
تمامًا كما يجتمع الممثلون بعد العرض لتقديم التحية للجمهور، وهم يعلمون أن المشهد انتهى، وأن كل كلمة قيلت على الخشبة كانت مكتوبة سلفًا... كذلك تفعل الأمم في قممها الكبرى. الكواليس كانت تحرّك المشهد منذ البداية، والمفاوضون الحقيقيون غادروا المسرح قبل أن يصفق أحد.
البيانات الختامية في هذه القمم تُكتب بلغة مدروسة: لا تُلزم أحدًا بشيء، لكنها تُعطي إيحاءً بالاتفاق والتقدم. كلمات مثل "نؤكد على أهمية..."، "نعرب عن قلقنا..."، "ندعو إلى..."، تملأ الصفحات، وتُقدَّم للإعلام كإنجازات، بينما الواقع لا يتغير إلا بالقدر الذي تريده القوى الخفية التي صاغت النصوص خلف الأبواب المغلقة.
حتى الخلافات الكبرى تُدار بأسلوب مسرحي: تظهر "اختلافات في وجهات النظر"، بينما الاتفاق الحقيقي قد يكون موجودًا، لكنه غير معلن، لأن وظيفته أن يبقى طي الكتمان، أو أن يُستخدم كورقة ضغط لاحقًا.
القمة ليست المكان الذي يُصنع فيه القرار، بل اللحظة التي يُسوّق فيها القرار للناس. لذلك لا يغرّك اجتماع الرؤساء ولا أضواء التصوير، فالمشهد الحقيقي حدث قبل أن يُرفع الستار.