دولة تحت المجهر: اليمن – بين الانهيار والبحث عن البقاء

تسقط اليمن في دوامة حرب مستمرة منذ سنوات، تدمير للبنية التحتية، وانقسام سياسي واجتماعي حاد، وسط معاناة إنسانية مروعة. دولة تنهار، وشعب يكافح من أجل البقاء، لكن خلف هذا المشهد الدموي ثمة صراعات إقليمية ودولية تعقد المشهد أكثر، وتجعل أي أفق للسلام بعيد المنال.

1. بنية النظام ومصادر السلطة

اليمن دولة ممزقة، بلا سلطة مركزية فعالة، حيث تتقاسم مناطق نفوذ متعددة بين الحوثيين، الحكومة المعترف بها دوليًا، وقوى انفصالية في الجنوب.
السلطة ممزقة بين فصائل متعددة، مما جعل الدولة فاشلة بالمعنى السياسي، مع وجود سلطة موازية تقيمها الميليشيات المسلحة.
الانقسام السياسي والاجتماعي العميق يعكس صراعات تاريخية وأيديولوجية، تجعل من أي حوار أو توحيد مهمة شبه مستحيلة.

2. المشكلات الحالية (الاقتصادية، السياسية، الاجتماعية، المسكوت عنها)

اقتصاديًا، اليمن يعاني من انهيار كامل للاقتصاد، مع تدمير البنية التحتية وانخفاض حاد في الموارد.
معدلات البطالة والفقر في أعلى مستوياتها، بينما الاعتماد على المساعدات الإنسانية بات أمرًا ضروريًا للبقاء.
سياسيًا، غياب الاستقرار يفاقم الصراع، مع غياب مؤسسات دولة قوية ومركزية.
المجتمع يتعرض لتشظٍ عميق بين مناطق مختلفة، مع نزوح داخلي واسع، ومعاناة إنسانية لا توصف.
المسكوت عنه يشمل:

  • دور القوى الإقليمية في تأجيج الصراع.
  • هشاشة النظام الصحي والتعليم.
  • استنزاف الموارد الطبيعية والبيئية.

3. الدور الجيوسياسي والوظيفي للدولة

اليمن تحولت إلى ساحة صراع إقليمي بين السعودية المدعومة من الغرب، وإيران عبر الحوثيين.
وظيفتها الإقليمية أصبحت محصورة في كونها ساحة توتر ومواجهة للنفوذ الإقليمي، مما يحول دون استقرار داخلي أو تطور سياسي.
هذه الوظيفة جلبت معها تدهورًا إنسانيًا واقتصاديًا كبيرًا، وجعلت البلاد في مأزق وجودي مستمر.

4. الاقتصاد الحقيقي للدولة

الاقتصاد اليمني شبه منهار، مع تدمير القطاعات الإنتاجية، وانقطاع شبه كامل للخدمات.
القطاع الزراعي والصناعي منهار، والاقتصاد يعتمد بشكل شبه كلي على المساعدات الخارجية والتحويلات المالية.
غياب البنية التحتية يجعل من أي محاولة لإعادة بناء الاقتصاد مهمة صعبة للغاية.

5. الإعلام والخطاب مقابل الواقع

الإعلام في اليمن مقسم بين الأطراف المتصارعة، حيث يُستخدم كأداة حربية في الصراع الداخلي.
الخطاب الرسمي أو التابع للميليشيات يغطي على الكارثة الإنسانية، ويروج لسرديات متباينة تعمّق الانقسام.
المواطن اليمني يعيش في واقع مرير لا يعكسه الإعلام المحلي إلا بشكل مشوّه أو منحاز.

6. حالة المجتمع: بين الألم والصراع من أجل البقاء

المجتمع اليمني يعاني من تشظٍ وجرح عميق، مع نزوح داخلي هائل ومعاناة مستمرة.
الألم الإنساني يتجاوز حدود النزاع السياسي، مع أزمات صحية، غذائية، وتعليمية لا تقل خطورة.
رغم ذلك، ثمة مقاومة شعبية وصمود يعكس إرادة الحياة رغم الظروف القاسية.

7. سيناريوهات المستقبل

  • استمرار الحرب والدمار مع أفق محدود للسلام.
  • تدخل دولي أوسع لإيجاد حل سياسي، لكنه يواجه تحديات كبيرة.
  • انفراط أكبر للنسيج الاجتماعي وربما تقسيم البلد فعليًا.

8. خاتمة تحليلية

اليمن نموذج مأساوي لدولة تنهار تحت وطأة الصراعات الداخلية والإقليمية، مع غياب لأي رؤية موحدة للسلام أو التنمية.
الحل لا يمكن أن يكون داخليًا فقط، بل مرتبط بتغييرات استراتيجية إقليمية ودولية، دونها ستظل اليمن تعيش حلقة مفرغة من الألم والدمار.

سلسلة: دولة تحت المجهر

+
أحدث أقدم

ويجيد بعد المقال


تنويه: هذا المقال (أو المحتوى) يقدم تحليلاً إعلامياً موضوعياً، ويخلو تماماً من أي تحريض أو دعوة للعنف، ويعكس رؤية نقدية متوازنة للأحداث، مع الالتزام التام بالأطر القانونية والمعايير المهنية.