كيف يصنع الوعي الزائف: كيف تصنع الكاميرا ضحية وبطلًا؟ : التحيّز البصري في التغطية

كيف تصنع الكاميرا ضحية وبطلًا؟

التحيّز البصري في التغطية

يُقال إن "الصورة لا تكذب".
لكن الحقيقة أن الصورة هي أكثر أدوات الإعلام قدرة على الخداع دون أن تنطق بكلمة واحدة.
الكاميرا لا تنقل الواقع… بل تنقل ما اختير أن يُرى، وكيف يُرى، وفي أي لحظة، ومن أي زاوية.

الكاميرا ليست بريئة

لا شيء يُعرض بالصدفة:

  • زاوية التصوير تحدد ما يُرى وما يُخفى.
  • لحظة الالتقاط تُجمّد شعورًا دون غيره.
  • اختيار اللقطة يضبط الإحساس، ويوجه التعاطف.

هكذا تصبح الكاميرا أداة تأطير ذهني، لا مجرّد ناقل بصري.

من الضحية؟ ومن الجاني؟

في النزاعات، تُستخدم الصورة لتحديد الأدوار:

  • طفل يبكي = ضحية
  • مسلح في مشهد ناري = خطر أو تهديد
  • امرأة تصرخ = فزع أو مأساة
  • جندي مبتسم وسط ركام = انتصار ونظام

لكن هذه اللقطات لا تنقل الحقيقة… بل تُختار لترويج سردية جاهزة.

أمثلة من الواقع

  • تصوير اللاجئين من الأعلى في قوارب مكتظة: إيحاء بالخطر والغزو، لا بالنجاة.
  • تصوير مواجهات الاحتلال من بعيد دون تفاصيل: إخفاء جرائم مباشرة.
  • اختيار لحظة إلقاء حجر بدل لحظة القصف: قلب المعادلة.

ماذا تُخفي الكاميرا؟

الصورة قد:

  • تُحذف منها جثث
  • تُخفى منها أعلام
  • تُقصى منها شعارات
  • تُقتطع منها لحظات حاسمة

وهكذا، تُقدَّم لنا نسخة معدّلة من الواقع، مفلترة، موجهة، وغالبًا مضادة للحقيقة.

الصورة كسلاح شعوري

الصورة لا تُحكم بالعقل فقط، بل تُخاطب الانفعال:

  • تبني تعاطفًا
  • تُثير رعبًا
  • تُزرع في الذاكرة كمُسلّمة يصعب التشكيك فيها

لذا، فإن أخطر الأكاذيب ليست تلك التي تُقال… بل تلك التي تُصوَّر.

كيف نُحصّن بصرنا؟

  • لا تُصدّق كل صورة… بل اسأل: لماذا هذه بالذات؟
  • تأمل زاوية التصوير: ماذا غاب؟ ماذا لو التُقطت من الخلف أو من الأعلى؟
  • قارن بين تغطيات مختلفة لنفس الحدث.
  • لا تنخدع بالمؤثرات: فالصورة قد تكون صادقة بصريًا… لكن كاذبة معنويًا.

الصورة ليست الحقيقة… بل اقتراح على كيف نراها.

عودة إلى: القائمة الرئيسية

أحدث أقدم