
🎞️ صورة تُحب، لا امرأة تُعاش
في الإعلانات، في المسلسلات، في تطبيقات الفلترة، لا يُسمح للمرأة أن تظهر كما هي:
يجب أن تضحك دون أن تفتح فمها كثيرًا. أن تبكي دون أن تنتفخ عيناها.
أن تكون جميلة دومًا… حتى في الحزن.
وهنا، لا تُصنع الجماليات، بل تُزرع الفوبيات.
فجأة، تصبح المرأة الحقيقية مخيفة:
بثورها، شعرها المتطاير، تجاعيد جبهتها، طريقتها المرتبكة في الحديث، أو حتى عرقها بعد العمل.
كل ذلك صار عيبًا بصريًا لا يُغفر في زمن المعايير المصطنعة.
👤 لماذا نخشى المرأة الحقيقية؟
لأنها تخرّب النظام.
المرأة التي لا تخجل من صوتها العالي، ولا تصفف شعرها كل ساعة، ولا تضع "فلاتر التهذيب"، تكسر التوقع.
تقول للمجتمع: "لستُ منتجًا نهائيًا. أنا كائن يتنفس ويخطئ ويكبر ويتغير".
ولهذا تحديدًا، يتم تمجيد المصفاة، وتهميش العفوية.
لأن الصورة المصقولة تُرضي الخيال الجمعي، بينما المرأة الطبيعية تصدمه بحقيقتها.
🧪 الأنوثة كمختبر… لا كحياة
المؤثرات المرئية والتقنيات الرقمية حوّلت الأنوثة إلى مختبر تجارب:
أي نمط يُعجب الجمهور؟
أي فستان يُنتج تفاعلًا؟
أي نبرة صوت تُوصف بـ"الأنوثة الرقيقة"؟
وهكذا، بدل أن تُعاش الأنوثة كحالة وجود، أصبحت تُدار كـ"علامة تجارية" قابلة للتسويق.
لم يعد الجمال من روح، بل من خوارزمية.
🪞 من نحب؟ ومن نُقلّد؟
المرأة الطبيعية تُشبه الأم، الأخت، الجارة، الصديقة…
لكنها قلّما تُصبح قدوة في "العالم الرقمي"، لأنها لا تبيع الوهم.
بينما تُرفع النماذج المصقولة، فتُقلّد وتُعجب وتُروّج، ثم تُخشى حين تفقد فجأة صورتها المتقنة، وتظهر كإنسانة.
🧠 في العمق:
الخوف من المرأة الطبيعية ليس خوفًا من المرأة، بل خوفٌ من الطبيعة نفسها.
من الأصالة، من التجاعيد، من الزمن، من التعب، من أن نكون بشرًا.
فما يُخيفنا فيها… هو ما نسيناه في أنفسنا.