
أفغانستان: أطول حرب بأقل فائدة
من منظور روسيا والصين، أفغانستان أرهقت أمريكا ماليًا وزعزعت صورتها، لكنها كانت أيضًا تهديدًا مباشرًا للجوار الروسي والصيني. القواعد الأمريكية في آسيا الوسطى أربكت المجال الحيوي لكليهما. ولذلك، لم تكن هذه الحرب مريحة بالكامل للخصوم.
العراق: فوضى خصبة لكن غير محسومة
الغزو الأمريكي للعراق أسقط نظامًا معاديًا للغرب، وأدى لاحقًا إلى صعود النفوذ الإيراني، ما خدم جزئيًا مصلحة روسيا والصين. لكن الوجود الأمريكي العسكري الطويل، والسيطرة على النفط، جعلت النتائج مختلطة. حرب مربكة، لا مربحة تمامًا.
إيران: الفخ المثالي للاستنزاف
أما الحرب مع إيران، فهي الحلم الجيوسياسي لخصوم واشنطن:
- تستنزف واشنطن ماليًا دون قدرة على السيطرة الميدانية.
- تُشعل الأسواق وتضعف الدولار.
- تعزل أمريكا أخلاقيًا أمام العالم الإسلامي.
- وتبعدها عن مسارح التوتر الأهم (أوكرانيا، تايوان، بحر الصين الجنوبي).
الترتيب الاستراتيجي من حيث ما تفضّله موسكو وبكين:
ترتيب الحروب الثلاث من حيث ما تفضّله الصين وروسيا لتورط أمريكا فيها:
1. الحرب مع إيران:- الأفضل لخصوم أمريكا
- تُنهك أمريكا دون مكاسب مباشرة
- تُضعف الهيمنة الاقتصادية والعسكرية
2. حرب العراق:
نتائج مختلطة
أنهكت أمريكا لكنها منحتها وجودًا طويلًا في بلد نفطي
فوضى قابلة للاستغلال ولكنها خدمت واشنطن جزئيًا
3. حرب أفغانستان:
- الأقل فائدة
- استنزفت أمريكا لكنها كانت قرب حدود الصين وروسيا
- وجود أمريكي مزعج في قلب آسيا
خلاصة
إذا كان في يد الصين وروسيا أن تختارا، لاختارتا أن تتورط أمريكا اليوم في حرب استنزاف مع إيران. فهذه ليست مجرد معركة، بل مسرح انهيار طويل للهيبة، وللدولار، وللنفوذ العسكري الأمريكي، بينما يقف الخصوم على الضفة يوسّعون مشاريعهم بهدوء.