
آسيا كانت دائمًا مسرحًا حيويًا لتقاطع الحضارات وتنافس الإمبراطوريات، لكن القرن العشرون وبداية القرن الواحد والعشرين كشف عن بعد جديد للصراع: صراع القمم الكبرى على النفوذ السياسي والاقتصادي والعسكري. من شبه القارة الهندية إلى غابات فيتنام، ومن جبال أفغانستان إلى دلتا كوريا، شهدت القارة سلسلة من الحروب التي لم تكن مجرد نزاعات محلية، بل امتدادًا لمعركة الأيديولوجيات العالمية: الشيوعية والرأسمالية، القوة الإمبراطورية والسيادة الوطنية، الهيمنة الخارجية والإرادة الشعبية.
هذه السلسلة تجمع خمس حروب مفصلية: الحرب الكورية، الحرب الفيتنامية الأمريكية، الحرب الهندية وتقسيم شبه القارة، الحرب الأفغانية السوفياتية، والغزو الأمريكي لأفغانستان 2001. كل صراع منها يضيء جانبًا من ديناميات القوة العالمية، ويظهر كيف يمكن لمصالح القوى الكبرى أن تعيد رسم الحدود، وتعيد تشكيل السياسات، بل وتغيّر مصير شعوب بأكملها.
هدف السلسلة ليس مجرد سرد الأحداث، بل تفكيك ما وراء الرواية: تحليل دوافع القوى الدولية، فهم تأثير التدخلات الخارجية على مجريات الحروب، وقياس الخسائر البشرية والمادية، ورصد نتائجها طويلة المدى. هذه الحروب، رغم اختلاف أزمنتها، تشترك في درس واحد واضح: القوة الخارجيّة لا تضمن السيطرة، والإرادة المحلية قد تغيّر موازين التاريخ.