الإسلاموفوبيا: كيف يُصنع العدو باسم الأمن؟

سلسلة: التضليل الإعلامي والمسلمات الكاذبة
المجموعة الرابعة: النظرة للإسلام في الإعلام – التشويه والتفكيك
المقال (8): الإسلاموفوبيا: كيف يُصنع العدو باسم الأمن؟

المقدمة

تبدو كلمة "الإسلاموفوبيا" كمجرد توصيف لحالة خوف مَرَضِي من الإسلام، لكنها في الواقع تعبّر عن مشروع منظم يتغذى على صناعة الخوف، ويُعاد إنتاجه في كل نشرات الأخبار، وصالات السينما، وتشريعات الأمن القومي. الإسلام لم يُقدَّم في الإعلام كدين، بل كتهديد. وهذا التهديد هو ما يشرعن كل شيء: الرقابة، التفتيش، الإقصاء، والحروب. فكيف صُنع هذا "العدو"؟ ولماذا يُعاد تدويره كلما احتاجت المنظومة لتبرير القمع؟ هذا ما نحاول تفكيكه.

المسلمة الكاذبة

"الإسلام تهديد أمني محتمل، والمسلم العادي قابل للتطرف في أي لحظة."

الهدف من هذه المسلمة

  • تعميم الشبهة على جميع المسلمين لخلق حالة من الاشتباه المستمر.
  • تسويغ الإجراءات الأمنية الاستثنائية بحق المسلمين داخل وخارج بلدانهم.
  • تقويض الحريات الدينية والحقوق المدنية تحت مظلة "مكافحة الإرهاب".
  • إعادة رسم الهوية المسلمة بما يتناسب مع معايير الرقابة والترويض.
  • ترهيب المجتمعات من قبول المسلمين كمواطنين متساوي الحقوق.

الأساليب المستخدمة لترسيخها

  1. التكرار الإعلامي لعبارات مثل: "التهديد الإسلامي"، "خلايا نائمة"، "خطر التطرف".
  2. إبراز جنسيات أو ديانات الفاعلين عند كونهم مسلمين، وتجاهلها في غيرهم.
  3. إنتاج أفلام ومسلسلات تصوّر المسلم كشخص غامض، قابل للانفجار في أية لحظة.
  4. استخدام الحوادث الفردية لتبرير تشريعات جماعية.
  5. إخفاء ضحايا المسلمين في الحروب، والتركيز فقط على تهديدهم للغرب.

النتائج المتحققة فعليًا

  • تصاعد جرائم الكراهية ضد المسلمين في الغرب.
  • تفكك الروابط الاجتماعية والثقافية للمسلمين في المجتمعات الغربية.
  • إغلاق مساجد، ومنع رموز دينية، وتضييق على المؤسسات الإسلامية.
  • تطبيع الاستهداف الإعلامي والأمني لكل مظاهر التدين الإسلامي.
  • تقوية الأنظمة الاستبدادية عبر دعمها دوليًا بحجة مواجهة التطرف.

الخاتمة

الإسلاموفوبيا ليست خوفًا طبيعيًا، بل منتج إعلامي وأمني يتم تصنيعه بعناية. إنها جزء من آلية السيطرة التي تستدعي دائمًا عدوًا لتبرير الانتهاك. وقد يكون هذا العدو مرئيًا بلحية وثوب، أو خفيًا في قلب أي مسلم يصلي بهدوء في حيٍّ غربي. المعركة اليوم ليست بين دين وآخر، بل بين الحقيقة والافتراء، بين الوعي بالخدعة والانخداع بها. والوعي، وحده، هو الحصن الأخير.


كلمات مفتاحية

الإسلاموفوبيا، صناعة العدو، المسلمون في الغرب، الإعلام والخوف، تشويه الإسلام، الأمن والإقصاء، الكراهية ضد المسلمين، العنصرية الإعلامية، الإسلام كتهديد، الحريات الدينية

وصف الصورة المقترحة

رأس شخص مسلم يلبس قبعة الصلاة، يظهر نصفه الأعلى داخل مرمى تصويب بندقية قنّاص، فيما تلفّ الخلفية عناوين صحف حمراء تقول: "تهديد إسلامي"، "خطر متزايد"، "عدو الداخل"، وعيون مراقبة أمنية تتوزع حوله.

أحدث أقدم
🏠