فلسطين وإسرائيل

الإفلات من العقاب: عنف المستوطنين الإسرائيليين ضد الفلسطينيين

في قلب الصراع الفلسطيني–الإسرائيلي، يبرز عنف المستوطنين كأحد أبرز مظاهر الاحتلال اليومي، الذي يتراوح بين الاعتداءات الجسدية والنهب والتهديد، وصولاً إلى القتل العمد أحياناً. وما يفاقم مأساة الفلسطينيين ليس فقط هذه الانتهاكات، بل الإفلات شبه التام من العقاب ، ما يجعلها جزءاً من منظومة أوسع من الوصاية والسيطرة، حيث يصبح القانون أداة انتقائية بدل أن يكون رادعاً للجرائم. المشهد الميداني: عنف يومي بلا حساب تقارير حقوقية إسرائيلية ودولية توثق مئات ال…

المأزق المزدوج: حين فقدت إسرائيل أمانها وخرجت المقاومة من الركام أكثر حضورًا

لم تكن حرب غزة الأخيرة حربًا عادية، ولا مواجهة عسكرية أخرى في سجل الصراع. لقد كانت زلزالًا استراتيجيًا ومعنويًا أعاد تشكيل معاني النصر والهزيمة في المنطقة. فبينما خرجت إسرائيل بدمارٍ واسعٍ ظنّت أنه انتصار، خرجت المقاومة الفلسطينية وقد زعزعت الأسطورة الأعمق في العقيدة الصهيونية: أسطورة الأمان المطلق. في هذه الحرب، تغيّر جوهر الصراع — إذ لم يعد السؤال من يملك القوة، بل من يملك المعنى، ومن يستطيع البقاء رغم السحق. من السيطرة بلا حرب إلى الحرب…

حين يتهم الجلاد ضحيته: إسرائيل تزعم أن حماس تقتل شعب غزة

عامين كاملين، لم تهدأ طائرات إسرائيل عن سماء غزة. البيوت تهدمت، المستشفيات تحولت إلى رماد، المدارس والملاجئ صارت قبورًا جماعية، حتى الخيام ومراكز الإيواء ومساجد الله وكنائس المسيح لم تسلم من نيران الاحتلال. وسط هذا الدمار الشامل، تخرج إسرائيل لتعلن بوجه بارد: "حماس تقتل شعب غزة." إنه المشهد الأكثر فجاجة في التاريخ الحديث: القاتل يرفع راية الأخلاق، والمجرم يقدّم نفسه وصيًا على ضحاياه. الخطاب المقلوب: من القاتل إلى المنقذ في عالم الإع…

الهدوء المشروط بالكرامة: كيف ترد حماس على الانتهاكات الاسرائيلية

حين يتحول وقف إطلاق النار إلى ساحة اختبار جديدة، يفقد معناه الأصلي بوصفه هدنة، ويغدو أداة في يد الأقوى لإعادة رسم حدود الإذعان. هذا هو المشهد الذي تصنعه إسرائيل اليوم في غزة: خروقات متكررة، قصف موضعي، واغتيالات تحت الغبار، ثم تصريحات عن «التزام بالتهدئة». الهدنة هنا ليست استراحة من الحرب، بل استمرار للحرب بوسائل أخرى ، وميزان الكرامة يُقاس بعدد الردود لا بعدد الصواريخ. الخروقات بوصفها سياسة لا حادثة ما تمارسه إسرائيل اليوم ليس خرقًا عرضيًا لات…

غزة: الضامنون في الهدنة: وسطاء أم أوصياء؟

في كل اتفاق هدنة تمرّ به غزة، تظهر لافتة جديدة بعنوان “الضامنون”. لكنّ السؤال الذي لم يُطرح بجدية بعد: من يضمن من؟ ولصالح من؟ فالمسألة لم تعد تتعلق بوقف إطلاق النار فحسب، بل ببنيةٍ كاملة من الوصاية السياسية التي تُدار تحت غطاء “الضمان”، لتصبح غزة ميدان اختبارٍ لمعادلةٍ دولية معقّدة تُعيد تعريف السيادة الفلسطينية نفسها. أولاً: من هم الضامنون؟ الضامنون في الهدنة الأخيرة هم الولايات المتحدة، قطر، مصر، وتركيا ، تحت إشرافٍ رمزي للأمم المتحدة ومتابع…

غزة: الضمانات: بين التهدئة المؤقتة والمخاطر المستقبلية

مع إعلان وقف إطلاق النار الأخير في غزة، وترويج بعض الأطراف، بما في ذلك الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، لفكرة أن الحرب “انتهت”، يظل السؤال الأساسي: هل انتهت الحرب فعليًا بمعنى استقرار مستدام، أم أننا أمام مرحلة مؤقتة ضمن خطة أكبر لم تكتمل بعد؟ الواقع يشير إلى أن الوقائع على الأرض توحي بوقف نار مرحلي، مع اتفاقيات مبدئية محفوفة بالشكوك، بينما يبقى احتمال استئناف العمليات العسكرية قائمًا. وقف النار الحالي: مؤشرات على التهدئة هناك عدة مؤشرات …

غزة: ركام ما بعد الحرب: وثيقة إدانة قبل أن يكون أنقاضًا

في لحظة صمت ما بعد العاصفة، ستظهر غزة لا كمدينة منكوبة فقط، بل كأرض مثقلة بجبل رمادي من الركام. ملايين الأطنان من الحجارة والحديد والأسمنت، تحمل ذاكرة القصف وملامح الضحايا، وتطرح سؤالاً جوهريًا لا يقل خطورة عن الحرب نفسها: إلى أين سيذهب هذا الركام؟ فما يبدو قضية هندسية بسيطة يخفي في جوهره صراعًا جديدًا، تتقاطع فيه المصالح الاقتصادية مع الأهداف السياسية، وتُعاد من خلاله هندسة القطاع من تحت الأنقاض. الركام كوثيقة إدانة قبل أن يكون أنقاضًا ليست …

إسرائيل: تراجع الدعم الشعبي في العالم: قراءة تحليلية لعام 2025

في العقدين الأخيرين، شهدت إسرائيل تغيّرًا جذريًا في موقعها الشعبي العالمي. بينما حافظت بعض الحكومات الغربية على دعمها الرسمي، فإن الرأي العام العالمي أصبح أكثر تشتتًا وتقييدًا، بل في كثير من المناطق يتجه نحو الانتقاد القوي والمقاطعة الرمزية . في عام 2025، تتضح آثار الحروب الأخيرة على غزة، وحملات التضامن الدولية، والانتشار الواسع للمحتوى الإعلامي البديل على الشبكات الاجتماعية، حيث أصبحت الصورة التي يرى بها المواطن العادي إسرائيل أقل شرعية وأكثر ت…

إسرائيل: كيف يعيد القصف الجوي تشكيل ساحة الصراع - ومن يستفيد من استمرار النزاع؟

إذا اختارت إسرائيل تحويل الصراع إلى نمط «قصف جوي وإدارة عن بُعد» بدل اجتياح بري شامل، فستُعيد تعريف قواعد اللعب: لن تختفِ الحرب، لكنها ستنتقل إلى نمط طويل الأمد من  الاستنزاف غير المعلن . هذا التحوّل لا يهمّ فقط الفصائل في غزة أو الأمن الداخلي الإسرائيلي، بل يفتح فسحات استراتيجية لدول إقليمية وكبرى تسعى لاستغلال الانشغال الغربي وتحويل الأزمة إلى ربح جيوـسياسي. 1. لماذا تجعل «سماء مستمرة» التدخل الإقليمي أكثر احتمالاً؟ قصف جوي مطوّل يُبقي غزة ف…

إسرائيل: إذا حوّلت الحرب إلى قصف جوي مستمر — ماذا تبقى لحماس؟

إذا قررت إسرائيل تحويل مفهوم الحرب في غزة من احتلال بري إلى قصف جوي متواصل وإدارة عن بُعد ، فسنكون أمام تحوّل استراتيجي لا يقلّ خطورة عن اجتياح بري. هذا التحوّل لا يُلغِي الصراع؛ بل يغيّر ساحته وأدواته. السؤال المركزي هنا: ما هي الأوراق المتبقية لحماس عندما يفقد الردُّ التكتيكي فاعليته أمام التفوق الجوي والقدرات الاستخباراتية؟ سأعرض في هذا المقال تحليلاً منظّمًا لأوراق الحركة، حدودها، وأثرها الاستراتيجي طويل المدى—مع تركيز خاص على أبعاد الشرعي…

القوانين الدولية الإنتقائية: حين سقطت الأخلاق الغربية في غزة

كيف تحولت الشرعية الدولية إلى أداة انتقائية لتبرير القتل لم تكن حرب غزة الأخيرة مجرد مواجهة عسكرية بين إسرائيل والمقاومة، بل كانت اختبارًا أخلاقيًا شاملاً للنظام الغربي بأسره . فحين سالت دماء المدنيين في شوارع غزة، لم يكن الموقف الغربي حياديًا أو متردّدًا كما في الحروب السابقة، بل كان موقفًا منحازًا علنًا ، يبرّر القصف، ويجرّم الضحية، ويدوس على كل ما تبقّى من قيم "الشرعية الدولية" التي طالما قدّمها الغرب كمرجع للإنسانية. لقد سقط الق…

إسرائيل: حين لا تخاف ولا تعبأ بالقانون.. سقوط الشرعية كأداة ردع

لم تعد الشرعية الدولية تُخيف إسرائيل، ولا التقارير الحقوقية تردعها، ولا قرارات مجلس الأمن تُقيدها. لقد وصلت تل أبيب إلى مرحلة من التصلّب السياسي تجعلها تتصرف كقوة فوق القانون، وبدعمٍ مكشوف من النظام الغربي الذي يُنادي بالقيم ذاتها التي تنتهكها إسرائيل يوميًا. لكن هذا التمرد على الشرعية لا يعني غياب الثمن، بل تأجيله. فبينما تظن إسرائيل أنها تحكم بالنار، يتآكل محيطها السياسي والأخلاقي ببطءٍ من داخل النظام الدولي نفسه، ومعه تتراجع قدرتها على البقا…

حماس وخطة ترامب: قراءة في الرد والرهانات والسيناريوهات

لم يمر إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن خطته الأخيرة لوقف الحرب في غزة مرورًا عابرًا. فقد جاءت الخطة – التي تضمنت عشرين بندًا أبرزها تبادل الأسرى، ووقف إطلاق النار، وتسليم إدارة غزة إلى هيئة فلسطينية مستقلة – في لحظة شديدة التعقيد، حيث تراكمت الضغوط العسكرية على حركة حماس من جهة، وضغطت الأطراف الدولية والعربية باتجاه إنهاء الحرب من جهة أخرى. لكن اللافت أن رد حماس لم يكن رفضًا قاطعًا ولا قبولًا مطلقًا، بل كان موافقة مشروطة تمزج بين المرونة …

فلسطين كأيقونة أخلاقية: لماذا تعاطف العالم أكثر من أي وقت مضى؟

في خضمّ أحداث دامية تتوالى منذ عقود، برزت القضية الفلسطينية في السنوات الأخيرة باعتبارها بؤرةً غير مسبوقة للتعاطف الشعبي العالمي، حتى بالمقارنة مع حروب كبرى شهدها العصر الحديث مثل غزو العراق واحتلال أفغانستان. هذه الظاهرة لا تفسَّر بمجرّد الحدث العسكري أو المأساة الإنسانية، بل تكشف عن تحوّل جذري في بنية الوعي العالمي وفي قدرة الشعوب على التحرّر من السرديات التي طالما روّجتها القوى الكبرى عبر الإعلام التقليدي. فلسطين اليوم لم تعد قضية "محلية…

تحميل المزيد
لم يتم العثور على أي نتائج