
السرد الرسمي: التاريخ كقصة وطنية موحّدة
تعتمد المناهج الرسمية على تقديم التاريخ كمسيرة متجانسة للأمة، تبدأ من "البطولات المؤسسة" وتصل إلى "الحكم الرشيد"، مع التركيز على إنجازات الزعماء وإهمال الأزمات، الصراعات الداخلية، أو الانتكاسات الكبرى، مما يصنع وعيًا زائفًا بالماضي ويغلق باب النقد.
تغييب الوعي النقدي
لا تشجع المناهج على التساؤل أو التحليل، بل تُكرّس الحفظ والتلقين، وتُقدَّم الرواية الرسمية كحقيقة مطلقة. وبهذا تتحول المدرسة إلى أداة لإعادة إنتاج السلطة، وليس لتكوين مواطن ناقد مدرك لتاريخه بتعقيداته ومآسيه.
تأثيرات هذا التوجيه
ينتج عن هذا النمط من التعليم أجيالٌ غير قادرة على قراءة الأحداث قراءة مستقلة، وتعيد تكرار الروايات الرسمية دون مساءلة. كما يخلق انقسامًا بين الوعي المدرسي والواقع السياسي الذي يراه الطالب في حياته اليومية.
قراءة بديلة: نحو تعليم نقدي ومتحرر
ينبغي أن تتحول مناهج التاريخ إلى مساحة لعرض وجهات نظر متعددة، وتشجيع الطلاب على التفكير النقدي، ومقارنة المصادر، وتحليل الأسباب والنتائج، بدلاً من فرض سرد واحد يُبجّل السلطة ويتجاهل النضالات الشعبية.
خاتمة
إصلاح مناهج التعليم هو خطوة ضرورية لاستعادة الوعي التاريخي الحقيقي، وكسر دائرة التلقين التي تُغذي الخضوع. فالتاريخ الذي لا يُسائل لا يُحرر، والتعليم الذي لا يعلّم النقد لا يصنع مواطنًا حرًا.