تحليل الأحداث

خطة ترامب لوقف الحرب في غزة 2025: بين الورق والواقع الميداني

في تطور مفاجئ على صعيد النزاع الفلسطيني–الإسرائيلي، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في 4 أكتوبر 2025 عن خطة تهدف إلى وقف الحرب في قطاع غزة. هذه الخطة، التي تتضمن انسحابًا إسرائيليًا تدريجيًا، تبادل الأسرى، وفرض إدارة دولية محدودة، أثارت ردود فعل متباينة على الأرض، لكنها تكشف بوضوح مدى الفجوة بين القرارات السياسية على الورق والواقع الميداني في غزة . 1. الإعلان الأمريكي والخطوط الكبرى للخطة أعلنت إدارة ترامب أن إسرائيل وافقت على ما سمّي بـ&quo…

حماس وخطة ترامب: قراءة في الرد والرهانات والسيناريوهات

لم يمر إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن خطته الأخيرة لوقف الحرب في غزة مرورًا عابرًا. فقد جاءت الخطة – التي تضمنت عشرين بندًا أبرزها تبادل الأسرى، ووقف إطلاق النار، وتسليم إدارة غزة إلى هيئة فلسطينية مستقلة – في لحظة شديدة التعقيد، حيث تراكمت الضغوط العسكرية على حركة حماس من جهة، وضغطت الأطراف الدولية والعربية باتجاه إنهاء الحرب من جهة أخرى. لكن اللافت أن رد حماس لم يكن رفضًا قاطعًا ولا قبولًا مطلقًا، بل كان موافقة مشروطة تمزج بين المرونة …

أوكرانيا: الأزمة ضمن السياسة العالمية الجديدة

الأزمة الأوكرانية ليست مجرد صراع إقليمي بين موسكو وكييف، بل أصبحت مسرحًا لاختبار التحولات الكبرى في النظام العالمي بعد الحرب الباردة. في هذا الإطار، يمكن تفكيك تأثيرها على السياسة العالمية الجديدة بعدة محاور: 1. إعادة تعريف التحالفات الاستراتيجية الأزمة دفعت أوروبا الغربية لإعادة النظر في بنيتها الدفاعية وعلاقاتها مع الولايات المتحدة: الاتحاد الأوروبي بدأ يكتشف حدود قدراته العسكرية الذاتية، مما يعيد تعريف سياسة الاعتماد على الذات في الدفا…

فلسطين في السياسة العالمية الجديدة: بين الأزمات الإنسانية والضغط الشعبي والدبلوماسي

الأحداث الأخيرة في غزة، من اعتراض أسطول الصمود إلى الاحتجاجات العالمية واعتقالات المتظاهرين في أوروبا، تكشف أن القضية الفلسطينية تتجاوز حدود الصراع العسكري المحلي لتصبح معيارًا للتحولات الجيوسياسية العالمية . 1. الازدواجية الغربية والمصالح الاستراتيجية الغرب، بقيادة الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، يظهر ازدواجية واضحة في التعامل مع فلسطين: إدانات متكررة لانتهاكات حقوق الإنسان في غزة، وضغوط شعبية متزايدة، خاصة بعد الاعتراض الإسرائيلي لأسط…

أسطول الصمود وغزة: الهزيمة الرمزية لإسرائيل والتحدي الدولي

يشهد العالم حدثًا رمزيًا وسياسيًا كبيرًا؛ اعتراض إسرائيل أسطول الصمود العالمي المتجه إلى غزة، الذي يضم نحو 500 ناشط دولي محمّلين بمساعدات إنسانية، في محاولة لكسر الحصار المفروض على القطاع. رغم أن السيطرة الإسرائيلية على هذه السفن لم تكن مفاجئة لأي مراقب، إلا أن تداعيات هذا الاعتراض على المستوى السياسي والدولي والإعلامي، وكذلك على القضية الفلسطينية، كانت أوسع بكثير من مجرد عملية عسكرية، لتكشف هشاشة الموقف الإسرائيلي على الساحة الدولية. السيطرة ا…

القادة العرب وخطة ترامب: ازدواجية السلطة والتخاذل السياسي تجاه غزة

في خضم الحرب المستمرة في غزة، طرح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خطة من 20 بندًا تدّعي أنها تهدف إلى وقف القتال، لكنها في الواقع وُضعت لتُرفض قبل أن تُقبل ، وهي خطة تمحور معظمها حول حماية مصالح إسرائيل وإضعاف موقف المقاومة الفلسطينية . هذا الموقف الأمريكي، الذي يركز على احتواء غزة وإضعاف حماس، كشف بما لا يدع مجالًا للشك حقيقة ازدواجية دور القادة العرب في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي ، وكيف أصبح دعمهم لإسرائيل والتخاذل تجاه غزة سياسة ثابتة تتكرر عند…

لعبة المقترحات المستحيلة: كيف يوظّف ترامب الرفض العربي؟

في السياسة الأميركية، لا تُطرح المبادرات من أجل الحل دائمًا، بل كثيرًا ما تكون أدوات لإدارة الصراع وتوجيه السردية. مقترحات ترامب حول القضية الفلسطينية شكّلت نموذجًا صارخًا لهذا النمط: شروط أقصى، يعرف الجميع أنها سترفض، لكنها مع ذلك تُطرح بثقل "خطة سلام". فما الذي يريده ترامب من مقترحات يعلم مسبقًا أنها ستسقط؟ مقترحات قصوى لا للقبول بل للضغط من خلفيته كرجل صفقات، يتبنى ترامب تكتيك "الإغراق بالمستحيل": طرح شروط قصوى لا يُنتظر…

الخطة الأمريكية لوقف الحرب: هدنة أم استسلام مقنّع؟

منذ أن أعلن دونالد ترامب عن مبادرته الجديدة لوقف الحرب في غزة، بدا واضحاً أن ما يسمى بـ"خطة السلام" ليست سوى نسخة منقحة للشروط الإسرائيلية القديمة. فالوثيقة لا تعكس توازناً سياسياً، ولا تُقدم ضمانات حقيقية للجانب الفلسطيني، بل تُكرّس معادلة القوي الذي يفرض شروطه على الضعيف. لغة الهدنة أم منطق الاستسلام؟ تستخدم الخطة لغة إنسانية جذابة مثل "وقف إطلاق النار" و"إعادة الإعمار" ، لكنها تُخفي خلف هذه الكلمات التزاماً صري…

حماس والخطة الأمريكية: رفض لا يقود إلى النهاية بل إلى معادلة جديدة

منذ طرح الخطة الأمريكية لوقف الحرب، بدا واضحًا أن بنودها كُتبت بمداد إسرائيلي، وأنها لا تقدم شيئًا سوى صياغة جديدة لشروط الاستسلام. لذلك فإن رفض حماس متوقع، بل طبيعي، لأنها ترى أن الموافقة على هذه البنود تعني تسليم مشروعها السياسي والعسكري، والقبول بمنطق "هزيمة مضمونة" تحت غطاء دبلوماسي. خطة بلا حياد الخطة لا تساوي بين طرفين، بل تضع المقاومة في خانة المتهم الدائم، وتمنح إسرائيل كامل الغطاء الأمني والسياسي. أي قبول بها يعني تفكيك سلاح ح…

أوروبا بين فكي واشنطن وموسكو: هل تقبل أن تصبح أوكرانيا جديدة؟

منذ اندلاع الحرب الأوكرانية، تعيش أوروبا هاجسًا عميقًا: هل ستجد نفسها يومًا ما في مواجهة مباشرة مع روسيا، بينما تكتفي الولايات المتحدة بدور الداعم من بعيد؟ السؤال لم يعد نظريًا، فالنموذج الأوكراني قائم أمام الأعين: بلد دُمّر، اقتصاد انهار، ومجتمع أُنهك، في حرب لا يُحسم فيها سوى مصالح الكبار. الحرب بالوكالة: أوروبا خط الدفاع الأول منذ البداية، تعاملت واشنطن مع أوكرانيا كـ"حصن متقدم" في وجه موسكو، بينما بقيت الأراضي الأمريكية بعيدة عن …

انسحاب مندوبي الدول من خطاب نتنياهو: عزلة بصرية تكشف الحقيقة

في المشهد السياسي الدولي، لا تُقاس المواقف دائماً بما يُقال، بل أحياناً بما لا يُقال، أو بما يُرفض سماعه. هكذا تجلى المشهد عندما انسحب عدد من مندوبي الدول من خطاب بنيامين نتنياهو، تاركين مقاعد فارغة أمام عدسات الكاميرات، في لحظة محمّلة بالرمزية والدلالات. هذه الخطوة لم تكن إجراءً بروتوكولياً عابراً، بل رسالة سياسية واضحة تعكس أزمة الخطاب الإسرائيلي وعزلته المتصاعدة. عزل نتنياهو في قلب المنصة حين يخاطب رئيس وزراء إسرائيل العالم، فهو يسعى لإظهار…

الهيئة الدولية لغزة: مشروع فاشل قبل أن يبدأ

في خضم البحث عن مخرج للأزمة في غزة، يطرح الغرب فكرة إنشاء "هيئة دولية لإدارة القطاع"، بحجة إعادة الإعمار وملء "الفراغ السياسي". غير أن هذه الفكرة تبدو منذ لحظتها الأولى مشروعًا محكومًا بالفشل. فهي لا تعالج جوهر الصراع، بل تحاول الالتفاف على معطياته عبر استنساخ آليات الوصاية. السؤال الجوهري: إذا كانت إسرائيل ذاتها لم تستطع إقصاء حماس عسكريًا رغم حرب استنزاف دامت سنوات، فكيف يمكن لهيئة بيروقراطية خارجية أن تنجح فيما عجز عنه الج…

مبادرة السلام لغزة: الضغوط الدولية ومعركة التمثيل

في أروقة الأمم المتحدة تتبلور ملامح خطة دولية جديدة لإدارة الوضع في غزة، تقودها واشنطن عبر تحالف دبلوماسي يضم أطرافًا أوروبية وعربية. الفكرة الجوهرية تقوم على إنشاء هيئة انتقالية مؤقتة تتولى إدارة القطاع، تحت شعارات "إعادة الإعمار" و"ضبط الأمن"، في محاولة لتجاوز الانسداد القائم بعد الحرب. غير أن السؤال الجوهري ليس في تفاصيل الخطة بقدر ما هو في الطرف الأكثر تأثيرًا على مسارها: حماس . حماس أمام معادلة التجريد السياسي المبادرا…

قصف قطر: استمرار التوتر الذي لا يتجاوز العناوين

الهجوم الإسرائيلي على قطر فتح بابًا واسعًا للتوتر الإقليمي، لكنه في الوقت ذاته أظهر حدود هذا التوتر. إذ إن ردود الأفعال العربية والدولية لم تتجاوز البيانات التقليدية من شجب وإدانة، لتعيد إنتاج المشهد المعتاد: قصف → استنكار → لا تغيير فعلي . هذا النمط ليس مجرد صدفة، بل يعكس معادلة سياسية ثابتة تحكم المنطقة. التوتر المحكوم بسقف الخطاب كلما حدث اعتداء مباشر، يعلو سقف اللغة الإعلامية: "تصعيد خطير"، "تهديد للأمن الإقليمي"، "…

إيطاليا والقافلة: تحريف المسار لإفشال مهمة الصمود الرمزية

القافلة البحرية العالمية "قافلة الصمود" انطلقت بهدف تحدي الحصار الإسرائيلي عن غزة، وتقديم دعم رمزي وفعلي لسكان القطاع، لتكون رسالة تضامن دولية قوية. لكن ما حدث خلال الأيام الماضية كشف دور الحكومة الإيطالية في تحريف مسار القافلة ، وتحويلها من فعل سياسي رمزي إلى عملية لوجستية عادية، تهدف عمليًا إلى إفشال الرسالة السياسية للمبادرة . تحريف المسار: من غزة إلى قبرص اقتراح الحكومة الإيطالية بإنزال المساعدات في ميناء قبرص بدل غزة، رغم حجج …

أفغانستان: ترامب بين وهم العودة واستحالة الواقع

منذ أن أعلن دونالد ترامب رغبته في "العودة إلى القاعدة الأمريكية في أفغانستان"، بدا تصريحه أقرب إلى وهم سياسي منه إلى خطة عسكرية ممكنة. فأفغانستان لم تكن ساحة حرب عابرة، بل مستنقعًا غاصت فيه الولايات المتحدة عشرين عامًا قبل أن تخرج مثقلة بالهزائم والخسائر. فكيف يمكن أن يفكر ترامب بالعودة إلى ساحة لم تستطع بلاده أن تغادرها إلا بعد عقدين من الاستنزاف؟ الخطاب الشعبوي: استدعاء صورة أمريكا القوية الخطاب موجه بالأساس إلى الداخل الأمريكي. تر…

الاعتراف البريطاني بفلسطين: بين الرمزية والجبر السياسي

منذ إعلان رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر نيته الاعتراف بدولة فلسطين، سارع الإعلام الغربي والعربي إلى تضخيم الخطوة باعتبارها “منعطفًا تاريخيًا”. غير أن القراءة المتأنية تكشف أن الاعتراف ليس سوى أداة سياسية جديدة في يد القوى الغربية، تُستعمل لتجميل صورة سياساتها الاستعمارية المعاصرة، أكثر مما هي نصرة حقيقية للشعب الفلسطيني. من وعد بلفور إلى الاعتراف الرمزي اللافت أن بريطانيا هي ذاتها التي وضعت الأساس القانوني والسياسي لإقامة إسرائيل عبر وعد ب…

موت العدالة الدولية: حين تتحول الجريمة إلى نظام

لم يعد العالم يعيش زمن ازدواجية المعايير، بل زمن سقوطها التام. الفيتو الأمريكي لم يعد مجرد إجراء سياسي لتعطيل قرار، بل إعلان واضح أن القانون الدولي مات، وأن ما يحكم البشرية اليوم هو القوة العارية وحدها. لم تعد الجرائم بحاجة إلى تبرير أو تمويه؛ بل تُرتكب أمام العالم علنًا، بينما المؤسسات الدولية تُستخدم كغطاء يشرعن غياب العدالة بدلًا من تحقيقها. من ازدواجية المعايير إلى غياب المعايير لطالما كان الخطاب الغربي يتستّر وراء شعارات القانون والشرعية …

قمة الدوحة: اجتماع طارئ من أجل الإسراع في إعلان العجز

في أعقاب الضربة الإسرائيلية على العاصمة القطرية دوحة، انعقدت قمة طارئة للدول العربية والإسلامية، وسط توقعات بإصدار بيان رسمي يُظهر موقفًا جماعيًا ضد الهجوم. لكن الحقيقة الاستراتيجية تتجاوز الشكل والرمزية الإعلامية: القمة لا تهدف لحماية أي دولة أو حماية شعوبها، بل هي اعتراف رسمي بالعجز الكامل لهذه الدول أمام الهيمنة الأمريكية والإسرائيلية، وفضح مكانتها المخزية أمام شعوبها . 1. القمة كإقرار بالعجز الاجتماع ليس أكثر من إعلان رسمي عن عدم القدرة عل…

قمة الدوحة 2025: اتفاق تاريخي هام على عدم فعل شئ

في ظل تصاعد الأحداث الأخيرة في الشرق الأوسط، انعقدت القمة العربية والإسلامية الطارئة في الدوحة يوم 15 سبتمبر 2025، بعد الهجوم الإسرائيلي الذي استهدف قيادات من حركة حماس داخل العاصمة القطرية. وقد تركزت وسائل الإعلام على البيان الختامي للقمة، الذي وصف بأنه “قوي ولغة حازمة”، حيث دعا الدول العربية والإسلامية إلى مراجعة علاقاتها الدبلوماسية والاقتصادية مع إسرائيل وفرض بعض القيود عليها. البيان بين الشكل والمضمون على الورق، يبدو البيان خطوة جريئة وغ…

تحميل المزيد
لم يتم العثور على أي نتائج