ألمانيا الحديثة بين نقيضين: إدانة الإبادة ودعم الإبادة
منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، حاولت ألمانيا أن تبني هويتها الحديثة على نقيض ماضيها النازي. أقامت متاحف الذاكرة، ودرّست الأجيال دروس الندم، وقدّمت نفسها كنموذج أخلاقي جديد لأوروبا. لكن هذا الضمير الذي يتفاخر بإدانة الإبادة، بدا اليوم وكأنه يبرّرها حين تغيّر وجه الضحية. من ذاكرة الإبادة إلى تبريرها، سقطت ألمانيا في مأزق أخلاقي جديد يهدد جوهر سرديتها الحديثة كلها. ذاكرة الندم كهوية سياسية بعد الحرب، لم تكن ألمانيا تسعى فقط إلى الاعتذار عن جري…