هل الإسلام دين عنف؟ تفكيك السردية المفخخة

سلسلة: التضليل الإعلامي والمسلمات الكاذبة
المجموعة الرابعة: النظرة للإسلام في الإعلام – التشويه والتفكيك
المقال (6): هل الإسلام دين عنف؟ تفكيك السردية المفخخة

المقدمة

من أكثر الاتهامات تكرارًا في الخطاب الإعلامي الغربي والعالمي أن الإسلام دين عنف، دين سيوف ودماء وجهاد وتفجيرات. وفي كل حادثة يُقحم فيها اسم مسلم، تُستدعى هذه السردية القديمة لتأكيد مسلمة مفخخة: أن العنف جزء بنيوي من الإسلام ذاته، لا من أتباعه. هذا المقال يحلل كيف صيغت هذه السردية، وما الذي يُخفى خلفها، ولماذا هي أخطر من مجرد افتراء إعلامي.

المسلمة الكاذبة

"العنف ليس انحرافًا عن الإسلام، بل نتيجة حتمية لمبادئه وتعاليمه."

الهدف من هذه المسلمة

  • إعادة تشكيل صورة الإسلام في الوعي الغربي كدين خطير بطبيعته.
  • تجريم المفاهيم الإسلامية المركزية كالجهاد والولاء والبراء والحاكمية.
  • تبرير الحروب على المسلمين باعتبارها "دفاعًا عن النفس" ضد عقيدة عنيفة.
  • إخافة الشعوب من الإسلام السياسي ومنع تمدده ديمقراطيًا.
  • دفع المسلمين للانفصال عن تراثهم لتبني نسخ مشوهة "مُروّضة" من الإسلام.

الأساليب المستخدمة لترسيخها

  1. التركيز الإعلامي على كل حادثة عنف لها صلة بمسلمين، وتجاهل السياقات والأسباب.
  2. الربط الدائم بين مصطلحات مثل "جهاد"، "خلافة"، "شريعة" وبين الإرهاب.
  3. استخدام آيات قرآنية مقتطعة من سياقها لتدعيم الاتهام.
  4. تجاهل أو تغييب التاريخ الدموي للغرب ذاته، وتقديمه كـ"حضارة سلمية".
  5. إهمال أصوات العلماء والمفكرين المسلمين المعتدلين في الإعلام السائد.

النتائج المتحققة فعليًا

  • تعميق الكراهية تجاه المسلمين، وازدهار موجات الإسلاموفوبيا.
  • تحول المسلمين في الغرب إلى مواطنين مشتبه فيهم دومًا.
  • تقليص حرية التعبير الديني للمسلمين في المدارس والإعلام.
  • إضعاف الثقة الذاتية عند الجيل المسلم الناشئ، وخلق قطيعة مع تراثه.
  • إعادة إنتاج أنظمة قمعية تبرر استبدادها بمحاربة "التطرف الإسلامي".

الخاتمة

السؤال "هل الإسلام دين عنف؟" ليس سؤالًا بريئًا، بل لغماً مفخخاً في ذاته. إنه لا يبحث عن إجابة، بل يصوغ الاتهام في شكل تساؤل. الإسلام كدين ليس مسؤولًا عن أفعال أفراده كما أن المسيحية ليست مسؤولة عن محاكم التفتيش، ولا الليبرالية مسؤولة عن استعمار الشعوب. العنف له سياقات، ومبررات سياسية واجتماعية، لكن تحويل العقائد إلى متهم دائم هو جزء من معركة السيطرة على العقول. والمعركة تبدأ من اللغة.


كلمات مفتاحية

الإسلام والعنف، تفكيك الإسلاموفوبيا، الجهاد والإعلام، الاتهامات الغربية، السرديات الإعلامية، صورة الإسلام، التشويه الإعلامي، العنف الديني، الكراهية ضد المسلمين، الإعلام والتحامل

وصف الصورة المقترحة

ميزان ضخم معلّق، وُضع فيه كتاب "القرآن" من جهة، ومن الجهة الأخرى وُضعت قنبلة وعنوان صحيفة غربية يقول "العنف الإسلامي"، في دلالة رمزية على الكيل بمكيالين. خلفية داكنة ووجوه مشاهدي الأخبار تظهر ملامح الخوف والتشويش.

أحدث أقدم
🏠