
الوهابية والتحالف االديني السياسي:
في خطاب التديّن الرسمي، تتكرّر كلمة "الطاعة" حتى تكاد تختصر الإسلام كله. يختفي الحديث عن العدالة، والشورى، وكرامة الإنسان، ليحلّ محلّه خطاب يُقدّم الحاكم كظلّ الله في الأرض، ويُلزم الرعية بالطاعة العمياء، مهما بلغ الفساد أو الظلم.
المفهوم الشرعي للطاعة في الإسلام، الطاعة ليست مطلقة،
بل مشروطة بـعدم المعصية:
"لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق".
والنصوص واضحة بأن الطاعة السياسية مرتبطة بالعدل، والشرعية، ومصلحة الأمة، لا بالخوف ولا بالإكراه.
كيف حُرِّفت فكرة الطاعة؟
- بإغفال شروطها: تم تغييب الحديث عن العدل والشورى، والتركيز فقط على "أطيعوا أولي الأمر".
- بإعادة تفسير النصوص: صارت بعض الفتاوى تُجيز السكوت على الظلم، بل وتحرّمه تحت ستار "درء الفتنة".
- بالتخويف من المعارضة: أي صوت ناقد يُتّهم بأنه خوارجي، أو من دعاة الفوضى.
الطاعة المغشوشة: ما الذي تغطيه؟
- الاستبداد السياسي: تسكت عن السجون والتعذيب بحجة "تقدير وليّ الأمر".
- الفساد المالي: تُبرَّر النفقات الملكية والهدر العام بأنه "حق لولاة الأمور".
- التطبيع مع العدو: يصبح من الحكمة، لا من الخيانة.
نتائج هذا التزوير
- تحويل الدين إلى أداة تأبيد للاستبداد
- إضعاف الحس النقدي عند الجماهير
- تغييب مفاهيم المساءلة والمحاسبة
- تشويه صورة الإسلام عالميًا، كدين يبرّر الطغيان
مفارقة مثيرة
حين خرجت الشعوب على الاستبداد في الثورات العربية، أُشهِرت في وجهها نصوص "الطاعة"، لكنها نُسيت تمامًا حين دعمت بعض الأنظمة الانقلابات على حكّام منتخبين!
الطريق نحو استعادة المفهوم الصحيح
- إحياء فقه السياسة الشرعية الحقيقي الذي يوازن بين الاستقرار والعدالة.
- التأكيد على أنّ الطاعة لا تعني الخنوع، بل الشراكة في بناء دولة راشدة.
- فصل الدين عن الاستخدام السياسي الذي يختطف النصوص لخدمة الحاكم.