لم تكن الحرب بين إيران وإسرائيل احتمالًا مستبعدًا في خريطة الشرق الأوسط المضطربة، بل كانت "حتمية مؤجّلة"، تنتظر لحظة الانفجار. تراكمت التوترات على مدى سنوات، بين ضربات إسرائيلية خاطفة لمواقع إيرانية في سوريا، وتصعيد إيراني غير مباشر عبر أذرعها الإقليمية، وصولًا إلى مرحلة من العداء المعلَن والخطاب المتحدّي بين العاصمتين. كل طرف كان يعلم أن المواجهة المباشرة تعني عبور نقطة اللاعودة، لكن الخطوط الحمراء سقطت واحدة تلو الأخرى، حتى جاءت الشرارة.
أولًا: خلفيات وأسباب الحرب
1. البرنامج النووي الإيراني:
-
كان توسّع إيران في تخصيب اليورانيوم وتطوير قدرات الصواريخ البالستية يشكّل تهديدًا وجوديًا بالنسبة لإسرائيل، التي ترى في امتلاك إيران لسلاح نووي كسرًا لتوازن الردع.
2. تصاعد الهجمات بالوكالة:
-
إسرائيل كثّفت ضرباتها في سوريا والعراق ولبنان ضد مخازن أسلحة إيرانية، بينما ردّت إيران عبر "محور المقاومة" بضربات صاروخية محدودة، دون اشتباك مباشر.
3. الانفجار السياسي بعد اغتيال شخصية إسرائيلية:
-
في 7 مايو 2025، أعلنت إيران رسميًا مسؤوليتها عن عملية اغتيال جنرال إسرائيلي بارز في عملية استخبارية خارجية. كان هذا أول اعتراف مباشر من طهران بعمل عسكري ضد إسرائيل، وتحوّلًا خطيرًا في قواعد الاشتباك.
ثانيًا: البداية الفعلية للحرب
في فجر يوم 10 مايو 2025، أطلقت إسرائيل أولى ضرباتها الجوية المباشرة داخل الأراضي الإيرانية، مستهدفة منشأة نووية قرب "أراك" ومواقع دفاع جوي. وردّت إيران في مساء اليوم نفسه بأكبر هجوم صاروخي ومسيّرات في تاريخها، تجاوز الـ300 هدف داخل العمق الإسرائيلي، بما في ذلك تل أبيب وبئر السبع. دخل الطرفان مرحلة الحرب المفتوحة رسميًا.
ثالثًا: تسلسل أهم الأحداث منذ بداية الحرب حتى اليوم
- بدأت الحرب في 10 مايو 2025، عندما شنّت إسرائيل أولى ضرباتها الجوية على أهداف داخل إيران، مما دفع طهران إلى ردّ مكثف باستخدام الصواريخ والطائرات المسيّرة.
- في الفترة بين 11 و13 مايو، تصاعد القصف المتبادل بشكل كبير، حيث استهدفت إسرائيل مواقع نووية إيرانية، في حين ضربت إيران منشآت طاقة إسرائيلية رئيسية.
- بحلول 15 مايو، أصيب مستشفى سوروكا في بئر السبع إصابة مباشرة بصاروخ إيراني، مما أسفر عن سقوط عشرات القتلى والجرحى، في واحدة من أكثر الهجمات دموية حتى ذلك الوقت.
- وفي 18 مايو، أعلنت إسرائيل عن نجاحها في تدمير جزء من منشأة "فوردو" النووية الواقعة تحت الأرض، مستخدمة قنابل خارقة للتحصينات.
- في 21 مايو، أصدرت الولايات المتحدة تحذيرًا شديد اللهجة لإيران بشأن أي استخدام لأسلحة كيميائية أو تهديد لمضيق هرمز، تزامنًا مع حشد عسكري أمريكي كبير في مياه الخليج.
- وبحلول 25 مايو، ارتفع عدد الضحايا المدنيين في كلا الجانبين، ووردت تقارير عن عمليات تهجير داخلي واسعة داخل العاصمة الإيرانية طهران نتيجة القصف الإسرائيلي المستمر.
- وفي 1 يونيو، كشفت تقارير استخباراتية غربية عن تورط كل من موسكو وبكين في تزويد إيران بمعلومات استخباراتية عبر الأقمار الصناعية العسكرية، ما أعطى الحرب بعدًا دوليًا خطيرًا.
- في 5 يونيو، شنت إسرائيل قصفًا مكثفًا على مواقع تابعة لحزب الله في الجنوب اللبناني، بعد محاولات متكررة لإطلاق صواريخ من الأراضي اللبنانية.
- وبتاريخ 10 يونيو، عُقد اجتماع طارئ في مجلس الأمن الدولي، وسط تهديد إسرائيلي باستخدام "سلاح غير تقليدي" في حال استمرار الهجمات الإيرانية المكثفة.
- في 15 يونيو، قامت إيران بقصف ميناء حيفا باستخدام صواريخ كروز، مما أدى إلى تعطيل جزئي في حركة الملاحة بالبحر المتوسط.
- في 20 يونيو، لا يزال القصف المتبادل مستمرًا، وسط انقسام دولي واضح حول شرعية الردع، مع تصاعد التوتر السياسي والعسكري في منطقة الخليج.
- تابع التحديثات في التصنيف : حرب إيران وإسرائيل
رابعًا: منهجية السلسلة
تنطلق هذه السلسلة لتوثيق وتحليل كل تطور يومي في الحرب الإيرانية الإسرائيلية، على النحو التالي:
- تحليل يومي لأحداث اليوم (سياسيًا وعسكريًا وإعلاميًا).
- تفكيك الروايات المتضاربة بين الأطراف.
- قراءة استراتيجية لما تعنيه التطورات القادمة إقليميًا ودوليًا.
