
الرقص على نغم الصمت ليس فنًا… بل وجعًا نبيلاً، تبتكره النفوس حين تُمنع من الكلام.
الراقصون في الظلال
ليست الفتاة وحدها. ثمة آخرون يرقصون في زوايا معتمة: كاتب يكتب ثم يمزّق، رسام يلون جدارًا تحت الأرض، شاعر يهمس للفراغ، أم تبكي دون صوت.
كل هؤلاء يشاركون في هذا الباليه الكبير الذي لا تُعزف موسيقاه… لكنه يُبكي من يراه.
الصمت كصوت أعلى من الكلام
ليس كل صمت جبنًا، وليس كل سكوت خنوعًا. هناك صمت يخزن الانفجار، صمت أذكى من التصفيق، صمت يعرف متى ينطق دون صوت.
في عالم تُراقب فيه الأنفاس، لا يبقى للكرامة إلا أن ترقص… لا لإبهار أحد، بل لتظل على قيد الحياة.
خطوات الراقصين تكتب الحكاية
كانت خطوات الفتاة على الأرض ترسم دوائر من المعنى. كل التفاف هو رفض، كل انحناءة احتجاج، وكل رفعة يد استغاثة.
لم تكن تحتاج إلى صوت، فقد كان جسدها يصرخ: "أراكم، وأرقص لأبقى، رغم كل شيء."
من يتقن لغة الصمت؟
ليست هذه الرقصة لكل العيون. بعضهم يرى فقط أنها تدور بلا سبب. فقط من عاش القمع، ومن فقد صوته يومًا، ومن كتم الفكرة في صدره مخافة أن تُقطع رقبته… فقط أولئك يفهمون نغم الصمت، ويرون الجمال المر فيه.
النهاية: حين يصمت الصمت
في النهاية، توقفت الفتاة. نظرت إلى الأعلى، وكأنها تنتظر تصفيقًا لا يأتي. ثم جلست على الأرض… لا منهزمة، بل منهكة.
كان جسدها قد قال ما لا يقال، ورقصها كان قد بلغ ذروته.
لم يبقَ شيء يُرقص عليه.