
هل كلامها مقبول؟
هل صمتها كان أجمل؟
وهكذا، يتحول صوت الأنثى إلى مساحة مراقبة، لا وسيلة تعبير.
وما يُمنَح لها من "حرية الكلام" ليس حقًا أصيلًا، بل امتياز مشروط.
🗣️ الصوت الذي يُخيف
حين تتكلم المرأة خارج الدور المرسوم، يُرصد صوتها كمنبّه خطر:
إن كانت حادة، صارت "عدوانية".
إن كانت واثقة، صارت "متكبرة".
إن كانت ناقدة، صارت "مزعجة".
وإن كانت صامتة... صارت مثالية، قابلة للإعجاب، مريحة للمجتمع.
الصمت هنا ليس سكونًا، بل تمويه.
تمويهٌ للذات، لإخفاء القوة خلف صورة لطيفة.
📺 الإعلام يحب الأنثى التي لا تناقش
الإعلام الجماهيري، بكل ما فيه من شعارات تمكين، لا يزال يفضّل المرأة التي لا تزعج السرد:
التي تضحك على نكات الذكور،
وتبتسم حين تُقاطع،
وتُستضاف في البرامج لا لتناقش، بل لتُجمّل الطاولة.
هكذا نحب الأنثى الناطقة بشرط ألا تُزعجنا بكلامٍ يُقلق ترتيبنا.
🎙️ من يتحكم في الصوت؟
المرأة لا تفقد صوتها من فراغ.
ثمة أنظمة تصوغ نبرة النساء كما تشاء:
الإعلام، التربية، الدين المؤدلج، القوانين، التقاليد، وحتى الحسابات على يوتيوب.
تُدرب على الخضوع في طريقة الكلام،
وعلى الالتفاف بدل المواجهة،
وعلى الاختصار كي لا تملّ منها العيون.
وهكذا، حين تتكلم بحرية، يبدو صوتها غريبًا.
ليس لأنه غريب، بل لأن آذاننا اعتادت على صمتها.
📚 بين الصوت والصورة
المرأة المصوَّرة تُستهلك.
المرأة المتكلمة تُفكّر.
الأولى تُعرض، الثانية تُربك.
لهذا، تُؤخذ الصورة وتُحذف الكلمة.
يُترك الجسد، ويُحجَب الصوت.
ويُقال: "نريدكِ كما أنتِ... لكن بلا رأي."
🧠 في العمق:
صوت المرأة ليس صدى لأنوثتها، بل تجلٍّ لإنسانيتها.
فحين تُجبر على الصمت، لا تُقتل فقط أفكارها،
بل يُسرق منها حقها في أن تكون موجودة بوعيها لا بجسدها فقط.
والسؤال الحقيقي ليس:
هل يُسمح للمرأة بالكلام؟
بل:
من يكتب النص الذي يجب عليها أن تلتزم به؟