
توظيف النص الديني
استمدت الصهيونية الدينية شرعيتها من التفسيرات الحرفية للتوراة، خصوصًا من وعد الله لإبراهيم وذريته بالأرض الموعودة. هذا التفسير لا يقتصر على بعد روحي، بل يمنح المشروع السياسي قاعدة دينية تبرر المطالبة بالأرض والاحتفاظ بها بالقوة. كما أن طقوس وتراث اليهودية يُعاد تفسيرها ضمن إطار قومي وسياسي يعزز فكرة التميّز والاستحقاق.
الدين كغطاء للسلطة والسيطرة
الصهيونية الدينية لم تقتصر على الخطاب، بل تحولت إلى قوة سياسية فاعلة في إسرائيل، لها أحزابها ونخبها التي تمارس السلطة، وتدير مؤسسات دينية رسمية تفرض قوانين دينية على السكان اليهود، وتدعم سياسات الاستيطان والتهجير. بهذا، يصبح الدين ذراعًا من أذرع السلطة، لا مجرد معتقد روحي.
الصراع والاحتكاك مع المكونات الأخرى
استغلال الدين في الصهيونية الحديثة يصطدم يوميًا بتعقيدات الواقع الفلسطيني والعربي، حيث يشكل عنصراً محوريًا في الصراع الدائر. الدين هنا لا يُستخدم فقط لإلهام الجماهير، بل ليخلق هوية "نحن" و"هم"، وتبرير ممارسات سياسية أحيانًا تستند إلى ما يُعتبر نصوصًا مقدسة.
خاتمة
الصهيونية الدينية تمثل نموذجًا صارخًا لكيفية استثمار الدين في مشروع سياسي قومي، حيث لا يُنظر إلى العقيدة كمسار روحي فردي، بل كأداة شرعية لتثبيت سلطة، وتوسيع حدود الدولة، وتصوير الصراع في أبعاد دينية مقدسة. فهم هذه الدينامية ضروري لفك شفرة الصراع المعاصر، وتبيان الفرق بين الدين كإيمان، والدين كأداة سلطة.
سلسلة: دين الوظيفة السياسية