من يربح من فقر العالم؟ الاقتصاد العالمي تحت المجهر

سلسلة: التضليل الإعلامي والمسلمات الكاذبة
المجموعة الثانية: الاستعمار، الحروب، والهيمنة المباشرة
المقال (7): من يربح من فقر العالم؟ الاقتصاد العالمي تحت المجهر

المقدمة

الفقر ليس قدرًا، بل سياسة. وفي عالم تُدار فيه الثروات كما تُدار المعارك، لا يُترك فقر الشعوب للمصادفة. خلف كل قرية جائعة، هناك بنك رابح، وخلف كل مزارع مسحوق، هناك سوق منظم بدقة. فالسؤال الحقيقي ليس: لماذا يوجد فقر؟ بل: من يستفيد من بقائه؟

المسلمة المزعومة

أن الدول الفقيرة هي ضحية تخلفها الذاتي، وأن الحل يكمن في اتباع نماذج الدول المتقدمة.
هذه الفكرة تُرسّخ بأن الفقر نتاج داخلي، لا خارجي، وأن الغرب متفوق لأنه "اجتهد"، والجنوب متأخر لأنه "فشل".

الهدف منها

  • تبرئة المنظومة الرأسمالية العالمية من دورها في صناعة الفقر.
  • تبرير استمرار السيطرة على الموارد والثروات باسم الكفاءة.
  • إقناع الشعوب بأن الحل الوحيد هو عبر استيراد النموذج الغربي بالكامل.
  • إضعاف أي مقاومة أو مسعى للسيادة الاقتصادية.

الأساليب المستخدمة

  • هيكلة الأسواق العالمية بحيث تكون الدول الفقيرة فقط مورّدًا للمواد الخام.
  • نظام الديون الدولية عبر صندوق النقد والبنك الدولي، لإبقاء الدول مرهونة لسياسات الخارج.
  • التحكم في أسعار السلع عبر بورصات غربية، ما يُفقر المنتجين ويُغني الوسطاء.
  • فرض شروط "إصلاح اقتصادي" تُجبر الدول على إلغاء الدعم وخصخصة القطاعات الحيوية.
  • دعم الأنظمة الفاسدة التي تضمن بقاء الوضع القائم.

النتائج الواقعية

  • تفكيك الاقتصاد الوطني وتحويله إلى تابع دائم للمركز الغني.
  • زيادة الفجوة بين الأغنياء والفقراء داخل الدول الفقيرة نفسها.
  • هجرة العقول واليد العاملة بحثًا عن فرص غير متاحة في بلدانهم.
  • خلق أزمات غذائية ودوائية نتيجة المضاربة واحتكار الأسواق.
  • تحول الدولة إلى خادم للدائنين بدل أن تكون حامية للشعب.

في هذا المسرح، لم يُكتب الفقر على الورق فقط، بل كُتب في العقود، وقُيّد في السياسات، وتم التلاعب به في التقارير الدولية.

الخاتمة

الاقتصاد العالمي ليس ساحة منافسة عادلة، بل هو نظام محكم يُعيد إنتاج الهيمنة بطريقة ناعمة. والفقر لم يعد مسألة عجز، بل أداة استراتيجية لإبقاء الشعوب في موقع الخضوع. لذا، لا بد من كسر السرديات المريحة، والنظر في عمق النظام الذي يجعل "الجنوب فقيرًا"، كي يبقى "الشمال غنيًا".


كلمات مفتاحية:
الاقتصاد العالمي، الفقر، الاستعمار الاقتصادي، صندوق النقد الدولي، البنك الدولي، النظام المالي العالمي، نهب الجنوب، التنمية المزعومة، العولمة، التبعية الاقتصادية، العدالة الاقتصادية

وصف الصورة المقترحة:
ميزان ضخم في كفة منه حفنة دولارات، وفي الكفة الأخرى ملايين البشر المتكدسين، بينما يرتدي الميزان قبعة على شكل مبنى صندوق النقد الدولي.

أحدث أقدم
🏠