
تمكنت من اختراق وسائل إعلام عالمية، وصياغة مصطلحات تكررت في الخطاب الغربي، وترسيخ سرديات "الديمقراطية وسط الفوضى"، و"الردع المشروع"، و"محاربة الإرهاب".
لكن على الأرض العربية، ظلّت هذه الرواية تواجه رواية مضادة أعمق وأقوى: رواية الذاكرة، والمقاومة، والهوية.
الاستثمار الإعلامي.. وفشل التغيير النفسي
إن الغلبة الإعلامية التي تمتلكها إسرائيل لم تترجم إلى هيمنة فكرية أو نفسية في العالم العربي.
رغم الكم الهائل من الحملات، والمراكز البحثية، وجيوش "التأثير" الإلكترونية، بقي الجمهور العربي يرفض الاعتراف بشرعية الاحتلال، ويظل متشبثًا بروايته التاريخية.
السبب الأساسي؟
الرواية المضادة ليست مجرّد قصة، بل تجربة حياة.
- العائلات التي فقدت بيوتها وأبنائها.
- الأطفال الذين نشأوا على أصوات الانفجارات.
- الشوارع التي تعجّ بالمقاومين واللاجئين.
هذه ليست صورًا تُنسى، بل ترسّخت في الوعي الجمعي.
لماذا فشلت إسرائيل في اختراق الوعي العربي؟
-
الحقيقة الميدانية أقوى من كل الصور والفيديوهات:
لا يمكن لأي حملة إعلامية أن تمحو صور الجثث، ولا نسيان الاعتداءات. -
غياب شرعية أخلاقية:
الرواية الإسرائيلية تُبنى على حق القوة، وليس على حق العدالة، وهذا يظهر بوضوح في المواقف الشعبية. -
الرواية الفلسطينية لا تحتاج إلى وسطاء:
باتت وسائل التواصل الاجتماعي تُمكّن الفلسطيني من سرد تجربته بنفسه، مباشرة، دون تصفية أو تحريف. -
تداخل الروايات الإقليمية:
الأحداث المتلاحقة في الشرق الأوسط تعزز التضامن مع الفلسطينيين وتُعمّق الشعور بالظلم.
هل هذا يعني انتصار الرواية الفلسطينية؟
ليس بالضرورة، لكنَّ فشل إسرائيل في السيطرة على الوعي العربي يشير إلى أن الصراع ليس فقط على الأرض، بل على العقل والذاكرة والروح.
حتى لو استمرت السيطرة العسكرية، فإن الحرب الثقافية والمعنوية متواصلة، وبدون نصر واضح للجانب الإسرائيلي.