإسرائيلية على أراضيها.
هذا التوتر دفع الوكالة الدولية للطاقة الذرية والأمم المتحدة إلى التحذير من اقتراب "الخط الأحمر"، خاصة بعد معلومات عن احتمال استهداف منشآت نووية إيرانية مثل مفاعل بوشهر وموقع أراك. وفي حال حدوث ذلك، فإن المنطقة قد تدخل في دوامة كارثية تتجاوز الحسابات التقليدية للحرب.
الدبلوماسية: مبادرات متعثرة ومهلة أمريكية
في جنيف، فشلت محادثات طارئة بين ممثلين إيرانيين ومسؤولين أوروبيين في تحقيق اختراق حقيقي. وعبّر دبلوماسيون عن خيبة أملهم من إصرار الطرفين على سقوف تفاوضية قصوى. إيران ترفض استئناف المفاوضات النووية في ظل القصف، فيما ترفض إسرائيل أي هدنة دون التزامات نووية صارمة.
وفي تطور لافت، منح الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب – والذي دخل المشهد بصفته زعيمًا مرشحًا قويًا – مهلةً غير رسمية لطهران تمتد أسبوعين، لتجنّب تدخل عسكري أمريكي مباشر. وقد فُسّرت هذه الخطوة كرسالة مزدوجة للداخل الأمريكي والخارج الإقليمي.
المنطقة على صفيح ساخن
الواقع على الأرض بات معقّدًا. ففي إيران، تشهد طهران وبعض المدن الكبرى نزوحًا داخليًا متسارعًا، مع تزايد أعداد الضحايا في صفوف المدنيين. أما في إسرائيل، فحالة التأهب مستمرة، والمدارس مغلقة، والخسائر الاقتصادية تتفاقم بفعل توقف الحياة المدنية. وتشير مؤشرات إلى أن الطرفين لا يملكان حتى الآن خطة إنهاء، بل فقط استراتيجية مواصلة.
الخطاب الإعلامي في الجانبين يُغذّي الكراهية ويُشرعن الاستمرار، مما يجعل أي اختراق دبلوماسي أمرًا معقدًا ومؤجلًا. ولا يبدو أن المجتمع الدولي يملك أدوات حقيقية للضغط، سوى الإدانة اللفظية والدعوات المتكررة لضبط النفس.
خلاصة اليوم:
- الضربات العسكرية تتسع نطاقًا ونوعية.
- المنشآت النووية الإيرانية دخلت ضمن أهداف محتملة، ما يرفع خطر التصعيد النووي.
- المحادثات الدبلوماسية لم تحقق أي اختراق يُذكر.
- مهلة أمريكية غير رسمية لإيران تفصل المنطقة عن تدخل دولي محتمل.
- لا مؤشرات فعلية على قرب نهاية الحرب.