الإسلام السياسي: مصطلح يُدين ولا يفسّر

سلسلة: التضليل الإعلامي والمسلمات الكاذبة
المجموعة الرابعة: النظرة للإسلام في الإعلام – التشويه والتفكيك
المقال (5): الإسلام السياسي: مصطلح يُدين ولا يفسّر

المقدمة

قليل من المصطلحات الإعلامية أثارت ما أثاره تعبير "الإسلام السياسي" من جدل وارتباك. مصطلح فضفاض، يُستخدم كثيرًا ولا يُعرَّف بدقة، لكنه غالبًا ما يُحمَّل بالسلبية ويُقذف في وجوه الحركات الإسلامية، مهما اختلفت توجهاتها. فهل هو توصيف محايد؟ أم أداة اتهام تُستخدم لنزع الشرعية عن كل من يريد أن يجعل من الإسلام منهجًا للحياة وليس مجرد طقس خاص؟ هذا المقال يتتبع هذا المصطلح: من أين أتى؟ وكيف يُستخدم؟ ولماذا هو إشكالي؟

المسلمة الكاذبة

"الإسلام السياسي" هو اختطاف للدين من قِبل حركات أيديولوجية تستغله لأغراض سلطوية.

الهدف من هذه المسلمة

  • شيطنة أي طرح سياسي يستلهم المرجعية الإسلامية.
  • فصل الإسلام عن الشأن العام، وحصره في العبادات والمناسبات.
  • التشكيك في نوايا الحركات الإسلامية، مهما كانت سلمية أو ديمقراطية.
  • تهيئة الرأي العام لتبرير قمع هذه الحركات أو إقصائها.
  • إعطاء الأفضلية لنماذج "الإسلام المروّض" الذي لا يتدخل في السياسة.

الأساليب المستخدمة لترسيخها

  1. استخدام المصطلح في الإعلام بنبرة اتهامية لا تحليلية، كمسمى يُدين لا يفسّر.
  2. ربط "الإسلام السياسي" تلقائيًا بالإرهاب والعنف والانقلاب، حتى دون أدلة.
  3. تعميم التجارب الفاشلة أو المتطرفة على كل الحركات الإسلامية.
  4. إخفاء النماذج الناجحة التي جمعت بين المرجعية الإسلامية والمشاركة السياسية.
  5. توظيف مراكز أبحاث غربية لإنتاج سرديات تؤطر الإسلام السياسي كتهديد دائم.

النتائج المتحققة فعليًا

  • تحول المصطلح إلى أداة إقصاء ناعمة لكل من يطالب بمرجعية إسلامية للحكم.
  • إرباك الجمهور المسلم بين التديّن الفردي والسياسة، وكأن الجمع بينهما خطيئة.
  • تراجع الخطاب السياسي الإسلامي المعتدل بسبب الضغوط الإعلامية والتضييق الأمني.
  • استمرار أنظمة استبدادية في تبرير قمعها بذريعة محاربة "الإسلام السياسي".
  • فتح المجال لبدائل سطحية لا تمثل عمق المجتمعات، بل ترضي القوى الكبرى.

الخاتمة

المشكلة ليست في اقتران الإسلام بالسياسة، بل في مصطلح "الإسلام السياسي" نفسه، الذي يُستخدم لإقصاء الفكرة قبل فهمها، ولتشويه أي تجربة قبل دراستها. الإسلام لم يكن يومًا ديانة كنسية تفصل بين الإيمان والعمل، بل كان دومًا منظومة قيم تشمل الفرد والمجتمع. النقد الحقيقي يجب أن يكون موجهًا للتجارب لا للفكرة، وللممارسات لا للهوية. أما تحويل المصطلح إلى تهمة مسبقة، فليس إلا شكلاً من أشكال الاستعمار اللغوي.


كلمات مفتاحية

الإسلام السياسي، تسييس الإسلام، الحركات الإسلامية، الإعلام والمصطلحات، المصطلحات المضللة، التشويه الإعلامي، الإسلام والسلطة، المرجعية الإسلامية، الإسلام والديمقراطية، محاربة الإسلاميين إعلاميًا

وصف الصورة المقترحة

صندوق أسود مكتوب عليه "الإسلام السياسي" تُرمى فيه صور لحركات وشخصيات إسلامية مختلفة، بعضها مسالم وبعضها عنيف، في مشهد رمزي يشير إلى التعميم. وفي الخلفية شاشة تلفاز كبيرة تذيع كلمة "تهديد" بخط أحمر عريض، بينما يقف مشاهد حائر أمام المشهد.

أحدث أقدم
🏠