الأقليات المسلمة: حين يُمنع الاضطهاد من التغطية

سلسلة: التضليل الإعلامي والمسلمات الكاذبة
المجموعة الخامسة: النظرة للشرق والمسلمين – الصورة النمطية والازدواجية
المقال (1): الأقليات المسلمة: حين يُمنع الاضطهاد من التغطية

المقدمة

في عالمٍ يُفترض أنه يحتفي بحقوق الإنسان ويجعل من حرية التعبير شعارًا أعلى، تبدو معاناة الأقليات المسلمة كأنها تقع خارج نطاق التغطية. يتم تعتيم مآسيهم، يُهمَّش نضالهم، وتُقدَّم قضيتهم دائمًا عبر عدسة الشك. أين ذهبت مبادئ العدالة التي تُرفع في وجه دول بأكملها حين تنتهك حقوق جماعات أخرى؟ ولماذا يتحوّل الاضطهاد -حين يكون الضحية مسلمًا- إلى "قضية معقدة" أو "نزاع داخلي"؟ هذا ما سنكشف جذوره في هذا المقال.

المسلمة الكاذبة

"معاناة الأقليات المسلمة مبالغ فيها، وغالبًا ما تكون ردود فعل متطرفة أو مشكلات محلية لا تستدعي التدخل."

الهدف من هذه المسلمة

  • تبرير الصمت الإعلامي الدولي عن جرائم ضد الأقليات المسلمة.
  • إخراج اضطهاد المسلمين من تصنيفه كاضطهاد ممنهج أو عنصري.
  • منع تشكّل رأي عام متعاطف قد يُحرج الحكومات الغربية أو حلفاءها.
  • إضفاء صبغة الشك على كل رواية صادرة من جماعة مسلمة مضطهدة.
  • إبقاء قضاياهم خارج أجندة المؤسسات الحقوقية المؤثرة دوليًا.

الأساليب المستخدمة لترسيخها

  1. التجاهل التام في الإعلام الغربي لما يحدث، أو تغطيته بلغة محايدة تُخفي البعد الديني.
  2. تصوير ردود فعل المضطهدين كـ "تمردات"، "انفصالية"، أو "مشاريع متطرفة".
  3. عدم استخدام كلمات مثل "تطهير عرقي" أو "جرائم ضد الإنسانية" في توصيف تلك الحالات.
  4. التركيز على وجود "مسلحين" أو "حركات عنف" كتبرير لقمع جماعي.
  5. مقارنة معاناتهم بقضايا أخرى لنزع الخصوصية أو خفض أولوية قضيتهم.

النتائج المتحققة فعليًا

  • تزايد وتيرة الانتهاكات بلا رادع دولي، كما في الصين (الإيغور)، الهند (كشمير)، بورما (الروهينغيا)، وغيرها.
  • حرمان الأقليات من التضامن الدولي، وتركهم فريسة للتجويع، التهجير، أو المسح الثقافي.
  • إضعاف القدرة القانونية لمناصرتهم داخل المؤسسات الدولية.
  • نقل صورة سلبية عنهم باعتبارهم "مشاغبين" لا مظلومين.
  • خلق بيئة عالمية يعتبر فيها اضطهاد المسلمين حالة لا تستحق الاستنكار.

الخاتمة

المعاناة التي لا تُروى لا تثير غضب أحد. وحين تُمنع القصص من الخروج إلى النور، تتحول الحقيقة إلى ضحية مرتين: مرة بالقمع، وأخرى بالتواطؤ الإعلامي. فحين يُمنع صوت المضطهد من الوصول، لا يعود القاتل بحاجة لأن يُخفي سلاحه. الإعلام، في صمته، قد لا يطلق الرصاص، لكنه يغطي الجريمة بالصمت... وهذا أخطر.


كلمات مفتاحية

الأقليات المسلمة، الإعلام الغربي، اضطهاد المسلمين، الروهينغيا، الإيغور، كشمير، صمت الإعلام، التعتيم الإعلامي، الإسلام والمسلمون، الصورة النمطية

وصف الصورة المقترحة

خريطة للعالم يظهر فيها عدة بقع مضيئة على دول مثل الصين، الهند، بورما، محاطة بعناوين إعلامية مختفية أو ممزقة، وفي منتصف الصورة ظلّ طفل مسلم يصرخ بصمت، داخل شاشة تلفاز مغلقة.

أحدث أقدم
🏠