الثقافة والدين

الإنسان الظل: حين يُفكر الذكاء الاصطناعي بدلًا عنك

في لحظة عابرة من الزمن، تحوّل الإنسان من كائن يسعى لفهم العالم، إلى مستهلك جاهز للإجابات. لم تعد الأسئلة تُطرح بحثًا عن المعنى، بل تُصاغ عبر خانات البحث، ويُنتظر أن يجيب عنها كيان غير مرئي، سريع، دقيق، محايد على ما يبدو: الذكاء الاصطناعي . ولكن، حين تُسلّم أدوات التفكير لكائن خارجك، ولو كان أذكى، هل تبقى أنت ذاتك؟ أم تصبح ظلًا فكريًا ، تتحرك بأوامر برامج تتوقع ما ستسأل، وتقرر ما يستحق أن تعرفه؟ هل نستخدم الذكاء الاصطناعي؟ أم نستعير عقولًا جاهز…

التقويم الهجري: رمزية التاريخ الإسلامي ودوره المحوري في التشريع والهوية الحضارية

التاريخ الهجري: أكثر من مجرد بداية سنة :  مع بداية كل سنة هجرية، لا يجدر بنا أن نكتفي بتذكر مناسبة تاريخية فقط، بل يجب أن نعيد النظر في ماهية هذا التقويم ودوره العميق في بناء الهوية الإسلامية والوعي الزمني للمسلمين عبر القرون. التاريخ الهجري ليس مجرد حسابات زمنية أو بداية عام جديد، بل هو ركيزة حضارية تحمل رموزًا سياسية وفكرية، ومرجعًا تشريعيًا يرتبط ارتباطًا وثيقًا بأبعاد الدين الإسلامي. التقويم الهجري ورمزيته اختيار الهجرة النبوية نقطة انطل…

الملايو: كيف أسلمت بلا جيوش؟ قراءة في أعظم انتشار ناعم للإسلام

في المدى البحري لأرخبيل الملايو، لم يكن المدّ الإسلامي إعصارًا جارفًا، بل موجة هادئة لامست الشواطئ بهدوء، ثم دخلت الأعماق بلا مقاومة.  لم تسبقه الجيوش، بل سبقته الأخلاق. لم تبشر به القلاع، بل الموانئ والأسواق.  دخل الإسلام هناك كما يدخل الضوء من نافذة مفتوحة، دون كسر ولا ضجيج. فما الذي جعل هذا التحوّل الحضاري يحدث بهذه السلاسة؟ وأي رسالة حملها أولئك الدعاة حتى آمن الناس بهم قبل أن يعرفوا أسماءهم؟

الصين : كيف صمد الإسلام رغم القمع الشيوعي؟

رغم عقودٍ من القمع الشيوعي وسياسات الإلحاد الصارمة، لم يُمحَ الإسلام من الصين، بل ظل حاضرًا في وجدان الملايين من المسلمين الصينيين. كيف حافظ هذا الدين على وجوده في بلد يُدار بقبضة حديدية ويُعاد تشكيل وعيه قسرًا؟ وهل كان الإسلام مجرد شعائر أُخفيت، أم هوية ثقافية استعصت على الذوبان؟  في هذا المقال نكشف العوامل العميقة التي جعلت الإسلام يصمد في وجه آلة التنميط الصيني. ليس لأنه أقوى من الطغيان، بل لأنه أعمق من أن يُمحى بقرار.

محمد الإنسان.. حين تسبق السيرة الرسالة

في قلب الظلمة التي غطّت الأرض قبل البعثة، بزغ نور لم يكن كغيره من الأنوار، نور تمهّد له القدر منذ سنين قبل أن يولد حامله. لم يكن محمد بن عبد الله نبيًا فقط، بل كان الإنسان الذي هيّأته الحياة، والكون، والنسب، والناس ليحمل الرسالة. سكنت فيه الملامح التي يعرفها قومه: الصدق، الأمانة، والنسب الطاهر، فكان معروفًا قبل أن يُبعث، مؤتمنًا قبل أن يُرسل. لم يحتج أن يثبت شرفه ولا نسبه، فقد شهد له أعداؤه قبل أصحابه. وهذه ليست سيرة، بل قراءة في التكوين الإنسان…

الولاء والبراء: المفهوم العقدي الذي لا يسبقه توجه

يُعدّ مفهوم الولاء والبراء من المفاهيم المركزية في بنية العقيدة الإسلامية، لا بوصفه مسألة فرعية أو سلوكًا خُلقيًا، بل باعتباره انعكاسًا مباشرًا لانتماء الإنسان إلى التوحيد . فهو ليس ترفًا فكريًا، ولا ناتجًا عن ظرفٍ سياسي، بل جزء من التصور الكلّي الذي يحدد معالم العلاقة بين المؤمن وغيره، على أساسٍ من الوحي لا من المزاج أو المصلحة . تاريخيًا، مثّل الولاء والبراء معيارًا يُفصل به بين الانتماء الحقيقي والانتماء الصوري، وهو ما يجعل هذا المفهوم ساب…

الفرق بين الدعوة الإسلامية والتنصير: جوهر الرسالة وأدوات التأثير

تطرح المقارنة بين الدعوة الإسلامية والتنصير إشكالية معرفية ودعوية عميقة، تتجاوز مجرد التمايز العقدي إلى فروقات جوهرية في المنهج، والأخلاق، والأهداف، والأساليب. فعلى الرغم من أن كليهما يدّعي إيصال "الحق"، إلا أن السياقات التاريخية، والمرجعيات الدينية، وأدوات التأثير، تضع كلًا منهما في إطار مختلف تمامًا. في هذا المقال، نسلط الضوء على الفروق الجوهرية بين الدعوة الإسلامية والتنصير، ونكشف كيف أن الاختلاف لا يكمن فقط في المعتقد، بل في طريقة…

الكالاش: شعب الألوان والجبال في قلب باكستان

في أعماق جبال شمال باكستان، وتحديدًا في وديان شترال النائية، يعيش شعب صغير فريد من نوعه يُدعى الكالاش. هم أقلية نادرة تتمسك بعقيدة قديمة وثقافة ملونة تثير فضول الباحثين والسياح على حد سواء. بلباسهم الزاهي، وطقوسهم الغريبة، وأسلوب حياتهم المختلف تمامًا عن المجتمع الباكستاني المحيط، يبدون وكأنهم قادمون من زمن آخر. يتعرض هذا الشعب لضغوط دينية واجتماعية تهدد وجوده الثقافي والديني.  ورغم ذلك، لا يزالون يقاومون الانصهار، ويتمسكون بهويتهم المميزة كرمز …

تحميل المزيد
لم يتم العثور على أي نتائج