
في الظاهر، تبدو السياحة وسيلة للترفيه والراحة، تجربة ممتعة تمثل الحرية والرفاهية، لكن وراء هذه الواجهة الزاهية تختبئ شبكة معقدة من السيطرة الاقتصادية والسياسية. السياحة اليوم ليست مجرد رحلة للمتعة، بل أداة تُوظف لصناعة الرغبات، توجيه الأذواق، وتحقيق أرباح هائلة لفئة محددة من القوى العالمية، في حين يُستتَر على الفقر واللامساواة الناتجين عن هذه الصناعة. ما يُعرض للزائر غالبًا ليس الحقيقة الكاملة، بل نسخة معدلة بعناية، صُممت لتسيطر على ما يراه ويختبره ويعتقد أنه حر في اختياره.
سلسلة "الاقتصاد السياحي" تكشف هذه الطبقات الخفية، من تحليل صناعة السياحة على المستوى العالمي، إلى دراسة الأمثلة العملية في مناطق مثل تركيا، حيث تتقاطع القوة الاقتصادية مع الثقافة وصناعة الصورة. نبحث في الفرق بين السياحة الحرة والسياحة المعلّبة، ونفكك كيف يتحوّل المكان إلى منتج للاستهلاك، خالٍ من روحه الحقيقية، وكيف تُدار تجربة السائح لتصبح تجربة مبرمجة تُمليها السوق.
كل مقال في السلسلة يقدم زاوية نقدية مختلفة لفهم السياحة كأداة تحكم، ليست مجرد اقتصاد أو تسلية، بل قوة قادرة على تشكيل وعي الأفراد والمجتمعات، وإعادة صياغة الحرية والخيارات وفق مصالح خفية.
