
1. بنية النظام ومصادر السلطة
عُمان تُدار كسلطنة مطلقة، حيث يتمركز القرار في يد السلطان، الذي يمارس السلطة التنفيذية والتشريعية، مع دور محدود للمجالس الاستشارية.
النظام يقوم على تحالف بين العائلة الحاكمة والنخبة التقليدية، مع وجود شبكة من الولاءات والإدارات الحكومية المركزية التي تتحكم في مجريات الأمور.
السلطة تركزت تاريخياً على الاستقرار والهدوء، لكنها تواجه تحديات في الحفاظ على شرعيتها وسط مطالب شبابية متزايدة.
2. المشكلات الحالية (الاقتصادية، السياسية، الاجتماعية، المسكوت عنها)
اقتصاديًا، تعتمد عُمان بشكل كبير على النفط والغاز، مع محاولات تنويع الاقتصاد تواجه صعوبات بسبب ضعف القطاعات غير النفطية.
الديون العامة ارتفعت، والنمو الاقتصادي تباطأ، بينما تعاني السلطنة من معدلات بطالة مرتفعة بين الشباب، خاصة خريجي الجامعات.
سياسيًا، غياب الحريات السياسية والحراك الشعبي، مع تضييق على المعارضة وأصحاب الرأي، يعزز حالة الركود السياسي.
المجتمع يعاني من فجوات اجتماعية متزايدة، وتحديات في الخدمات الأساسية والتعليم، إلى جانب هجرة الشباب الباحث عن فرص أفضل.
المسكوت عنه يشمل:
- ضعف البنية التحتية الاقتصادية.
- تراجع دور القطاع الخاص.
- اعتماد كبير على الدعم الخارجي، خصوصًا من الخليج.
3. الدور الجيوسياسي والوظيفي للدولة
عُمان تلعب دور الوسيط الإقليمي، تحافظ على سياسة الحياد والتوازن بين القوى الكبرى، وتحرص على علاقات جيدة مع إيران، السعودية، والإمارات.
وظيفتها في الإقليم تقوم على دور دبلوماسي وتحكيمي، محاولة تجنب الدخول في الصراعات الإقليمية، مما يجعلها لاعبًا مهدئًا لكنه محدود النفوذ.
هذا الدور يحميها من بعض الصراعات، لكنه يحد من طموحاتها السياسية والاقتصادية.
4. الاقتصاد الحقيقي للدولة
الاقتصاد العُماني لا يزال ريعيًا بشكل كبير، مع بروز قطاعات الخدمات والسياحة بشكل محدود.
تعتمد السلطنة على الاستثمارات الحكومية الضخمة للحفاظ على النمو، لكنها تواجه مشاكل في جذب استثمارات خاصة فعالة.
هيمنة الدولة على القطاعات الاقتصادية تحد من فرص الابتكار والتوسع، ويظل القطاع الخاص ضعيفًا وغير منافس.
5. الإعلام والخطاب مقابل الواقع
الإعلام في عُمان يخضع لرقابة صارمة، ويُروج لصورة استقرار وأمن، مع تجاهل أو تهميش للمشكلات الحقيقية.
الخطاب الرسمي يركز على الوحدة الوطنية والتنمية الاقتصادية، متجنّبًا مناقشة الحريات أو القضايا السياسية.
المواطن يواجه فجوة بين الصورة الرسمية والواقع، مع محدودية في مساحة التعبير الحر.
6. حالة المجتمع: بين الصبر والقلق
المجتمع العُماني معروف بصبره وتقليده للسلطة، لكن هناك شعور متزايد بالقلق تجاه المستقبل، خاصة بين الشباب.
الهجرة المستمرة للشباب الباحث عن فرص أفضل تؤثر على النسيج الاجتماعي، وتزيد من الضغوط على الخدمات المحلية.
الرضا العام محدود، مع ظهور علامات توتر غير معلنة، تعكس رغبة في التغيير دون قدرة واضحة على التعبير عنه.
7. سيناريوهات المستقبل
- استمرار الوضع الحالي مع محاولة ترميم الاقتصاد بالاعتماد على دعم خليجي وخطط تنموية محدودة.
- أزمة اقتصادية أو اجتماعية تدفع السلطنة نحو إصلاحات سياسية واقتصادية ضرورية.
- تصاعد الضغوط الداخلية قد يفضي إلى تغييرات أكثر جذرية، خاصة مع تأثير الشباب المتزايد.
8. خاتمة تحليلية
عُمان تمثل نموذج الحصان الهادئ في الخليج، لكنها تواجه تحديات جسيمة تهدد استقرارها المستدام.
بقاء النظام يعتمد على قدرته في إدارة التوازن بين الاستقرار والسياسات التنموية، مع إدراك ضرورة الإصلاح الحقيقي.
في ظل غياب التغيير السياسي، قد تكون الأزمات المستقبلية حتمية ما لم تُبادر السلطنة إلى إعادة صياغة أولوياتها.
سلسلة: دولة تحت المجهر