
خلفية انطلاق الحرب على الإرهاب
الهجوم المفاجئ على برجي التجارة في نيويورك ومبنى البنتاغون لم يكن فقط صدمة أمنية، بل فرصة ذهبية لإعادة فرض النفوذ الأمريكي في مناطق عدة، تحت غطاء مكافحة الإرهاب. بدأ التدخل الفعلي في أفغانستان بإسقاط طالبان، ثم توسعت الحرب لتشمل العراق، وشملت لاحقًا عمليات سرية في أفريقيا، آسيا، والشرق الأوسط.
استراتيجية التدخل بلا حدود
- توسيع مفهوم الإرهاب: لتبرير العمليات في مناطق بعيدة وغير تقليدية.
- استخدام القوة العسكرية المباشرة وغير المباشرة: عبر الغارات الجوية بالطائرات المسيّرة، القوات الخاصة، والحروب بالوكالة.
- توظيف الاستخبارات والتكنولوجيا: لملاحقة الأهداف بدقة عالية، لكن مع تسجيل حالات سقوط ضحايا مدنيين واتهامات بانتهاك السيادة.
- التحالفات المختلطة: تعاون مع دول محلية وشركاء إقليميين لكن مع بقاء القرار الأمريكي في الصدارة.
التداعيات والنتائج
- تدمير بنى تحتية وأنظمة حكم: خاصة في أفغانستان والعراق، مع تدفق الفوضى والصراعات الداخلية.
- تصاعد موجات التطرف: ساهمت الحروب في زيادة أعداد المجندين للإرهاب، وانتشار التنظيمات المتطرفة.
- تآكل صورة أمريكا: على الساحة الدولية بسبب الانتهاكات والتجاوزات.
- تكلفة بشرية ومادية ضخمة: مع استمرار الصراعات دون نهاية واضحة.
الاستنتاج: هل انتهت الحرب على الإرهاب؟
على الرغم من مرور أكثر من عقدين، تبدو "الحرب على الإرهاب" أقل وضوحًا في أهدافها، وأكثر غموضًا في نتائجها. فهي أشبه بإطار يسمح للولايات المتحدة بتوسيع نفوذها عبر تدخلات مستمرة، بغض النظر عن النتائج الإنسانية والسياسية. إنها استراتيجية مرنة بلا حدود واضحة، تُوظّف الأمن كذريعة لتحقيق أهداف جيوسياسية.