مقدمة السلسلة:
الحروب والتدخل الأمريكي المباشر في دول العالم
على مدار أكثر من قرن، رسمت الولايات المتحدة معالم النفوذ العالمي من خلال حروب مباشرة، تدخلات استخباراتية، وحملات عسكرية استباقية حملت شعارات متعددة، من الدفاع عن الحرية إلى مكافحة الإرهاب، لكنها في جوهرها كانت أدوات لتثبيت الهيمنة والسيطرة الجيوسياسية.
في هذه السلسلة، نسلط الضوء على نماذج مختارة من تلك الحروب والتدخلات التي لم تكن فقط معارك عسكرية، بل كانت معارك لتغيير موازين القوى، وهندسة أنظمة الحكم، وصناعة واقع جديد للعلاقات الدولية. من أفغانستان إلى كوبا، ومن يوغوسلافيا إلى اليمن، نبحث كيف كانت الولايات المتحدة تستخدم أدواتها العسكرية والاستخباراتية لتفكيك الدول، وتحويل النزاعات المحلية إلى ساحات مواجهة استراتيجية.
سلسلتنا لا تهدف إلى سرد الوقائع التاريخية فحسب، بل إلى تفكيك الرؤى والمصالح الكامنة خلفها، وتحليل الأهداف الحقيقية لهذه الحروب التي تكرّست فيها عقيدة التدخل المباشر والوكالة، وكيف تغيّرت معالم النظام الدولي بفعلها. سنتناول الأدوار المتشابكة للاستخبارات، الإعلام، التحالفات، والغطاءات السياسية التي شكلت أدوات القوة الأمريكية في كل صراع.
من خلال هذه القراءة النقدية، نسعى لتقديم فهم معمق لما وراء الخطابات الرسمية، والكشف عن ازدواجية المعايير التي يستخدمها الغرب في تصنيف "العدو" و"الحرية"، وسنسعى لفهم كيف تُعيد هذه الحروب تشكيل النظام الدولي، وتخلق توترات مستمرة تؤثر على استقرار العالم حتى اليوم.