مثبت: مقالات

مراكز الإغاثة في غزة: حين تتحوّل المساعدات إلى فخّ للقتل الجماعي

في واحدة من أكثر فصول الحرب على غزة دمويةً ووقاحةً، نشرت صحيفة هآرتس الصهيونية تقريرًا صادمًا تضمّن شهادات لضباط وجنود في جيش الاحتلال، يؤكدون فيها أنهم تلقّوا تعليمات مباشرة بإطلاق النار على الفلسطينيين المتجمهرين قرب مراكز توزيع المساعدات الإنسانية في قطاع غزة. هذه الشهادات، التي صدرت عن داخل المؤسسة العسكرية الصهيونية ذاتها، ليست فقط اعترافًا بجريمة حرب واضحة المعالم، بل تكشف عن طبيعة المشروع الصهيوني القائم على القتل الممنهج للفلسطينيين حتى…

الدولة الفلسطينية القادمة بعد زوال إسرائيل: ملامح مشروع تحرري جديد

حين يُطرح سؤال الدولة الفلسطينية "بعد زوال إسرائيل"، نحن لا نتحدث عن سيناريو خيالي، بل عن احتمال استراتيجي بدأ يتسلل إلى عقول الكثيرين مع تفكك صورة إسرائيل كقوة لا تُقهر، وتصاعد التناقضات الداخلية فيها، وتآكل شرعيتها الأخلاقية والوظيفية. هذا السيناريو يُعيد القضية الفلسطينية إلى أصلها: لا كصراع حدود، بل كتحرر من استعمار إحلالي. فكيف تبدو ملامح هذه الدولة؟ وما هو شكلها السياسي، وهويتها، ووظيفتها الحضارية في مرحلة ما بعد الكولونيالية؟ فل…

المقاومة في غزة بعد الحرب: من التكتيك إلى التوازن

في لحظات ما بعد الحرب، حين تتساقط الأنقاض، ويعود الصمت المؤقت، تبدأ المعارك الحقيقية : معركة الوعي، ومعركة إعادة التموضع، ومعركة الردع القادم. فالمقاومة في غزة لم تُهزم، لكنها خرجت من حرب مدمّرة، وعلى طاولتها ثلاثة تحديات كبرى: إعادة البناء، تثبيت الردع، واستعادة زمام المبادرة . 1. من استنزاف إلى صمود: قراءة لما حدث في الحرب الأخيرة، تحوّلت غزة إلى ساحة اختبار للنيران متعددة الاتجاهات. ورغم تفوق إسرائيل الجوي والتكنولوجي، أثبتت المقاومة ا…

قطر: اللاعب الصغير وصناعة الأثر الكبير

حين يُذكر الشرق الأوسط، تطغى أسماء القوى التقليدية: السعودية، إيران، تركيا، إسرائيل. وسط هذه الأسماء الثقيلة، تقف قطر كدولة صغيرة جغرافيًا وسكانيًا، لكنها ذات حضور سياسي وإعلامي لا يتناسب مع حجمها، بل يتجاوزه. فما هو سر هذا الحضور؟ وكيف نجحت قطر في أن تتحول من دولة هامشية إلى وسيط دائم، ومؤثر خفي، ومحلّ ارتياب دائم في آنٍ واحد؟ في لعبة الأمم، لا يلزمك أن تكون كبيرًا لتؤثر، بل أن تعرف أين تقف، ومتى تتحرك، ومع من تتقاطع المصالح . وقطر تُجيد هذ…

البولندي الذي يريد أن يحكم العالم العربي

نتنياهو ومشروع الهيمنة الصهيونية الجديدة ليس مجرد زعيم سياسي. نتنياهو هو تجسيد حي لمرحلة استعمارية متجددة، يتقن لعبة القوة، ويتقن أكثر هندسة الانهيار العربي من الداخل. يظهر بمظهر السياسي البراغماتي، لكنه في العمق يؤمن أن إسرائيل ليست فقط "دولة طبيعية" وسط محيط عربي، بل أنها يجب أن تقود هذا المحيط. وما من وسيلة لتحقيق ذلك سوى تحويل العالم العربي إلى مساحة فارغة من الإرادة، مفككة البنى، مخصية السيادة، مهووسة بالأمن، ومستعدة للتحالف مع ج…

إيران: هل هي فعلًا الشر الأخطر والعدو الأوحد يهدد العالم؟

تفكيك الرواية الغربية ومصالح العداء المصنوع: في كل مرة تشتعل فيها التوترات في الشرق الأوسط، تتجه كاميرات الإعلام الغربي، وتصريحات الساسة، وتحليلات "الخبراء"، إلى جهة واحدة: إيران. تُصوَّر إيران وكأنها العدو المطلق، محور الشر، مصدر الخطر الوجودي، ومهدّد النظام العالمي. لكن خلف هذا الإجماع الإعلامي والسياسي الصاخب، يقف سؤال بسيط لا أحد يطرحه: هل تستحق إيران فعلًا كل هذا؟ العدو الذي لا يُسمح له أن يكون غير عدو منذ أن نَعتها جورج بوش ع…

كيف يمكن أن تصبح بعض الحروب خدمة مجانية لخصومك؟

حين تختار الحرب التي تخدم أعداءك: متى تكون المعركة مكيدة لا نصرًا؟ في التاريخ الاستراتيجي، لم تكن كل الحروب التي خاضتها القوى الكبرى انتصارات فعلية. بل إن بعضها، رغم الفوز العسكري فيها، تحوّل إلى خسارة استراتيجية طويلة الأمد . والسبب؟ أن العدو الحقيقي لم يكن على الأرض التي غزيت، بل على الضفة الأخرى يراقب ويستفيد. السؤال الأهم إذًا ليس فقط: هل سننتصر؟ بل: لمن سيعود نفع هذا الانتصار، ولو بعد حين؟ الحروب ليست دائمًا بين جيشين في الظاهر، الحرب م…

كيف تقرأ القوى الكبرى الحرب دون أن تتدخل؟

الصمت المُكلّف والمواقف الرمادية : بينما تتطاير الصواريخ وتشتعل الجبهات بين إيران وإسرائيل، تراقب القوى الكبرى من بعيد، متجنبة التورط المباشر، مكتفية بتصريحات عامة، وتوازنات دقيقة. فكيف تنظر كل من أمريكا، روسيا، الصين، وأوروبا إلى هذه الحرب؟ وما هي حساباتهم العميقة خلف هذا "الصمت المحسوب"؟ ولماذا لا تتدخل أي من هذه القوى رغم إدراكها لحجم الخطر؟ أولًا: الولايات المتحدة – بين الحليف المدجّن والردع المضبوط رغم الدعم الكامل لإسرائيل، ت…

من يصنع الترند في العالم العربي؟ شبكات النفوذ وراء الثقافة السطحية

في العالم العربي، لا يكاد يخلو يوم من ترند جديد يشغل الناس، ويستهلك أعمارهم في النقاش والجدل والمشاعر. لكن حين نتأمل هذا السيل من المواضيع "الرائجة"، نكتشف أنها في الغالب سطحية، عابرة، منفصلة عن القضايا المصيرية التي تمس الوعي والكرامة والمستقبل. فكيف تتشكل هذه الظواهر؟ ومن يصنع "الترند"؟ وهل هي تعبير عن نبض الناس فعلًا، أم أنها أداة توجيه تُدار من خلف الستار؟ هذا المقال يحاول تفكيك شبكات النفوذ التي تصنع ثقافة الترند، وتحول …

الخليج على خط النار: كيف تهز حرب إيران وإسرائيل معادلات الأمن والاقتصاد في المنطقة؟

في خضم المواجهة المفتوحة بين إيران وإسرائيل، تجد دول الخليج نفسها في قلب العاصفة، لا بوصفها طرفًا مباشرًا، بل باعتبارها رقعة استراتيجية حساسة في خريطة الصراع. ورغم مساعي الحياد العلني، إلا أن الحسابات الجيوسياسية والارتباطات العسكرية والاقتصادية تفرض على دول الخليج أدوارًا لا يمكن تجنبها. فكيف تؤثر هذه الحرب على مستقبل المنطقة؟ وهل تستطيع دول الخليج الحفاظ على أمنها واستقرارها وسط التوتر الإقليمي المتصاعد؟ دول الخليج بين فكي كماشة: الجغرافيا وال…

أردوغان والعلمانية: من محاربة الأديان إلى شعار حرية الأديان

في قلب الساحة التركية، شهدت العلاقة بين الدين والدولة تحولات عميقة، لا سيما خلال حكم رجب طيب أردوغان وحزب العدالة والتنمية. حيث شهدت تركيا انتقادات لنظام العلمانية الصارمة التي وضعت الأديان في إطار ضيق ومقيد، إلى محاولة إعادة تعريف العلاقة بين الدولة والدين بما يراعي تعددية الأديان وحرية المعتقد. هذا التحول لم يكن مجرد تغيير في الخطاب، بل تعبير عن صراع أيديولوجي عميق حول طبيعة الدولة الحديثة في بلد يحكمه إرث علماني قوي. العلمانية التركية: محارب…

بحر الصين الجنوبي: صراع السيادة والتوازنات الكبرى في قلب آسيا

في قلب المحيطين الهندي والهادئ، وعلى تخوم الجغرافيا البحرية الأكثر حيوية في العالم، يحتدم نزاع قد يبدو للوهلة الأولى خلافًا حدوديًا تقليديًا، لكنه في جوهره مرآة لصراع القوى الكبرى على النفوذ وإعادة تشكيل النظام العالمي. إن بحر الصين الجنوبي، الذي تمر عبره ثلث التجارة البحرية العالمية، لم يعد مجرد ساحة للملاحة أو استخراج الموارد، بل تحوّل إلى مسرح مكشوف للتصعيد العسكري، والاستعراض السيادي، وتنافس الروايات القانونية. ففي حين تتمسك الصين برواية &qu…

هل كانت الدولة العثمانية إمبراطورية قمع أم حصنًا مقاومًا؟

سؤال "هل كانت الدولة العثمانية إمبراطورية قمع أم حصنًا مقاومًا؟" هو سؤال محوري يتعلّق بإعادة قراءة التاريخ من منظور تحليلي ناقد، بعيدًا عن الثنائيات التبسيطية التي ترسّخها الخطابات الإيديولوجية، سواء تلك التي تمجّد العثمانيين بوصفهم "الخلافة الإسلامية المجيدة"، أو التي تهاجمهم باعتبارهم "احتلالًا تركيًا قمعيًا". لذا، يمكن تقديم الإجابة في إطار مقال تحليلي كما يلي: هل كانت الدولة العثمانية إمبراطورية قمع أم حصنًا م…

الهدف المعلن والهدف الخفي في الأحداث: كيف نعرف الحقيقة؟

في كل حادثة كبرى، سواء كانت سياسية، أمنية، إعلامية، أو حتى إنسانية، يظهر للرأي العام "هدف معلن" تُقدمه الجهات الفاعلة أو الناقلة للحدث كأنه الحقيقة الوحيدة. هذا الهدف غالبًا ما يُصاغ بلغة نبيلة: حماية المدنيين، الدفاع عن الديمقراطية، الردع، التوازن، مكافحة الإرهاب، أو حفظ الاستقرار. لكن، خلف هذه الشعارات، قد يكمن "هدف خفي" هو المحرك الحقيقي للحدث، والذي لا يُقال، بل يُدار في الظل. الفرق بين الهدف المعلن والهدف الخفي الهدف …

كيف نكشف صدقية الخبر؟ من تفكيك الحدث إلى تفكيك الخطاب

في زمن تسونامي المعلومات، لم يعد السؤال الأهم: "ماذا حدث؟"، بل أصبح: "من الذي قال إنه حدث؟ ولماذا قاله بهذه الطريقة؟". فـالخبر في الإعلام لم يعد مجرد نقل لوقائع، بل أداة تُستخدم لإنتاج وعي، وتوجيه شعور، وتحديد موقف . وفي هذا السياق، لا تكفي تقنيات "التحقق من المعلومة"، بل يجب استخدام أدوات أعمق تكشف البنية الخفية للخبر، وتفكك دوافعه، وتقرأ غايته. أولًا: المصدر ليس بريئًا.. بل هو جزء من الخبر حين يُقال إن "الم…

ما سر صمود أهل غزّة رغم الإبادة والتجويع وتواطؤ الحصار العالمي؟

في زمن تكشّفت فيه الأقنعة، وتهاوت فيه الشعارات، تقف غزّة وحدها لا كمجرد مدينة، بل كحقيقة تفضح زيف العالم. تُقصف، تُحاصر، تُجَوَّع، وتُتْرَك وحيدة، ثم تُسأل: لماذا لا تموتين؟ السؤال في حدّ ذاته يعكس عجز العالَم لا عن الفهم، بل عن التصديق بأن هناك من ما زال يؤمن بشيء أثمن من الحياة: الكرامة. فهل سرّ الصمود في السلاح؟ في الأنفاق؟ في الحجارة؟ لا. السر أعمق من كل هذا. إنه في الإنسان الذي لم يعد يُشبه هذا العصر. الإيمان لا يُقصف لا يملك أهل غزّة رفا…

من الذي يجب تفكيكه: المقاومة أم الاحتلال؟

في عالمٍ مُختل المعايير، لا يُسأل المحتل عن جريمته، بل يُحاسَب الضحية على صراخها. هكذا يبدو المشهد السياسي الدولي اليوم، حيث يتعالى الصوت المطالب بـ"تفكيك حماس" كشرط للسلام، بينما يُغضّ الطرف تمامًا عن وجود كيان احتلالي عنصري توسّعي يُدعى إسرائيل، يُمارس الإبادة ويُعامل كأنه كيان شرعي يجب "حمايته". الخطاب السائد اليوم في المؤتمرات الدولية، كما في الإعلام الغربي والعربي الرسمي، ليس خطابًا يبحث جذور الصراع، بل يسعى لتصفية المق…

تحميل المزيد
لم يتم العثور على أي نتائج