الدين والتوجهات

الملايو: كيف أسلمت بلا جيوش؟ قراءة في أعظم انتشار ناعم للإسلام

في المدى البحري لأرخبيل الملايو، لم يكن المدّ الإسلامي إعصارًا جارفًا، بل موجة هادئة لامست الشواطئ بهدوء، ثم دخلت الأعماق بلا مقاومة.  لم تسبقه الجيوش، بل سبقته الأخلاق. لم تبشر به القلاع، بل الموانئ والأسواق.  دخل الإسلام هناك كما يدخل الضوء من نافذة مفتوحة، دون كسر ولا ضجيج. فما الذي جعل هذا التحوّل الحضاري يحدث بهذه السلاسة؟ وأي رسالة حملها أولئك الدعاة حتى آمن الناس بهم قبل أن يعرفوا أسماءهم؟

الصين : كيف صمد الإسلام رغم القمع الشيوعي؟

رغم عقودٍ من القمع الشيوعي وسياسات الإلحاد الصارمة، لم يُمحَ الإسلام من الصين، بل ظل حاضرًا في وجدان الملايين من المسلمين الصينيين. كيف حافظ هذا الدين على وجوده في بلد يُدار بقبضة حديدية ويُعاد تشكيل وعيه قسرًا؟ وهل كان الإسلام مجرد شعائر أُخفيت، أم هوية ثقافية استعصت على الذوبان؟  في هذا المقال نكشف العوامل العميقة التي جعلت الإسلام يصمد في وجه آلة التنميط الصيني. ليس لأنه أقوى من الطغيان، بل لأنه أعمق من أن يُمحى بقرار.

إيران : كيف تحولت إلى التشيع؟ الأسباب والخلفيات التاريخية

في مطلع العهد الإسلامي، كانت بلاد فارس (إيران اليوم) مركزًا عريقًا للثقافة والحضارة، وقد دخلت في الإسلام بعد الفتح الإسلامي زمن الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه. لكن المفارقة التي تلفت الانتباه أن هذه البلاد التي دخلها الإسلام على يد جيوش الخلفاء الراشدين السنّيين، تحولت بعد عدة قرون إلى معقل رئيسي للمذهب الشيعي الاثني عشري، بل أصبحت لاحقًا حاملة رايته السياسية والعقائدية عالميًا. فكيف حدث هذا التحول الجذري؟ وما العوامل السياسية والتاريخية والثقافية التي مهّدت له؟

سلسلة: الوهابية والتحالف الديني السياسي

الوهابية والتحالف الديني السياسي : حين تتحول العقيدة إلى أداة ضبط اجتماعي في هذه السلسلة النقدية الرمزية ضمن مشروع فروق ، نكشف كيف تحوّلت العقيدة من مشروع تحرير إلى وسيلة ترويض، وكيف تشكّل الدين الرسمي بوصفه خطابًا فوقيًّا يُملي الطاعة، ويؤمّن الاستقرار السلطوي تحت غطاء الشريعة. نحلل خطاب الطاعة، ونفكك مفهوم "ولي الأمر"، ونتأمل كيف كُتبت الفتوى في القصر، وكيف أصبح التديّن أداة ضبط لا بناء.

وهم الواقعية السياسية: حين تُسوّق الهزيمة باعتبارها حكمة

الوهابية والتحالف االديني السياسي:  في الخطاب السياسي السائد، غالبًا ما تُستخدم "الواقعية" كقيمة عليا، يُستشهد بها لتبرير السياسات، وتُطرَح كبديل عن "المثالية" و"الرومانسيات الثورية". لكن هذه الواقعية المزعومة، كثيرًا ما تتحول إلى غطاء فكري للهزيمة، وذريعة لتأبيد الضعف، وتسويغ التخلي عن المبادئ والحقوق. فهل الواقعية السياسية تعني حقًا فهم الواقع؟ أم قبول الأمر الواقع؟ وأيُّ واقعٍ هذا الذي يُسوَّق علينا كـ"قدر" لا فكاك منه؟

الوهابية: خطاب التعايش.. كيف يُستخدم السلام كأداة قمع ناعمة؟

الوهابية والتحالف االديني السياسي:  في العقود الأخيرة، تحوّل خطاب "السلام" و"التعايش" إلى شعارات مهيمنة في الخطاب السياسي والإعلامي، لا سيما في مناطق النزاع والاحتلال. لكن خلف هذه الكلمات المضيئة، يُخفي الواقع كثيرًا من الظلال: فغالبًا ما لا يكون المقصود بالتعايش هو العدالة، بل الامتثال، ولا يُراد من السلام إنهاء الظلم، بل تطبيعه.  وهنا يبرز سؤال مركزي: هل يمكن أن يكون السلام أداة قمع؟ وهل يُستخدم التعايش لتدجين الشعوب لا لتحريرها؟

الوهابية: أسطورة الدولة الحديثة.. من حلم العدالة إلى احتكار القهر

الوهابية والتحالف االديني السياسي:  غُرِس في أذهان الشعوب أن الدولة الحديثة هي ذروة التقدم الإنساني، وأنها تمثل العدالة، المؤسسات، و"سيادة القانون".  لكن خلف هذا الإطار المثالي، تتوارى الحقيقة الصادمة: الدولة الحديثة كثيرًا ما كانت أداة لقمع الداخل، وخدمة مصالح النخب،  وتكريس الهيمنة بدلًا من التحرر.

الوهابية: أسطورة الحروب الدينية.. حين يُرفع اسم الله في معارك المصالح

الوهابية والتحالف االديني السياسي:  يُروَّج في الخطاب السياسي والتعليمي أن كثيرًا من الحروب الكبرى عبر التاريخ كانت "دينية". لكن تأملًا عميقًا يكشف أن الدين غالبًا لم يكن إلا ذريعة، والوقود الحقيقي كان المصالح، التوسع، الهيمنة، أو حتى تصفية الخصوم.

الوهابية: الفوضى الخلاقة.. حين تُزرع الحرائق لتُرسم الخرائط

الوهابية والتحالف االديني السياسي:  في الظاهر، الفوضى هي غياب النظام. لكن في قاموس القوى العظمى، الفوضى أداة هندسة سياسية. لا تُترك الأمور للمصادفة، بل تُصنع الفوضى عمدًا، ثم يُعاد تشكيل المنطقة على أنقاضها.  وهذا هو جوهر مصطلح "الفوضى الخلاقة" الذي تبنته الإدارة الأمريكية في مطلع الألفية الثالثة.

الوهابية: السيادة المستأجرة.. حين تحكمك السفارات

الوهابية والتحالف االديني السياسي:  في الظاهر، يبدو أن لكل دولة سيادتها، علمها، نشيدها الوطني، ورئيسها المنتخب أو المفروض. لكن حين تقترب من مراكز القرار في كثير من الدول التابعة، تجد شيئًا مختلفًا: الحكم الحقيقي لا يُدار من القصر الجمهوري، بل من السفارة الأجنبية . السيادة هنا ليست إلا واجهة، أما النفوذ الحقيقي فمستأجر لمن يدفع أو يهدد.

الوهابية: المقاومة المزيفة.. حين تتحول الثورات إلى أدوات تجميل

الوهابية والتحالف االديني السياسي:  كثيرًا ما يرفع الطغاة شعار "المقاومة" و"التحرر"، ويتزينون برموز النضال، ويهتفون بشعارات الثورة… لكن حين تدقق في المسار، تكتشف أن هذه "المقاومة" ليست سوى قناع، وأن الشعارات قد سُرقت من أصحابها لتُستعمل ضدهم. إنها المقاومة المزيفة : وهم مُصنّع بدقة لتضليل الشعوب، وامتصاص غضبها، وترويض أحلامها.

الوهابية: ثقافة الاستسلام.. كيف يُبرمج العقل على قبول الهزيمة

الوهابية والتحالف االديني السياسي:  في لحظات الانكسار التاريخي، لا يكون السقوط عسكريًا فقط، بل ثقافيًا أيضًا. إذ يبدأ ما يمكن تسميته بـ"ثقافة الاستسلام"؛ منظومة فكرية ونفسية تُقنع الشعوب بأن ما جرى كان حتميًا، وأن التمرد عليه عبث، وأن قبول الواقع هو العقلانية. إنها ليست مجرد حالة نفسية عابرة، بل هندسة عقلية عميقة تُفرغ الوجدان من روح الرفض.

الوهابية: الحياد الكاذب.. حين تتساوى الضحية والجلاد في ميزان الخوف

الوهابية والتحالف االديني السياسي:  يُروّج "الحياد" في زماننا كقيمة عليا، كأنه ذروة النضج والوعي، وكأن قول الحقيقة أو الانحياز للمظلوم أصبح ضربًا من "التحامل" أو "الاستقطاب".  لكن ماذا يعني أن تكون حياديًا في زمن الظلم؟ وهل يمكن أن يكون الحياد نفسه شكلاً من أشكال التواطؤ المستتر؟

الوهابية: بين الورع والتورع.. حين يُخدَّر الضمير باسم التقوى

الوهابية والتحالف االديني السياسي:  في وجدان المسلم، كان الورع سلوكًا نبيلًا، يعكس حسًّا مرهفًا بمراقبة الله، وتجافيًا عن الشبهات، وسموًّا عن الدنايا. لكنه في سياق معين، تحوّل إلى وسيلة لتخدير الضمير، وتجميد الموقف، والانزواء عن مواجهة الظلم.  فما الفرق بين الورع الحقيقي والتورع المزيّف؟ وكيف يتحوّل خطاب الزهد والتقوى إلى ستار يشرعن الصمت والتقاعس؟

الوهابية: الغنيمة قبل الفكرة.. حين تسبق المصلحة الرسالة

الوهابية والتحالف االديني السياسي:  منذ اللحظة الأولى لنزول الوحي، كان الإسلام فكرة تحررية كبرى قبل أن يكون مشروع سلطة. كان يدعو لتحرير الإنسان من هيمنة الإنسان، قبل أن يؤسس لدولة. ولكن عبر التاريخ، وفي مفاصل كثيرة، تسللت الغنيمة إلى صدارة المشهد، فتقدّمت المصلحة على الرسالة، وابتُذلت الفكرة في سوق المنافع. فهل أُفرغ الدين من مضمونه حين تحوّل إلى أداة سلطة؟ وكيف أثّرت هذه النزعة على مشروع التحرر الإسلامي نفسه؟

الوهابية: حين يعتذر الدين عن نفسه.. خطاب دفاعي أم هزيمة نفسية؟

الوهابية والتحالف االديني السياسي:  في الأزمنة التي يُشوَّه فيها الدين عمدًا، ويُربط بالعنف أو التخلّف أو التعصب، يلجأ كثير من الدعاة والمفكرين إلى خطاب اعتذاري: يشرحون أن الإسلام ليس ما تروّجه وسائل الإعلام، وأنه دين سلام، وأن المسلمين ليسوا إرهابيين... وكأن الدين صار متّهمًا يحتاج إلى محامٍ، لا رسالة تحتاج إلى حامل. لكن: لماذا يتبنى بعضنا هذا الخطاب الدفاعي؟ ومتى يصبح الاعتذار عن الدين شكلًا من أشكال الهزيمة النفسية؟

الوهابية: بين الدين والدولة.. حين يصبح المفتي موظفًا في وزارة الداخلية

الوهابية والتحالف االديني السياسي:  في لحظة مفصلية من تاريخ العلاقة بين الدين والدولة، اختفى الفقيه الحرّ الذي كان يحاسب السلطان باسم الشريعة، وظهر بديله: المفتي الرسمي، المرتبط إداريًا وماديًا بالسلطة، والملزم بخطاب لا يتجاوز الحدود المرسومة له. لم يعد الفقه خطابًا أخلاقيًا موجّهًا للمجتمع والسلطة معًا، بل أصبح جزءًا من بيروقراطية الدولة، يُستدعى عند الحاجة، ويُحجب عند الإحراج. فكيف تحوّل المفتي من صاحب موقف إلى موظف؟ وما نتائج هذا التحوّل على الوعي الديني والمجتمعي؟

الوهابية: حين تحوّلت العقيدة إلى شعار أمني.. الإسلام كهوية مراقبة لا كرسالة تحرر

الوهابية والتحالف االديني السياسي:  في لحظة ما من التاريخ، لم يعد يُنظر إلى الإسلام في بعض الدول بوصفه رسالة خلاص ومشروع تحرر إنساني، بل صار يُعامل كهوية أمنية يجب ضبطها، ومراقبة حدودها، وتحديد المقبول منها والمرفوض، بل ومعاقبة من "يتجاوز" الخطوط المرسومة. هنا لا يكون الدين عقيدة تُحرّك الإنسان نحو الارتقاء، بل يصبح بطاقة تعريف تُستخدم لمراقبته وضبطه وتحديد موقعه من السلطة. فكيف حدث هذا التحوّل؟ ولماذا لم يعد يُحتفى بالروح الإسلامية التحررية، بل تم تقييدها داخل منظومات الولاء السياسي…

الوهابية: الطاعة المغشوشة.. حين يُختزل الدين في الولاء للحاكم

الوهابية والتحالف االديني السياسي:  في خطاب التديّن الرسمي، تتكرّر كلمة "الطاعة" حتى تكاد تختصر الإسلام كله. يختفي الحديث عن العدالة، والشورى، وكرامة الإنسان، ليحلّ محلّه خطاب يُقدّم الحاكم كظلّ الله في الأرض، ويُلزم الرعية بالطاعة العمياء، مهما بلغ الفساد أو الظلم. المفهوم الشرعي للطاعة في الإسلام، الطاعة ليست مطلقة،  بل مشروطة بـ عدم المعصية : " لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق ".

الوهابية: التديّن الرسمي.. حين يصبح الدين خادمًا للنظام

الوهابية والتحالف االديني السياسي:  في لحظة ما من التاريخ، تحوّل الدين من ضمير يقاوم الظلم إلى جهاز ناطق باسم السلطة. لم تعد المنابر تهزّ عروش الجبابرة، بل صارت تُمجّدهم. هكذا نشأ "التديّن الرسمي" : نسخة مُعدَّلة من الدين، بلا أنياب ولا أسئلة، لا تجرؤ على الاقتراب من خطوط السياسة الحمراء.

تحميل المزيد
لم يتم العثور على أي نتائج
🏠