
استثمرت في الإعلام، في الجامعات، في الفن والثقافة، حتى بدا وكأن روايتها الرسمية قد تغلغلت في العقل الغربي.
لكن الزمن تغيّر.
اليوم، تظهر مؤشرات غير مسبوقة على ازدياد كراهية شعوب العالم لإسرائيل—not بسبب "معاداة السامية" كما تزعم—بل بسبب افتضاح زيف الرواية الصهيونية نفسها.
حين ينقلب العالم على "الضحية المُسلّحة"
منذ حرب غزة الأخيرة، نزل الملايين إلى الشوارع في أوروبا، أمريكا، آسيا، وأمريكا اللاتينية، رافعين علم فلسطين، ومندّدين بإسرائيل.
مشاهد القصف، الجثث، التدمير، لم تستطع آلة الإعلام الصهيوني تبريرها.
وحدث ما لم يكن في الحسبان:
انهار التعاطف الغربي، لا سياسيًا فحسب، بل وجدانيًا.
وباتت إسرائيل تُرى بعيون الشعوب لا بعيون الحكومات:
كقوة احتلال عنصرية، مدعومة بالسلاح، تقصف شعبًا محاصرًا.
الرواية التي اشتراها المال… وفضحتها الصورة
أنفقت إسرائيل عقودًا وهي تُروّج لنفسها كـ"واحة ديمقراطية وسط صحراء من الإرهاب".
لكنّ الدم الفلسطيني الطازج، وصور الأطفال تحت الأنقاض، وهدير الطائرات في سماء غزة، كشفت زيف الرواية المموّلة.
ولم يعد يجدي:
- تكرار سرديات "الدفاع عن النفس".
- ولا الحديث عن "الهجمات الدقيقة".
- ولا حتى ادّعاء الأخلاق العالية للجيش.
الرأي العام العالمي تغيّر، لا لأن العالم تغير فقط، بل لأن الأكاذيب لم تعد قابلة للإخفاء.
من النخب إلى الشارع: تحوّل غير مسبوق
في السابق، كانت النخب فقط هي من ينتقد إسرائيل بحذر، من خلف الأقنعة الأكاديمية.
اليوم، الطلاب في الشوارع، الفنانون يرفضون تمويل المؤسسات الإسرائيلية، والأصوات الحرة تتحدث جهارًا.
حتى في قلب أمريكا، لم يعد دعم إسرائيل أمرًا "بدهيًا"، بل أصبح عبئًا سياسيًا على بعض المرشحين، وفضيحة أخلاقية في أعين الجماهير.
إسرائيل تخسر أهم ما كانت تراهن عليه: المظلومية
إسرائيل بَنَت جزءًا كبيرًا من قوتها الناعمة على خطاب المظلومية: أنها ضحية، أن لها الحق التاريخي، أن اليهود عاشوا مآسي تستحق التعويض.
لكن حين تصبح الضحية قاتلة، والمظلوم ظالمًا، تنهار القصة أمام أعين الشعوب، مهما جرى ترميمها إعلاميًا.
في الخلاصة:
ما يحدث ليس تغيرًا سياسيًا فقط، بل انهيار للرواية الصهيونية على مستوى الضمير الإنساني.
وقد آن أوان أن تُفهم إسرائيل، لا بما تروّج، بل بما تفعله.
لقد سقط القناع.