
السرد الرسمي: النخب كصانعة للنهضة
تُقدم النخب في المناهج والإعلام على أنها طليعة التنوير وصانعة الفكر القومي والتحرري. لكن خلف هذه الصورة المثالية، يختبئ تاريخ طويل من المشاركة في تبرير الاستبداد، وتمييع المفاهيم، وتزييف المعاني باسم "الاعتدال" أو "المصلحة الوطنية".
تواطؤ بالصمت أو التجميل
في لحظات القمع الكبرى، صمتت كثير من النخب عن الجرائم أو غلفتها بلغة فضفاضة. استخدم بعضهم قلمَه لتبرير القمع تحت شعارات "الأمن والاستقرار"، أو هاجم الضحايا بدلًا من الجلادين، بحجة "الواقعية السياسية" أو "مخاطر الفوضى".
صناعة وعي زائف
لعبت النخب دورًا حاسمًا في تثبيت الرواية الرسمية، من خلال المناهج التعليمية، والإعلام الثقافي، والخطاب الديني. كما ساهمت في شيطنة المعارضين واحتكار تعريف "الوطنية"، مما ساعد السلطة على التحكم بالعقول لا فقط بالأجساد.
قراءة بديلة: مساءلة دور المثقف
إعادة قراءة دور النخب يجب أن تشمل محاسبة المثقف الذي يختار الصمت، والنقد الحاد لأولئك الذين اختاروا الكرسي بدلًا من الكلمة. فالثقافة ليست حيادية، والمثقف الذي يبرر الاستبداد، يُصبح جزءًا من آلة القمع لا من أدوات الوعي.
خاتمة
لم يكن كل قمع سياسي ممكنًا لولا غطاء ثقافي سُهِّل بصمت النخب أو خضوعها. تفكيك دور هذه الطبقة في تزوير التاريخ وتخدير الشعوب، هو جزء أساسي من معركة الوعي.