من نجمة إنستغرام إلى إنسانة: متى تفقد المرأة حقيقتها على الشاشة؟

المرأة والصورة: بين التمثيل والحضور ..

ذات يوم، كانت المرأة تُرى في بيتها، في عملها، في جهدها، في صوتها.
ثم جاء زمن الشاشة… فبدأنا نراها فقط كما تُرينا إياها الكاميرا.
لا نعرفها حين تصمت، ولا حين تتعب، ولا حين تُخطئ أو تغضب.
نراها دائمًا بابتسامة مُعدّة، وضوء مُعدّ، وزاوية محسوبة.
وهكذا تحولت من إنسانة تُعاش… إلى رمز يُستعرض.

🎭 ما بين الكاميرا والكيان

المفارقة ليست فقط في طريقة العرض، بل في طريقة الوجود:
فحين تتحول المرأة إلى “نجمة إنستغرام”، تبدأ تدريجيًا بفقدان اتصالها بالجانب غير المعروض منها.

تستيقظ لتُصوِّر، وتأكل لتُشارك، وتبتسم لتُحسَب، وتعيش كما يُنتَظر منها أن تكون.

وحين تغلق الكاميرا… لا تعود هي، بل تبقى أسيرة لمن صارت في الشاشة.

📸 أي صورة؟ أي امرأة؟

السؤال هنا ليس: "من هذه المرأة؟"
بل: "أي نسخة منها نسمح لأنفسنا بأن نحب؟"

نحبها وهي تُغني في خلفية ورود ناعمة،
لكن لا نحب صوتها وهي تُجادل في نقاش سياسي.
نُعجب بها وهي تمسح الغبار بابتسامة،
لكن لا نحتمل أن نراها تنهار من التعب.

💔 الثمن: إنسانة بلا ظل

حين تتكرر الصورة المصقولة، تُصبح هي الحقيقة الوحيدة المقبولة.
وكل ما يخالفها… يُحذف، يُنتقد، يُسكت.

حتى تصل المرأة إلى لحظة مريرة:
ترى صورتها تنمو وتنتشر وتُصفق لها الجموع،
بينما هي، في الداخل، تتقلص، وتتعب، وتفقد صوتها وحقها في النقصان.

🧱 ما الذي حدث؟

ما حدث هو أن الصورة انتصرت على الحياة.
فصارت المرأة لا تُقاس بمقدار صدقها، بل بمقدار تفاعلها.
وصار الناس لا يرون فيها بشرًا… بل منتَجًا.

وحين تتكلم بصوتها الحقيقي، أو تظهر بشكلها العادي،
يُقال لها: “ما الذي جرى لكِ؟ لقد كنتِ أجمل!”


🧠 في العمق:

المأساة ليست فقط في ضياع المرأة من الشاشة،
بل في ضياعها من نفسها.
حين تُجبر على أن تكون دائمًا كما يحب الآخرون،
تفقد قدرتها على أن تكون كما تحب هي.

فمتى نعيد للمرأة إنسانيتها؟
حين نحبها لا لأنها كاملة… بل لأنها حية، صادقة، قابلة للخطأ والدهشة.

أحدث أقدم
🏠