كيف يصنع الوعي الزائف: كواليس الإنتاج : كيف تُصنع النشرة ولا نراها؟

كواليس الإنتاج

كيف تُصنع النشرة ولا نراها؟

حين يُشاهد الناس نشرة الأخبار، يرون صورة مرتبة، ديكورًا أنيقًا، مذيعًا واثقًا، وعناوين لامعة.
لكنهم لا يرون ما وراء الكاميرا:
القرارات، الحذف، التوجيه، والتفضيل الذي يصنع "ما يجب أن تعرفه"… وما يجب أن تُحرَم من رؤيته.

الإعلام ليس مرآة… بل غرفة تحكُّم.

من يُقرّر ما يُعرض؟

العملية لا تبدأ من الحدث، بل من قرار تغطيته.

في كل يوم، تقع آلاف الحوادث في العالم، لكن:

  • من يُقرّر ما يُعرض؟
  • بأي ترتيب؟
  • بأي عنوان؟
  • وكم من الوقت يُمنح لكل موضوع؟

هذه أسئلة تحكمها سياسات المؤسسة، التمويل، أجندة الممول، واللحظة السياسية، لا أهمية الحدث الموضوعية.

ترتيب الأخبار ليس بريئًا

تقديم خبر عن "زيارة رئاسية" قبل مجزرة في دولة فقيرة… ليس صدفة.

الترتيب يرسل رسالة ضمنية:
"هذا أهم، وهذا هامشي"
حتى دون قول ذلك صراحة، يتشكل وعي الجمهور بناء على الأولويات المُقدَّمة، لا على الواقع الحقيقي.

الأخبار المحذوفة

أخطر ما في النشرة ليس ما يُعرض، بل ما يُخفى.

  • تقارير لا تُبث.
  • صور لا تُعرض.
  • أسماء لا تُذكر.
  • حقائق تُمرّر عابرًا أو تُهمَّش عمدًا.

وهنا، لا يكون التزييف في الكذب… بل في الاختيار والتعتيم.

الصوت الخفي في غرفة الإنتاج

في الكواليس، هناك محرّر لا يظهر على الشاشة، لكنه يُقرر:

  • كيف يُصاغ العنوان؟
  • ما الكلمات المستخدمة؟
  • ما المقطع الذي يُقتطع من تصريح طويل؟
  • ما زاوية التصوير المناسبة لتأطير المعنى؟

إنه صانع الرواية الخفي، الذي يُجمّل، يُشوّه، أو يُعيد ترتيب العالم ليتناسب مع سردية القناة.

حتى الموسيقى ليست بريئة

هل لاحظت كيف تُستخدم الموسيقى الدرامية مع بعض التقارير؟
أو كيف يتغير الإخراج بين تقرير وآخر؟
حتى هذه العناصر تُسهم في خلق انطباع شعوري، يُحرّكك دون وعي منك، لتتبنّى موقفًا معينًا من حدث لم تعشه.

لا تثق بالنشرة… بل افهم كيف صُنعت

لكي تكون واعيًا، لا يكفي أن تسأل: ماذا قيل؟
بل يجب أن تسأل:

  • من الذي قرّر قول هذا الآن؟
  • ما الذي غاب؟
  • كيف صيغ الخبر؟
  • ولماذا بهذا الشكل تحديدًا؟
  • التلاعب لا يتم بالكذب فقط… بل بتقنيات الإنتاج ذاتها.

أحدث أقدم