دولة تحت المجهر: سوريا – مرحلة انتقالية تحت قيادة أحمد الشرع

في ديسمبر 2024، أسفرت سلسلة من الهجمات العسكرية عن الإطاحة بنظام بشار الأسد، مما أدى إلى فراغ سياسي وأمني في البلاد. في 29 يناير 2025، تم تعيين أحمد الشرع، زعيم جماعة "هيئة تحرير الشام" (HTS)، رئيسًا انتقاليًا لسوريا خلال "مؤتمر النصر" الذي عُقد في دمشق. وقد أعلن عن تشكيل حكومة انتقالية وحل الجيش السوري، إلغاء الدستور السابق، وحل حزب البعث، مع تشكيل "مجلس تشريعي مؤقت" .

1. بنية النظام ومصادر السلطة

أحمد الشرع يتولى السلطة التنفيذية خلال المرحلة الانتقالية التي تمتد لخمس سنوات، وفقًا للدستور المؤقت الذي وقعه في 13 مارس 2025. هذا الدستور يضع البلاد تحت حكم جماعة "هيئة تحرير الشام" خلال هذه الفترة الانتقالية . تم تشكيل حكومة من 22 وزيرًا، تضم ممثلين عن مختلف المكونات السورية، بما في ذلك العرب، الأكراد، المسيحيين، السنة، العلويين، والدروز، بالإضافة إلى تكنوقراط وخريجين من جامعات غربية .

2. المشكلات الحالية

  • الاقتصاد: الاقتصاد السوري يعاني من انهيار شبه كامل، مع تدمير البنية التحتية وارتفاع معدلات البطالة والفقر. المرحلة الانتقالية تسعى لإعادة بناء المؤسسات الاقتصادية، ولكن التحديات كبيرة.
  • الجانب السياسي: المرحلة الانتقالية تشهد محاولات لبناء مؤسسات سياسية جديدة، ولكن هناك تحديات في تحقيق التوافق بين مختلف الفصائل والمكونات.
  • الجانب الاجتماعي: المجتمع السوري يعاني من الانقسامات العرقية والطائفية، مما يؤثر على جهود المصالحة الوطنية.
  • المسكوت عنه: المرحلة الانتقالية تواجه تحديات في معالجة قضايا حقوق الإنسان والمصالحة الوطنية، وهناك قلق من استمرار الانتهاكات.

3. الدور الجيوسياسي والوظيفي للدولة

سوريا ما بعد 2025 تسعى لإعادة بناء علاقاتها الإقليمية والدولية. شهدت البلاد انفتاحًا إقليميًا ودوليًا، حيث زار وزير الخارجية السوري عدة دول عربية وأوروبية، وشارك في مؤتمرات دولية، مما يشير إلى رغبة في تعزيز العلاقات وتحسين الوضع الاقتصادي .

4. الاقتصاد الحقيقي للدولة

الاقتصاد السوري يعتمد بشكل كبير على إعادة الإعمار، ولكن هناك تحديات كبيرة في تأمين التمويل اللازم. المرحلة الانتقالية تسعى لجذب الاستثمارات وتحسين الوضع الاقتصادي، ولكن العقوبات الدولية والدمار الناتج عن الحرب يشكلان عائقًا كبيرًا.

5. الإعلام والخطاب مقابل الواقع

الإعلام الرسمي في سوريا يشهد تغييرات، مع محاولات لتعزيز حرية التعبير. ومع ذلك، لا تزال هناك تحديات في تحقيق التوازن بين الخطاب الرسمي والواقع على الأرض، خاصة فيما يتعلق بحرية الصحافة وحقوق الإنسان.

6. حالة المجتمع: بين التمزق والأمل المحاصر

المجتمع السوري يعاني من آثار الحرب، مع نزوح داخلي وخارجي، ودمار في البنية التحتية. ومع ذلك، هناك جهود لإعادة بناء المجتمع وتعزيز التماسك الاجتماعي، ولكن التحديات كبيرة.

7. سيناريوهات المستقبل

  • الاستقرار النسبي: إذا تمكنت الحكومة الانتقالية من تحقيق التوافق السياسي وإعادة بناء المؤسسات، فقد تشهد البلاد استقرارًا نسبيًا.
  • التحديات المستمرة: إذا استمرت الانقسامات والصراعات الداخلية، فقد تواجه البلاد تحديات في تحقيق الاستقرار والتنمية.
  • التدخلات الخارجية: قد تؤثر التدخلات الإقليمية والدولية على مسار المرحلة الانتقالية، مما قد يؤدي إلى تعقيد الوضع.

8. خاتمة تحليلية

سوريا ما بعد 2025 تمر بمرحلة انتقالية حساسة، حيث تسعى لإعادة بناء مؤسساتها وتحقيق التوافق بين مختلف الفصائل والمكونات. النجاح في هذه المرحلة يعتمد على قدرة الحكومة الانتقالية على معالجة القضايا السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وتحقيق المصالحة الوطنية.

سلسلة: دولة تحت المجهر

+
أحدث أقدم

ويجيد بعد المقال


تنويه: هذا المقال (أو المحتوى) يقدم تحليلاً إعلامياً موضوعياً، ويخلو تماماً من أي تحريض أو دعوة للعنف، ويعكس رؤية نقدية متوازنة للأحداث، مع الالتزام التام بالأطر القانونية والمعايير المهنية.