نيجيريا: نفط غزير، فقر غائر

رغم أنها تسبح على بحر من النفط، تغرق نيجيريا في بحر من الفقر، والفساد، والانهيار. تُعدّ أكبر دولة إفريقية من حيث عدد السكان، وتاسع أكبر مصدر للنفط في العالم، ومع ذلك يعيش معظم سكانها بلا كهرباء مستقرة، ولا مياه نظيفة، ولا خدمات تعليم أو صحة تليق بمواردها. 
النفط الذي كان يُفترض أن يكون رافعة تنموية، تحوّل إلى لعنة هيكلية، تُغذي النخب الفاسدة، وتُفقِر الشعب. 
شركات أجنبية تدير الثروة، وصندوق النقد يحدد السياسات، فيما تُغذى الصراعات الطائفية كأداة لصرف الأنظار. نيجيريا بهذا المعنى ليست دولة فقيرة، بل دولة مُفقَرة عمدًا.
نيجيريا، أكبر دول إفريقيا من حيث عدد السكان، وتاسع أكبر مصدر للنفط عالميًا، تعاني من فقر مدقع، وانهيار خدمات، وفساد مستشرٍ. كيف لدولة نفطية أن تكون بهذا البؤس؟


النفط.. نعمة مسمومة

منذ اكتشافه، أصبح النفط لعنة في نيجيريا. تركزت الثروة في أيدي النخبة السياسية، بينما حُرمت المجتمعات المحلية في دلتا النيجر من عوائد الثروة، بل وتعرضت أراضيها للتدمير البيئي.

وهكذا، تحوّلت نعمة الموارد إلى أداة إفقار وتهميش.


دولة الشركات

تلعب الشركات النفطية الأجنبية دور الدولة في مناطق واسعة، فهي تسيطر على الإنتاج، وتحدد الأسعار، وتدير البنية التحتية. فيما الحكومة النيجيرية تتواطأ أو تتواهن.

وهو ما يجعل السيادة الاقتصادية مجرّد شعار.


صندوق النقد.. على الخط

كغيرها، تخضع نيجيريا لوصفات الصندوق. خُفّضت قيمة العملة، رُفع الدعم عن الوقود، وتآكلت القدرة الشرائية. بينما تستمر النخبة في تهريب الأموال.

والنتيجة: الأغلبية تزداد فقرًا، والدولة تستورد كل شيء رغم ثروتها.


دولة فاشلة بأموال طائلة

يُستخدم الخطاب الطائفي والإثني لإشغال الناس عن سؤال الثروة. تُغذى النزاعات الداخلية، ويُمنَع أي وعي جمعي بسؤال: أين تذهب أموالنا؟

إنها دولة فاشلة تُنتِج المأساة يوميًا رغم أنها تسبح على بحر من النفط.

أحدث أقدم
🏠