خرافة التفوق الغربي: هيمنة ثقافية أم وهم مقصود؟

سلسلة: التضليل الإعلامي والمسلمات الكاذبة
المجموعة الثالثة: التفوق الثقافي والمعرفي، والهيمنة الناعمة (السيطرة الرمزية والعلمية والثقافية)
المقال (1): خرافة التفوق الغربي: هيمنة ثقافية أم وهم مقصود؟

المقدمة
لطالما رُوّج في الإعلام والمؤسسات الأكاديمية لفكرة "تفوق الغرب" كحقيقة تاريخية ومسلمة معرفية، حتى ترسّخت في الوعي العام باعتبارها تفسيرًا منطقيًا لريادة الغرب الحديثة. لكن هذا التفوق، الذي يُقدَّم كنتاج طبيعي للتنوير والعقلانية والديمقراطية، يخفي خلفه سردية انتقائية أُريد لها أن تبرر الهيمنة، وتمنحها طابعًا حضاريًا.

المسلمة المزعومة: ما الفكرة التي جرى تعميمها وتثبيتها؟
الفكرة التي تم تعميمها أن الغرب بلغ مرحلة "التفوق الطبيعي" على بقية الشعوب، سواء في المعرفة، أو الفكر، أو التنظيم، وأنه حامل لرسالة حضارية يُفترض أن تُقتدى. هذه الفكرة تختزل التاريخ البشري في مسار خطّي ينتهي عند الغرب كنموذج أعلى.

الهدف منها: من المستفيد من هذه الصورة المختزلة؟
المستفيد الأول من هذه المسلمة هي النخب الغربية والمؤسسات الاستعمارية الحديثة التي تسوّق مشاريعها السياسية والاقتصادية والثقافية باعتبارها "مساعدة" للأمم الأقل تطورًا. كما تستفيد الأنظمة التابعة في العالم غير الغربي لتبرير انبهارها وتبعيتها باسم "اللحاق بالحضارة".

الأساليب المستخدمة: كيف تم تثبيت الفكرة في الوعي العام؟
تم تثبيت هذه الصورة عبر مناهج التعليم، والأفلام، والكتب المترجمة، والتقارير الدولية، والمصطلحات المحايدة ظاهريًا مثل "العالم الثالث"، و"الدول النامية"، و"التخلف". إضافة إلى تقديم النموذج الغربي كمرجعية في كل شيء، من طريقة التفكير إلى نمط العيش.

النتائج: ما الذي أدى إليه هذا التضليل على أرض الواقع؟
نتج عن ذلك تشوّه في الهوية الثقافية للشعوب، وشعور دائم بالنقص، واحتقار الذات الحضارية، وتحول "الاقتباس" من الغرب إلى تقليد أعمى. كما عزز ذلك مركزية الغرب في كل خطاب إعلامي أو علمي، وأقصى بقية الحضارات من التأثير في السردية العالمية.

الخاتمة: دعوة لتحرير العقل من القوالب الجاهزة وإعادة النظر
لا يمكن فهم حاضرنا دون كسر هذا القالب الذي صُبغ بطلاء العلم والحضارة. فالتفوق ليس حكرًا على ثقافة دون أخرى، وإنما هو انعكاس لظروف مرحلية وسياسية واقتصادية. وحين نعيد النظر في هذه المسلمة، نبدأ باستعادة وعينا، وهويتنا، وإرادتنا في البناء.

كلمات مفتاحية: التفوق الغربي، الاستعلاء الحضاري، الهيمنة الثقافية، التبعية الفكرية، الإعلام الغربي، الاستشراق، المركزية الأوروبية، نقد السردية

وصف الصورة المقترحة:
ميزان عملاق متأرجح، على كفّته اليسرى رموز حضارية شرقية قديمة (كالأهرامات، الكتب، العلماء المسلمين)، وعلى كفّته اليمنى تمثال الحرية ومباني أوروبية حديثة، بينما تظهر يد إعلامية ضخمة تميل بالميزان نحو الغرب.

أحدث أقدم
🏠