الإصلاح الديني: دعوة تحديث أم أداة اختراق؟

سلسلة: التضليل الإعلامي والمسلمات الكاذبة
المجموعة الرابعة: النظرة للإسلام في الإعلام – التشويه والتفكيك
المقال (4): الإصلاح الديني: دعوة تحديث أم أداة اختراق؟

المقدمة

يتكرر الحديث في الإعلام والسياسة عن "الحاجة إلى إصلاح ديني في الإسلام"، كما لو أن المشكلة الكبرى في العالم تكمن في تأخر المسلمين عن تحديث معتقداتهم. يتم تقديم "الإصلاح" كدواء سحري ضد الإرهاب والتخلف، وغالبًا ما يُستدعى نموذج الإصلاح البروتستانتي كمثال يحتذى. لكن خلف هذا الخطاب البراق، تُخفي السياسة نواياها. فهل المقصود بالإصلاح هو اجتهاد نابع من الداخل لتجديد الفهم؟ أم هو مشروع خارجي لإعادة تشكيل الإسلام بما يتماشى مع التوازنات الدولية؟

المسلمة الكاذبة

الإسلام بحاجة إلى إصلاح ديني جذري، لأن تعاليمه القديمة هي مصدر التعصب والتخلف، ويجب أن يُعاد تشكيله ليواكب "العصر الحديث".

الهدف من هذه المسلمة

  • نزع الشرعية عن المنظومة الإسلامية الأصلية بوصفها عتيقة وخطيرة.
  • فتح الباب لتدخل سياسي وثقافي خارجي بحجة "المساعدة في الإصلاح".
  • تحويل الدين من قوة مقاومة إلى أداة تكيّف خاضعة للمنظومة العالمية.
  • فرض نماذج معينة من "الإسلام الآمن" الذي يتقبل الاحتلال والظلم.
  • دعم تيارات فكرية تنادي بتفريغ الإسلام من أبعاده التشريعية والاجتماعية.

الأساليب المستخدمة لترسيخها

  1. الترويج الدائم في الإعلام لنموذج "الإصلاح البروتستانتي" كمثال يجب أن يتكرر في الإسلام.
  2. إبراز أصوات فكرية تطعن في الثوابت وتُقدَّم بوصفها "مجددة" ومتنورة، دون مساءلة حقيقية.
  3. الربط الخبيث بين الالتزام الديني والإرهاب، لتبرير نزع المضمون العقائدي من الإسلام.
  4. تمويل مؤسسات ومنابر تدعو إلى "إسلام جديد" بلا شريعة، بلا مقاومة، بلا خصوصية.
  5. تحريف معنى "التجديد" الذي هو مبدأ أصيل في الإسلام، ليُصبح مرادفًا للانسلاخ والقطيعة.

النتائج المتحققة فعليًا

  • فقدان الثقة في المؤسسات الدينية، سواء التقليدية أو "المجددة"، بسبب الصراع والتسييس.
  • إنتاج تيارات فكرية مفصولة عن جمهورها، تستعمل خطابًا نخبويًا لا يلامس الواقع.
  • تحويل الجدل الديني إلى صراع أيديولوجي، بدلًا من كونه اجتهادًا علميًا داخليًا.
  • زيادة التدخل الخارجي في الشأن الديني، بدعوى دعم التنوير والإصلاح.
  • إرباك المجتمعات المسلمة بين تيارات التشدد وتيارات التفريغ، دون وجود مركز متوازن.

الخاتمة

إن الدعوة إلى الإصلاح الديني ليست خاطئة من حيث المبدأ، لكنها حين تصدر من مراكز القوة الدولية وتُفرض عبر الإعلام والمؤتمرات، فإنها تتحول من نداء تجديد إلى مشروع اختراق. الإصلاح الحق لا يبدأ من واشنطن أو باريس، بل من عقل المسلم وضميره، حين يعيد قراءة نصوصه بروحٍ متجذّرة في الوحي، لا مأخوذة بعقدة النقص. الفرق شاسع بين التجديد من داخل النص، والتفكيك من خارجه.


كلمات مفتاحية

الإصلاح الديني، الإسلام والتجديد، التدخل في الشأن الديني، التنوير المزعوم، الإسلام الحديث، العلمانية والإسلام، مشروع التغريب، الإسلاموفوبيا الناعمة، تحديث الإسلام، تفكيك الإسلام إعلاميًا

وصف الصورة المقترحة

كتاب مفتوح (يمثل الإسلام) تظهر عليه يدان متعارضتان: يد مشرقة من داخل الكتاب تُضيء نصوصه وتحاول تنظيفه من الغبار، ويد خارجية تحمل أدوات جراحة وتشطب أجزاءً من النص. في الخلفية شعار لمنظمة دولية يراقب المشهد، ما يرمز إلى الفرق بين التجديد الذاتي والتفكيك المفروض.

أحدث أقدم
🏠