
السرد الرسمي: المنتصر هو من يكتب التاريخ
تُروى الأحداث الكبرى من منظور السلطة، فتُختزل الأمم في نخبة حاكمة، وتُمحى آلاف القصص التي صنعت يوميًا نسيج الحياة والنجاة. لا يذكر التاريخ كيف عاش الناس، كيف قاوموا الفقر، كيف بنوا القرى والمدن، أو كيف واجهوا النسيان.
التهميش المقصود
يحدث هذا التغييب نتيجة مركزية السلطة في الكتابة التاريخية، وارتباط المؤرخين برعاية الدولة أو الطبقات المهيمنة. يُقصى "العاديون" من المشهد، وتُختصر الأمة في صور تمجيدية للنخب، بينما يختفي صوت المهمشين، حتى في الكوارث التي عاشوها.
فقدان الذاكرة الجماعية
غياب سرديات الهامش لا يُضعف فقط الوعي بالتاريخ، بل يُفقد المجتمعات قدرتها على التماسك، إذ لا تتكون ذاكرة جماعية عادلة إذا لم يُعترف بجراح الجميع وتجاربهم، مهما كانت خارج دائرة الضوء.
قراءة بديلة: إعادة الاعتبار للمنسيين
يتطلب الإنصاف التاريخي إعادة كتابة الرواية من الأسفل، ومن حياة الناس اليومية، ومن تفاصيل النضال الصامت. فالتاريخ ليس فقط قرارات الزعماء، بل هو أيضًا صراخ الصامتين، وعرق المجهولين، ودموع الذين لم تُذكر أسماؤهم أبدًا.
خاتمة
حين نعيد الاعتبار للهامش، نعيد الاعتبار للإنسان نفسه. لا يصبح التاريخ حيًّا إلا عندما يُنصف أولئك الذين عاشوا في الظلال، وتركوا بصمتهم دون أن يحملوا لقبًا أو منصبًا.