طوفان الأقصى – 7 أكتوبر 2023: حين فُرضت المعادلة من تحت الركام

لحظة كسرت جدار الوهم... 
وأسقطت الرواية المزيفة التي عمرها سبعون عامًا.

لم يكن مجرد هجوم عسكري، بل انفجار تاريخي مكتوم جاء من أكثر بقاع الأرض قهرًا. في صباح 7 أكتوبر 2023، استيقظ العالم على زلزال عسكري ونفسي وإعلامي، أشعل كل خطوط التماس وأعاد تعريف الصراع مع الكيان الصهيوني من جديد.


أولًا: الحدث – ماذا جرى يوم 7 أكتوبر؟

  • آلاف المقاتلين الفلسطينيين من فصائل المقاومة، وعلى رأسها كتائب القسام، يشنّون عملية واسعة النطاق اخترقوا فيها عشرات المواقع العسكرية والمستوطنات.
  • تفكك سريع لأجهزة الأمن الإسرائيلية في غلاف غزة، واختراق للحصون الأمنية والعسكرية.
  • قتل وأسر مئات الجنود والمستوطنين، واستعراض قوة قلب قواعد الاشتباك التاريخية.
  • الردّ الإسرائيلي جاء بقصف عشوائي مدمر، شمل المدنيين والبنى التحتية، وتوسّع العدوان حتى أصبح الإبادة خيارًا معلنًا.


ثانيًا: الأسباب – لماذا حدث الطوفان؟ ولماذا صدم الجميع؟

  • حصار غزة لعقود، وتجويع، وتنكيل، وتحويل القطاع إلى سجن كبير، مع تجاهل دولي كامل.
  • التطبيع العربي المتسارع، وتخلي النظام الرسمي عن أي أفق للمقاومة أو حتى الممانعة.
  • مشهد الأقصى المُدنس والمتكرر، والإحساس الجمعي بأن كل الخطوط الحمراء تم تجاوزها.
  • الصدمة لم تكن في العملية فقط، بل في أنها كشفت هشاشة الجيش الذي سوّق نفسه كقوة لا تُقهر.


ثالثًا: النتائج – كيف غيّر الطوفان المعادلة؟

  • سقوط صورة الجيش الإسرائيلي كمنظومة أمنية خارقة، وفتح باب المراجعة داخليًا في إسرائيل.
  • تعرية الخطاب الإعلامي الغربي، بعد أن انكشفت ازدواجيته في تبرير المجازر مقابل مقاومة مشروع مُحاصر.
  • إعادة بعث الروح في الشارع العربي والإسلامي، لا سيما في جيل الشباب، الذين أعادوا طرح سؤال: من العدو؟ وما هي القضية؟
  • خلخلة التحالفات الدولية، وارتباك كبير في مواقف العواصم الكبرى، بين الدفاع عن "إسرائيل" وبين انتقادات داخلية للشراكة في القتل.


رابعًا: الرمزية – ما الذي مثّله 7 أكتوبر؟

  • لحظة ولادة وعي جديد لا يُدار من الفضائيات ولا يختنق بالقمع.
  • إعادة تعريف "الشرعية": ليست تلك التي يعترف بها الغرب، بل التي تنبع من الأرض والدم والمواجهة.
  • كشف زيف المشروع الصهيوني من الداخل: انكشاف العنصرية، الهلع، هشاشة المجتمع، انعدام الثقة بالقيادة.
  • كسر احتكار رواية "الضحية" التي هيمنت بها "إسرائيل" على العالم طيلة عقود.


خامسًا: من كسب؟ من خسر؟

  • ربحت المقاومة قدرتها على المبادرة، لا كرمز أخلاقي فقط، بل كفاعل عسكري حقيقي.
  • خسرت إسرائيل قدرتها على احتواء الصراع واحتكاره إعلاميًا.
  • كسبت الشعوب درسًا نادرًا: أن الصراع لم يُحسم... بل تم تجميده فقط لعقود.
  • خسرت منظومة التطبيع زخمها، وارتبك مبرروها وانهارت شعاراتهم.


سادسًا: سؤال المرحلة – ما بعد الطوفان؟

الطوفان لم يُنهِ المعركة... لكنه أنهى وهم إدارة الصراع. لم يعد ممكنًا أن يُترك الشعب الفلسطيني وحيدًا بين المطرقة والسندان. ما بعد 7 أكتوبر هو زمن الحقيقة المكشوفة: إما عدالة تُفرض، أو نار تتجدد.

لقد أعلن الركام عن نفسه، وتكلم الحجر، وسقطت الأقنعة... وولدت من جمر غزة معادلة جديدة، لا يُراد لها أن تنطفئ.

أحدث أقدم
🏠