فلسطين وإسرائيل

إسرائيل: تراجع الدعم الشعبي في العالم: قراءة تحليلية لعام 2025

في العقدين الأخيرين، شهدت إسرائيل تغيّرًا جذريًا في موقعها الشعبي العالمي. بينما حافظت بعض الحكومات الغربية على دعمها الرسمي، فإن الرأي العام العالمي أصبح أكثر تشتتًا وتقييدًا، بل في كثير من المناطق يتجه نحو الانتقاد القوي والمقاطعة الرمزية . في عام 2025، تتضح آثار الحروب الأخيرة على غزة، وحملات التضامن الدولية، والانتشار الواسع للمحتوى الإعلامي البديل على الشبكات الاجتماعية، حيث أصبحت الصورة التي يرى بها المواطن العادي إسرائيل أقل شرعية وأكثر ت…

إسرائيل: كيف يعيد القصف الجوي تشكيل ساحة الصراع - ومن يستفيد من استمرار النزاع؟

إذا اختارت إسرائيل تحويل الصراع إلى نمط «قصف جوي وإدارة عن بُعد» بدل اجتياح بري شامل، فستُعيد تعريف قواعد اللعب: لن تختفِ الحرب، لكنها ستنتقل إلى نمط طويل الأمد من  الاستنزاف غير المعلن . هذا التحوّل لا يهمّ فقط الفصائل في غزة أو الأمن الداخلي الإسرائيلي، بل يفتح فسحات استراتيجية لدول إقليمية وكبرى تسعى لاستغلال الانشغال الغربي وتحويل الأزمة إلى ربح جيوـسياسي. 1. لماذا تجعل «سماء مستمرة» التدخل الإقليمي أكثر احتمالاً؟ قصف جوي مطوّل يُبقي غزة ف…

إسرائيل: إذا حوّلت الحرب إلى قصف جوي مستمر — ماذا تبقى لحماس؟

إذا قررت إسرائيل تحويل مفهوم الحرب في غزة من احتلال بري إلى قصف جوي متواصل وإدارة عن بُعد ، فسنكون أمام تحوّل استراتيجي لا يقلّ خطورة عن اجتياح بري. هذا التحوّل لا يُلغِي الصراع؛ بل يغيّر ساحته وأدواته. السؤال المركزي هنا: ما هي الأوراق المتبقية لحماس عندما يفقد الردُّ التكتيكي فاعليته أمام التفوق الجوي والقدرات الاستخباراتية؟ سأعرض في هذا المقال تحليلاً منظّمًا لأوراق الحركة، حدودها، وأثرها الاستراتيجي طويل المدى—مع تركيز خاص على أبعاد الشرعي…

القوانين الدولية الإنتقائية: حين سقطت الأخلاق الغربية في غزة

كيف تحولت الشرعية الدولية إلى أداة انتقائية لتبرير القتل لم تكن حرب غزة الأخيرة مجرد مواجهة عسكرية بين إسرائيل والمقاومة، بل كانت اختبارًا أخلاقيًا شاملاً للنظام الغربي بأسره . فحين سالت دماء المدنيين في شوارع غزة، لم يكن الموقف الغربي حياديًا أو متردّدًا كما في الحروب السابقة، بل كان موقفًا منحازًا علنًا ، يبرّر القصف، ويجرّم الضحية، ويدوس على كل ما تبقّى من قيم "الشرعية الدولية" التي طالما قدّمها الغرب كمرجع للإنسانية. لقد سقط الق…

إسرائيل: حين لا تخاف ولا تعبأ بالقانون.. سقوط الشرعية كأداة ردع

لم تعد الشرعية الدولية تُخيف إسرائيل، ولا التقارير الحقوقية تردعها، ولا قرارات مجلس الأمن تُقيدها. لقد وصلت تل أبيب إلى مرحلة من التصلّب السياسي تجعلها تتصرف كقوة فوق القانون، وبدعمٍ مكشوف من النظام الغربي الذي يُنادي بالقيم ذاتها التي تنتهكها إسرائيل يوميًا. لكن هذا التمرد على الشرعية لا يعني غياب الثمن، بل تأجيله. فبينما تظن إسرائيل أنها تحكم بالنار، يتآكل محيطها السياسي والأخلاقي ببطءٍ من داخل النظام الدولي نفسه، ومعه تتراجع قدرتها على البقا…

حماس وخطة ترامب: قراءة في الرد والرهانات والسيناريوهات

لم يمر إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن خطته الأخيرة لوقف الحرب في غزة مرورًا عابرًا. فقد جاءت الخطة – التي تضمنت عشرين بندًا أبرزها تبادل الأسرى، ووقف إطلاق النار، وتسليم إدارة غزة إلى هيئة فلسطينية مستقلة – في لحظة شديدة التعقيد، حيث تراكمت الضغوط العسكرية على حركة حماس من جهة، وضغطت الأطراف الدولية والعربية باتجاه إنهاء الحرب من جهة أخرى. لكن اللافت أن رد حماس لم يكن رفضًا قاطعًا ولا قبولًا مطلقًا، بل كان موافقة مشروطة تمزج بين المرونة …

فلسطين كأيقونة أخلاقية: لماذا تعاطف العالم أكثر من أي وقت مضى؟

في خضمّ أحداث دامية تتوالى منذ عقود، برزت القضية الفلسطينية في السنوات الأخيرة باعتبارها بؤرةً غير مسبوقة للتعاطف الشعبي العالمي، حتى بالمقارنة مع حروب كبرى شهدها العصر الحديث مثل غزو العراق واحتلال أفغانستان. هذه الظاهرة لا تفسَّر بمجرّد الحدث العسكري أو المأساة الإنسانية، بل تكشف عن تحوّل جذري في بنية الوعي العالمي وفي قدرة الشعوب على التحرّر من السرديات التي طالما روّجتها القوى الكبرى عبر الإعلام التقليدي. فلسطين اليوم لم تعد قضية "محلية…

فلسطين في السياسة العالمية الجديدة: بين الأزمات الإنسانية والضغط الشعبي والدبلوماسي

الأحداث الأخيرة في غزة، من اعتراض أسطول الصمود إلى الاحتجاجات العالمية واعتقالات المتظاهرين في أوروبا، تكشف أن القضية الفلسطينية تتجاوز حدود الصراع العسكري المحلي لتصبح معيارًا للتحولات الجيوسياسية العالمية . 1. الازدواجية الغربية والمصالح الاستراتيجية الغرب، بقيادة الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، يظهر ازدواجية واضحة في التعامل مع فلسطين: إدانات متكررة لانتهاكات حقوق الإنسان في غزة، وضغوط شعبية متزايدة، خاصة بعد الاعتراض الإسرائيلي لأسط…

أسطول الصمود وغزة: الهزيمة الرمزية لإسرائيل والتحدي الدولي

يشهد العالم حدثًا رمزيًا وسياسيًا كبيرًا؛ اعتراض إسرائيل أسطول الصمود العالمي المتجه إلى غزة، الذي يضم نحو 500 ناشط دولي محمّلين بمساعدات إنسانية، في محاولة لكسر الحصار المفروض على القطاع. رغم أن السيطرة الإسرائيلية على هذه السفن لم تكن مفاجئة لأي مراقب، إلا أن تداعيات هذا الاعتراض على المستوى السياسي والدولي والإعلامي، وكذلك على القضية الفلسطينية، كانت أوسع بكثير من مجرد عملية عسكرية، لتكشف هشاشة الموقف الإسرائيلي على الساحة الدولية. السيطرة ا…

لعبة المقترحات المستحيلة: كيف يوظّف ترامب الرفض العربي؟

في السياسة الأميركية، لا تُطرح المبادرات من أجل الحل دائمًا، بل كثيرًا ما تكون أدوات لإدارة الصراع وتوجيه السردية. مقترحات ترامب حول القضية الفلسطينية شكّلت نموذجًا صارخًا لهذا النمط: شروط أقصى، يعرف الجميع أنها سترفض، لكنها مع ذلك تُطرح بثقل "خطة سلام". فما الذي يريده ترامب من مقترحات يعلم مسبقًا أنها ستسقط؟ مقترحات قصوى لا للقبول بل للضغط من خلفيته كرجل صفقات، يتبنى ترامب تكتيك "الإغراق بالمستحيل": طرح شروط قصوى لا يُنتظر…

الخطة الأمريكية لوقف الحرب: هدنة أم استسلام مقنّع؟

منذ أن أعلن دونالد ترامب عن مبادرته الجديدة لوقف الحرب في غزة، بدا واضحاً أن ما يسمى بـ"خطة السلام" ليست سوى نسخة منقحة للشروط الإسرائيلية القديمة. فالوثيقة لا تعكس توازناً سياسياً، ولا تُقدم ضمانات حقيقية للجانب الفلسطيني، بل تُكرّس معادلة القوي الذي يفرض شروطه على الضعيف. لغة الهدنة أم منطق الاستسلام؟ تستخدم الخطة لغة إنسانية جذابة مثل "وقف إطلاق النار" و"إعادة الإعمار" ، لكنها تُخفي خلف هذه الكلمات التزاماً صري…

حماس والخطة الأمريكية: رفض لا يقود إلى النهاية بل إلى معادلة جديدة

منذ طرح الخطة الأمريكية لوقف الحرب، بدا واضحًا أن بنودها كُتبت بمداد إسرائيلي، وأنها لا تقدم شيئًا سوى صياغة جديدة لشروط الاستسلام. لذلك فإن رفض حماس متوقع، بل طبيعي، لأنها ترى أن الموافقة على هذه البنود تعني تسليم مشروعها السياسي والعسكري، والقبول بمنطق "هزيمة مضمونة" تحت غطاء دبلوماسي. خطة بلا حياد الخطة لا تساوي بين طرفين، بل تضع المقاومة في خانة المتهم الدائم، وتمنح إسرائيل كامل الغطاء الأمني والسياسي. أي قبول بها يعني تفكيك سلاح ح…

الخطة الأمريكية لوقف الحرب: الخصم الذي يتقمص دور الوسيط

لا يمكن التعامل مع أي مبادرة أمريكية لوقف الحروب في المنطقة باعتبارها خطوة حيادية أو وساطة نزيهة. فواشنطن ليست طرفًا خارجيًا يراقب الصراع من بعيد، بل هي الشريك الإستراتيجي الأوثق لإسرائيل، والداعم الأكبر لمشروعها السياسي والعسكري منذ لحظة التأسيس. إن تصوير الولايات المتحدة كوسيط لا يعدو أن يكون خدعة لغوية وسياسية، تخفي وراءها حقيقة الدور الأمريكي كطرف أصيل في المعادلة. إسرائيل في قلب القرار الأمريكي كل ما يُطرح من خطط ومبادرات يحمل بصمات إسرائيل…

الهيئة الدولية لغزة: مشروع فاشل قبل أن يبدأ

في خضم البحث عن مخرج للأزمة في غزة، يطرح الغرب فكرة إنشاء "هيئة دولية لإدارة القطاع"، بحجة إعادة الإعمار وملء "الفراغ السياسي". غير أن هذه الفكرة تبدو منذ لحظتها الأولى مشروعًا محكومًا بالفشل. فهي لا تعالج جوهر الصراع، بل تحاول الالتفاف على معطياته عبر استنساخ آليات الوصاية. السؤال الجوهري: إذا كانت إسرائيل ذاتها لم تستطع إقصاء حماس عسكريًا رغم حرب استنزاف دامت سنوات، فكيف يمكن لهيئة بيروقراطية خارجية أن تنجح فيما عجز عنه الج…

مبادرة السلام لغزة: الضغوط الدولية ومعركة التمثيل

في أروقة الأمم المتحدة تتبلور ملامح خطة دولية جديدة لإدارة الوضع في غزة، تقودها واشنطن عبر تحالف دبلوماسي يضم أطرافًا أوروبية وعربية. الفكرة الجوهرية تقوم على إنشاء هيئة انتقالية مؤقتة تتولى إدارة القطاع، تحت شعارات "إعادة الإعمار" و"ضبط الأمن"، في محاولة لتجاوز الانسداد القائم بعد الحرب. غير أن السؤال الجوهري ليس في تفاصيل الخطة بقدر ما هو في الطرف الأكثر تأثيرًا على مسارها: حماس . حماس أمام معادلة التجريد السياسي المبادرا…

أسطول الصمود: البحر يفتح ذراعيه… والعرب يغلقون الأبواب

قبل أيام فقط، انطلقت سفن أسطول الصمود البحري من عدة موانئ تونسية نحو غزة، تحمل على متنها مئات النشطاء من أكثر من أربعين دولة، في محاولة لكسر الحصار الذي يخنق القطاع منذ ما يزيد عن 18 عامًا. ورغم الهجوم بالطائرات المسيّرة على بعض السفن أثناء الرسوّ في تونس، ورغم التأجيلات اللوجستية التي أخّرت الإبحار، إلا أنّ الرحلة بدأت بالفعل، ومن المتوقع أن تستغرق نحو عشرة أيام للوصول إلى شواطئ غزة. غير أنّ العقبات الكبرى لا تأتي فقط من إسرائيل أو حلفائها الغ…

ازدواجية المعايير: خطاب إسرائيل الرسمي ينزع الإنسانية عن الفلسطينيين

في زمن الهيمنة الإعلامية والسياسية، لم تعد الكلمات مجرد أوصاف عابرة، بل تحوّلت إلى سلاح لا يقل فتكًا عن القنابل. الخطاب السياسي اليوم هو الذي يحدد صورة العدو في الوعي، ويمنح الغطاء الأخلاقي للعنف، أو يسلبه. في حالة الصراع الفلسطيني–الإسرائيلي، برزت ظاهرة خطيرة: تصريحات علنية لمسؤولين إسرائيليين تصف الفلسطينيين بالحيوانات والوحوش والمخلوقات، تمر بلا مساءلة دولية، بينما يُجرَّم أي نقد لهذا الخطاب باعتباره "كراهية" أو "معاداة للسامية…

غزة بعد 700 يوم: حرب بلا نهاية ودرس في الفشل السياسي

مرت غزة اليوم بأكثر من 700 يوم من الحرب المستمرة ، وما زالت المدينة تعاني أقصى درجات الدمار والمعاناة الإنسانية . الصراع لم يعد مجرد مواجهة عسكرية محلية، بل أصبح معركة سياسية وإستراتيجية على المستوى الدولي ، يظهر فيها ضعف المؤسسات الدولية وازدواجية المعايير في حماية المدنيين الفلسطينيين. حجم الدمار والخسائر تشير التقارير إلى تدمير آلاف المنازل والبنى التحتية الحيوية ، وانقطاع الكهرباء والماء لفترات طويلة. المستشفيات تعمل فوق طاقتها مع نقص حاد …

جرائم مكشوفة: لماذا تعلن إسرائيل عن جرائمها ضد غزة؟

التصريح العلني لإسرائيل عن عملياتها العسكرية في غزة، بما فيها ما يُصنَّف كجرائم حرب، يمثل أحد أكثر الظواهر إثارة للدهشة في الصراع الفلسطيني–الإسرائيلي. فبينما يُفترض أن مثل هذه الأعمال تُخفى أو تُبرر بشكل دبلوماسي، تختار إسرائيل العلنية الصريحة، لتكشف عن نهجها الاستراتيجي في فرض السيطرة، اختبار الردود الدولية، وترسيخ وقائع صعبة التراجع عنها . فهم هذا السلوك يتطلب تحليلًا نقديًا للخطاب السياسي الإسرائيلي وفك الآليات النفسية والسياسية التي تستند إ…

تحميل المزيد
لم يتم العثور على أي نتائج