
تكنولوجيا الحرب تطورت... لكن الاستراتيجية تراجعت
اليوم، تمتلك واشنطن أدوات قتل أكثر دقة وسرعة، من الطائرات الشبح والمسيّرات، إلى الحرب السيبرانية. لكنها فقدت قدرة الحسم الاستراتيجي. فكل حرب تخوضها لا تنتهي بـ"نصر واضح"، بل بإنهاك طويل وعودة مرتبكة، كما جرى في كابول.
الداخل الأمريكي المنقسم
في 2001 و2003، كان المجتمع الأمريكي ملتفًا حول السلطة، موحّدًا سياسيًا نسبيًا. أما اليوم، فالتصدّع الحزبي والإعلامي يجعل كل حرب موضوعًا للصراع الداخلي، وليس قرارًا وطنيًا موحدًا.
قيادة دولية مُنهكة
في حرب العراق، كانت أمريكا القطب الأوحد بلا منافس. أما اليوم، فإن الصين وروسيا تقفان على الخط، لا تنتظران النتيجة، بل تصنعان الواقع الموازي، سواء في أوكرانيا أو في المحيط الهادئ.
الجدول التحليلي:
- السيطرة على القرار الدولي
- 2003: مطلقة (لا معارضة جدية في مجلس الأمن)
- 2025: مقيّدة (روسيا والصين تملكان حق الفيتو والنفوذ)
- الدعم الأوروبي
- 2003: شبه كامل ومنسجم
- 2025: متذبذب، مع توتر وتباينات في المواقف
- الوضع الداخلي الأمريكي
- 2003: المجتمع موحد نسبيًا بعد 11 سبتمبر
- 2025: منقسم بحدة بين تيارات سياسية وإعلامية متصارعة
- وجود خصوم عالميين فعالين
- 2003: لا تهديد مباشر (روسيا والصين خارج التأثير)
- 2025: خصوم واضحون (روسيا في أوكرانيا، والصين في المحيط الهادئ)
خلاصة
رغم أن الجيش الأمريكي اليوم أقوى تكنولوجيا، إلا أن الاستراتيجية أضعف، والإجماع الشعبي أوهن، والمجال الدولي أكثر تزاحمًا. الحرب مع إيران قد تكون أخطر من العراق وأفغانستان، لا لأنها أصعب عسكريًا، بل لأنها بلا نهاية، وبلا حلفاء حقيقيين، وفي توقيت عالمي مأزوم.