في عالم اليوم، يُروَّج للنمو والرفاه والعدالة الاقتصادية وكأنها حقائق مطلقة، بينما الواقع يقول شيئًا آخر. تظهر البيانات الرسمية ارتفاعًا في الناتج المحلي، وتتفاخر الدول بالاستثمارات الكبرى والمشاريع الفارهة، لكن المواطن العادي بالكاد يشعر بأي تحسن ملموس في حياته اليومية. هذا التناقض ليس صدفة، بل هو نتاج بنية اقتصادية وإعلامية مصممة لإخفاء الحقيقة، وتحويل الوعي العام إلى قبول ساكن لما يُصوَّر على أنه ازدهار.
السلسلة تأتي لتفكك هذه الصورة المزيفة. من خلال تحليل مقارن للبيانات الاقتصادية، واستعراض السلوكيات الاستهلاكية، وكشف الأساليب الإعلامية والسياسية، نكشف كيف تُصاغ مفاهيم مثل النمو، الرفاه، العدالة، والاستدامة لتبدو مألوفة ومطلوبة، بينما تُخفي أبعادًا حقيقية من الاستغلال، والتفاوت، والاعتماد على الديون.
هذه السلسلة ليست مجرد نقد اقتصادي، بل قراءة فكرية في كيفية تحويل الأرقام والسياسات إلى وعي زائف. الهدف هو أن يصبح القارئ قادرًا على التمييز بين المظاهر والواقع، بين ما يُعرض وما يُعاش فعليًا، وأن يفهم أن الاقتصاد الحقيقي يبدأ من حياة الإنسان لا من جداول وإحصاءات الشركات والدول.
